فكرة الكتاب:
الحياة ليست لباساً نرتديه ثم نخلعه، لكل منا حياته وذاته الخاصة به، وعلى درجة تحكمك بذاتك تكون درجة نجاحك، فإن التحكم بالذات هو مفتاحك للنجاح في علاقتك مع نفسك أولاً ثم مع الآخرين.




الفصل الأول إدارة الحياة كلاعب الكرات (البهلوان)

هناك ثلاثة ميادين أساسية يخوض فيها الإنسان حياته، وهي العمل والمنزل والحياة الشخصية، ونجده ما بين مسيطر على أحد هذه الميادين، ومن النادر أن تجد من يسيطر على ميادين الحياة الأساسية، لذا على المرء أن يتأقلم ويتكيف مع حياته بما يشبه البهلوان الذي يبقي بعض الكرات في الهواء مع سيطرته على جميع الكرات.

·الضلوع بأكثر من طاقتك: يتحمل البعض العديد من المسؤوليات في آن واحد بطيبة خاطر، وذلك لإدراكهم على إتمام هذه المسؤوليات بشكل صحيح، قد يكون هذا الوضع غير عادل بينما البقية يتحملون مسؤوليات بسيطة أو ربما أنك غير قادر على قول (لا) أو ربما تسمح لغيرك بالاعتماد عليك بشكل مستمر، يبقى كل ما قيل مقبولاً، لكن هذه المسؤوليات قد تزيد عليك بشكل يمنعك من إدارة شؤونك بنجاح، لذا اسأل نفسك، هل أنا ملزم بهذه المسؤوليات؟ قد تظن أن الآخرين يتوقعون منك العطاء دائماً، ولكن عليك أن تقرر قبول هذه المسؤوليات أو رفضها.

التعود على نمط ما: إن التعود على نمطية معينة وثابتة وروتينية تعطيك شعوراً زائفاً بالأمان، فقد تشعر بأنك مشغول وأنك تبلي بلاءً حسناً، وخصوصاً في الأشياء التي تعودت على القيام بها، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنك ناجح ومنتج، هذا النوع من النمطية يجعلك غارقاً في بحر الروتين، وتعيقك عن التكيف مع أي تغيير يساعدك في إدارة شؤون حياتك بشكل أفضل.

التأقلم دون المستوى المطلوب: قد تشعر أنك غير قادر على تنظيم أمورك بشكل أفضل؛ لكونك مشغولاً فوق العادة مما يجعل مستوى التنظيم الشخصي لديك دون الحد المطلوب، وإن توهمت أنك تتقدم خطوة فإنك تتراجع عدة خطوات، وهذا لا يعد تقدماً؛ لأنك إذا لم تنظم أمورك فليس من السهل أن تنجز أي عمل، لذا عليك بما يلي:
1) استفد من عمل أي مجهود لتنظيم أمورك.
2) قرر ما الذي تريد أن تقوم به والأهم لك.
3) الأمور المفروضة عليك والأمور التي تفرضها على نفسك.

