من كتاب : كيف تفجر الهائلة الكامنة بداخلك وتوظفها في القيادة والحياة
ال90% الأخرى
المؤلف : روبرت ك . كوبر
مكتبة : جرير
" سباركي" وذلك نسبة إلى أسم حصان في سلسلة من الحكايات المصورة والمسمى " سباركبلج " والمدرسة تمثل له عقبة وفشل في الصف الثامن في كل المواد وفي المدرسة الثانوية رسب في المادة الفيزياء بأقل درجة يحصل عليها طالب في تاريخ المدرسة ورسب في جمييع المواد، ولم يكن أحد يهتم به ، بل يصاب بالدهشة عندما يلقي عليه أي شخص التحية.
وكان مدرسوه وزملاؤه يعرفون أنه فاشل بكل معايير التقليدية ، ولكنه كان يؤمن في داخلياً بإن لديه نصيباً فطرياً من عبقرية أو موهبة الرسم ، كان فخوراً برسوماته ،حتى إذا لم يكن أي شخص يرى فيها الكثير ، وفي عامه الأخير في المدرسة الثانوية قدم سلسلة من الرسوم الكارتونية إلى الكتاب السنوي لمدرسته ، وتم رفضها .
وبعد تخرجه من المدرسة الثانوية ، أكمل دورة تدريبية في فن الرسم عن طريق المراسلة ، وكان ذلك هو التدريب الفني الوحيد الذي تلقاه ، ثم كتب خطاباً إلى ستوديوهات " والت دزني " على أمل أن يعمل رساماً للرسوم المتحركة حيث طلبوا منه رسومات قام فيها بالعمل عدة ساعات طويلة قبل أن يرسلها إليهم بالبريد وجاء الرد في خطاب رسمي بالرفض .
لكن " سباركي" كان يشعر بإن لديه موهبة فريدة ذات قيمة حتى وإن كان هو الوحيد الذي يدرك ذلك ، لذلك كان رد فعله على رفض ستوديوهات " والت دزني " لرسوماته أن قام برسم قصة حياته في رسومات كارتونية وكانت تعبر عن شخص يجيد الإنجاز بشكل مزمن ، ولم تكن طائرته الورقية تطير أبداً الأمر الذي تطور بعد ذلك حتى أصبح العالم كله يعرفه في شخصية " تشارلى براون" كان " سباركي" هو نفسه " تشارلز شولتز " وسلسلته الكارتونية " بي نتس " والتي بدأت عام1948م ثم أصبحت واحدة من أشهر سلاسل الكارتون في التاريخ وانتهت في أواخر عام 1999م حيث كانت تظهر في 2600 صحيفة في العالم بإحدى وعشرين لغة .
وعبر السنوات كون ثروة تقدر بنحو 55مليون دولار ولديه نجمة باسمه في الشارع الشهرة بهوليود ، كما أن كافة الرسومات الكارتونية التي حملت اسمه قام بتصميمها بيديه . وأصبحت كل شخصيات " بي نتس أسماءً مألوفة لنحو 350 مليون قارئ في 75 دوله , وكان لهذه الشخصيات حضور قوي ومميز وقدرة على التفكير والتصرف , كما كانت هذه الشخصيات تتسم بالإعتماد على الذات حتى عندما تحاصرهم عثرات الحياه كما فعل "شولز" عندما اعتمد على موهبته الحقيقيه الخفيه وطورها لتصبح أعظم مواطن قوته.

كل منا موهوب بطريقة فريده

قدر كبير من القدرات الإنسانيه يتم إهماله وفقدانه لأننا نعجز عن إدراك الحقيقه التي أدركها "شولتز" . لقد كان موهوبا بطريقة فريده من نوعها حتى عندما كان يبدو أنه ما من شخص آخر يعرف قيمة أو حتى يقدر موهبته ، كان " شولتز " يمتلك الشجاعة ليجد سبيلاً لتطويرها إلى قوة مجددة ، وعكس كل الاحتمالات دافع عن تلك القوة وفي النهاية استطاع التواصل مع العالم .
وقد منح كل منا مواهب طبيعية دائمة مع جهد داخلي قوى لتحويلها إلى مواطن قوة ، واستخدامها في مواصلة شيء يمثل لنا أهمية خاصة في حياتنا.

منقول