الوقوع تحت ضغط ما: عند إحساسك بأنك غير قادر على شؤون حياتك بشكل سليم، فهذا يعني أنك تقع تحت ضغوط معينة قد تكون غير معروفة لديك، جعلت العمل يخرج عن سيطرتك. بيد أن هناك ضغطاً صحياً بل ومطلوباً وهو الضغط الذي يدفعك للنجاح والإنجاز، وإنما نقصد هنا ذلكم الضغط الذي يمنعك من إنجاز أمورك بنجاح وإليك بعض الإشارات التي تدل على الضغط:
- تقديم الأعذار المستمرة لتخلفك عن إنجاز الأعمال في الوقت المحدد.
- عدم القيام بأعمال إضافية كنت تخطط القيام بها، وذلك لشعورك بالتعب الشديد.
- كونك شديد الحساسية وحاد المزاج بشأن أمور تافهة لم تزعجك في السابق.
- نقص حماسك المعتاد والذي يشتعل حيوية.
هذه الدلائل تشير إلى حدوث ضغط فتدفعك إلى تصرفات غير معتادة منك، وقد تدرك مستقبلاً أنك متعب ليس من العمل، بل من الضغط الناتج هو السبب في هذا الاجتهاد والتعب.
البحث عن الحلول غيرالمجدية:
عند بحثك لحلول للتعامل مع الصعوبات التي تواجهك، فإنه ربما طرقت بعض الحلول التي تبدو لك أنها حلول نهائية، ولكن هذه الحلول تحملك المزيد من المشاكل وليست هي بالحلول النهائية، بيد أن الذي يدفعك للحلول النهائية (المستعجلة) عدة أمور منها:
1) لوم الآخرين أو الظروف المحيطة، فهذا مخرج لتفادي الشعور بالذنب، وربما تنتهي بإقناع نفسك أنك أنت المسؤول عن حدوث المشكلة.
2) تجاهل المشاكل على أمل أن تتوارى مع مرور الزمن، ولكن الذي يحدث وللأسف ازدياد المشكلة حتى تصبح أزمة.
3) حجب الحقائق عن طريق (ما حرم الله) من تعاطي المخدرات أو الكحول اعتقاداً أن ذلك قد يكون مخرجاً، ولكن هذا الأمر يزيد الأمر سوءاً إلى سوء.
4) تناول الأطعمة قليلة أو عديمة الفائدة قد يكون وسيلة لتهدئة الأعصاب، ولكن نتيجة هذا الأمر قلقاً إضافياً يسبب زيادة الوزن، وقد تظهر بعض الأمراض المتتالية.
الأنظمة السابقة لا تعتبر وسائل ناجحة للتنظيم، بل إنها تزيد الأمر سوءاً وتعقيداً، وتقلب المشكلات إلى أزمات، بالرغم من أن هذه الأنظمة السابقة لا تؤمن سوى رفعاً للمعنويات ليس إلا.

نقص القدرة على إدراك التوجه الصحيح: لكل منا توجهات يتطلع إليها، وعند انعدامها قد تكون هناك مشكلة أساسية، إذ إن انعدام التوجهات يجعلك مسلوب الأهداف، بل تكرس جهودك لمعالجة المشاكل عند بروزها.
أما إذا كنت لا تسعى نحو هدف محدد فستجد أنك تسير في حلقة، وتكتشف في النهاية أنك باقٍ في مكانك مثلك مثل الخلد، لذلك عليك أن تتوقف كلياً لتقيم الوضع الراهن وما تطمح للوصول إليه.
إذن ابحث عن عمل أكثر ملاءمة فلا أحد يجبرك على أن تسير في طريق ميؤوسٍ منه، فالحياة أقصر من أن تستمر في عمل لا نحبه، وعمرك أقصر مما تتوقع، فلا تعلم متى تغادر أنت هذه الحياة، وليس هناك وقت غير مناسب للبدء بل ابدأ الآن، وليس هناك داعٍ للشعور أن هذا قد فات أوانه، وليس هناك حاجة لإعادة الزمن إلى الوراء، لكن بمجرد إبطائه أو وقفه وتعديل مساره ومن ثم دفعه للأمام ثانية.

الفصل الثاني فهم ذاتك

إذا كنت تسعى للحصول على الاستفادة القصوى من حياتك وعملك وتدير شؤون حياتك بنجاح، وأنك تفعل الأعمال التي تود القيام بها، عليك أن تفهم ذاتك وكيف تفضل أن تؤدي أعمالك.

تحديد الأفضليات:
عليك أن تدرك أفضلياتك التي تساعدك على التركيز على جهودك نحو ما تفضله وتجتنب ما لا تفضله، وهناك أربع مجموعات أساسية، وهي كما يلي/
(1) منظماً أو عفوياً: إذا كنت تفضل أن تكون منظماً فسوف تشعر بالسعادة، خصوصاً في أعمال تتطلب التخطيط وتسلم العمل، ولكن قد تشعر بالسخط عند حدوث أي تغيير على مجرى الأمور حسب تخطيطك مما يجعلك قلقاً، أما إذا تناولت أمورك بالطريقة العفوية فسوف تشعر أكثر سعادة إذا كانت أعمالك تتطلب المرونة والثبات، وأما الأمور الروتينية فتشعرك بالسخط والضجر، وإذا ما حدث أي تغيير تستطيع أن تتأقلم معه بشكل سريع.
(2) واقعي أم حدسي: إن طريقتك لاستيعاب المعلومات تلعب دوراً كبيراً في إدارة شؤون حياتك بفاعلية، فإذا كنت واقعاً فسوف تفضل أن تركز على المعلومات المتوافرة لديك، وذكر التفاصيل المهمة التي تؤثر على الأوضاع، ولكن انتبه أن تصرف جل وقتك في تجميع هذه المعلومات، أما إذا كنت حدسياً فسوف تفضل أن تنظر بشمولية مع رغبتك في اكتشاف كل الاهتمامات، فأنت لا تقتنع بالمعلومات المتوافرة بل تسعى لفرض الاحتمالات، وربما منعتك هذه الشمولية من التفصيل والوصول إلى حصيلة أكثر نجاحاً، بيد أن الواقعي يظل حبيس الواقع مقيداً بالمعلومات، ولا يحمل نفسه عناء النظر بصورة شمولية، إذن عليك أن تستخدم الوسيلة الفضلى لمعالجة المعلومات بصورة بناءةً ومنتجة.
احذر من أن تعمل في عمل لا تكون مواهبك مقدرة أو ضد أفضلياتك، فسوف ينتج عن ذلك الإحباط والأوهام، بل سوف تسعى وتبذل طاقتك في مجرد التكييف مع ما هو مطلوب منك.
(3) تحليلي أم عاطفي: تعد جودة صنع القرار من الوسائل التي يتم من خلالها اتخاذ القرار، فإذا كنت تحليلياً أو منطقياً فسوف تكون قراراتك مبنية على المعلومات والأرقام المتوافرة، مما يعطيك الشعور بالسعادة خصوصاً عند التعامل بموضوعية، وفي هذه الأثناء غالباً ما يعتبرك الناس قاسي المشاعر بنظر العاطفيين، أما إذا تناولت أمورك بشكل عاطفي فسوف تعطل التحليل والمنطق وتكون أسير عاطفتك، لذا سوف تشعر بسعادة أكثر خصوصاً لدى مساعدة الآخرين، وسوف يضعك الناس بأنك رقيق المشاعر وحساساً بنظر التحليلين.
(4) اجتماعي أم انعزالي: قد تكون اجتماعياً؛ لأنك ترغب في العمل مع الناس الذين يعملون في ظروف تكون فيها تبادل وجهات النظر مع الآخرين قوية، ويزيد إحباطك كلما قل تبادل وجهات النظر مع الآخرين، بينما يفضل البعض أن يكون منعزلاً ويعمل بهدوء، ويستمر في تلبية طلبات الآخرين مما يدفعه إلى الشعور بالضياع.

حدد اختياراتك: عليك أن تحدد تصرفاتك حسب الأوضاع المتنوعة فهي التي تساعدك على النجاح.
- إذا كنت واقعياً ومنظماً فقد تكون شخصاً مسؤولاً وأكثر إنتاجاً، تتوخى الحذر والدقة في أعمالك.
- أما إذا كنت واقعياً وعفوياً فسوف تكون أكثر سعادة، وتكون أكثر مرونة وديناميكية على تحديد الخطأ وإيجاد ردة الفعل المناسبة والضرورية له.
- أما إذا كنت حدسياً وتحليلياً فسوف تكون مرتاحاً وواثقاً ما دام أن هناك هدفاً رئيساً تسعى له، وسوف تستعين بقدرتك لتصل إلى أهداف فأنت مبدع.
- أما إذا كنت حدسياً وعاطفياًَ فسوف تكون كل جهودك وقدراتك منصبة وموجهة نحو معاونة الآخرين وتطويرهم.
يتباين الناس من حيث الأفضليات، والاستفادة منها حسب الظروف التي تجعلها أكثر إنتاجية.
إذن تفحص أفضلياتك فهي تؤمن لك الكفاية في المعرفة الذاتية لاتخاذ القرارات الصحيحة بشأن العمل الذي يؤمن الاستفادة القصوى من ميزاتك، والذي بدوره يحقق ذاتك بشكل أفضل.

الفصل الثالث أن تكون فعالاً

إن تنظيم أمورك بشكل فعال يعني أنك بعيداً عن أي مؤثرات خارجية تؤثر على أهدافك وأعمالك.

مراجعة المواقف: بداية النجاح تبدأ عندما تقيم وضعك الراهن على المستوى الشخصي والمهني وما هو مطلوب منك ومن وقتك.
ضع قائمة بالأنشطة الرئيسة الحالية لك وميز فيها:
1- لنشاطات التي تستمتع بعملها.
2- لنشاطات التي ترغب بالعمل فيها أكثر.
3- لنشاطات التي ترغب بالعمل فيها أقل.
عند ذلك سوف تدرك الأعمال التي ترغب أن تقوم بها، وما تود أن تغيره أو تنصرف عنه.

تحديد توجهك: لكي تحدد اتجاهك يتطلب أن تكون أكثر منهجية وموضوعية عليك أن تفكر بالذي تود أن تخبره على المستوى الشخصي والمستوى العملي.
- ياتك الشخصية/ ما يلزمك في علاقتك مع الأصدقاء العائلة وزملاء العمل.
- ياتك العملية/ ما تنوي إنجازه في مهنتك وتطوير ذاتك.
ابدأ في إنجاز ثلاثة أعمال من الأعمال المسجلة على لائحتك السابقة، فإذا كنت غير قادر على ذلك فذلك يعني أنك وضعت لنفسك أهدافاً غير واقعية، كلما كانت أهدافك معقولة وواقعية وتحقق بجهد معتدل كنت أقدر على إدارة شؤون حياتك بفاعلية.
اسأل نفسك سؤالين:
سـ/ ماذا تريد من حياتك؟ سـ/ إلى أين أنت ذاهب؟

تحديد مسؤولياتك: إن تحدد المجالات التي تكون فيها مستعداً لتحمل المسؤولية يمنعك من تبديد جهودك في نشاطات تقلل من فاعليتك الشخصية، بعد ذلك حدد المسؤوليات غير المرغوب فيها ثم تخلص منها.

التكيف مع التغيير: قليل من الأمور في الحياة تبقى ثابتة، لذا عليك أن تكون مستعداً للتأقلم والتكيف مع المتغيرات؛ لأن هذا جزء أساس من تنظيم شؤونك بفاعلية.
لا شك أن التغيير تجربة مخيفة ومغامرة مرعبة، ولكنك تجد نفسك مضطراً لمواجهة التغيير بل والتكييف معه بدلاً من أن تكون ضحية له.
وإليك ثلاث طرق أساسية لمواجهة التغييرات:
1 - توسيع بالمهارات عبر التحصيل العلمي وتعلم تقنيات جديدة وتجارب عديدة.
2 – زيادة التطور المعرفي، وكن مواكباً لتجدد المعلومة.
3 – انفتاح ذهنك لتطوير تصرفاتك إلى الأفضل.
لا شك عندما تستطيع تطوير معارفك ومهاراتك وقدراتك وحتى تصرفاتك فسوف تكون أقدر على التأقلم مع التغيير، وسوف تكون صانعاً له لا ضحية له، إضافة لاستعدادك لاستقبال الأفكار ووجهات النظر الحديثة.

·أن تكون منظماً: لكي تكون قادراً على إدارة شؤون حياتك، عليك أن تكون منظماً في معرفة مواضع الأمور، ولا يتأتى ذلك إلا عن طريق التنظيم الشخصي، ولبلوغ ذلك عليك مراعاة ما يلي:
1- ستعمال المفكرة الورقية أو الإلكترونية لتسجيل المعلومات لكي تعرف كيف سيصرف وقتك.
2- ن تكون مرتباً، وهذا يؤهلك لتصل إلى معلوماتك بفاعلية.
3- بقاء الأشياء ذات الصلة المشتركة مع بعضها، بمعنى ربط الأشياء المشتركة برابط واحد، وهذا سيوفر لك الجهد والوقت إضافة لشعورك بالسيطرة على أمورك.
4- ن يكون لديك مجال للترويح عن النفس بشكل منتظم لتعطيك دافعاً للقيام بأعمالك بحيوية.
5- رتيب مكتبك في نهاية كل يوم يجعلك تبدأ بداية جديدة في اليوم التالي.
6- لاحتفاظ بمواد أولولية احتياطية، وهذا يمنعك من الوقوع في أزمة ناتجة عن النقص في التخطيط.
7- راجعة يومية للائحة الأمور المنقذة وشطبها والتي قيد التنفيذ والإعداد لها.
8- ن يكون لديك لائحة ثابتة لنشاطاتك المنتظمة كالأغراض المهمة للسفر مما يجعل عنصر النسيان نادراً.

أن يكون منظماًً فإن ذلك:
1) يمنعك من الشعور بتواتر الأعصاب أو التورط في أمور تعيق أو تقلل إنتاجك.
2) يمنعك من أن تحيد عن مهمتك الرئيسة، وتمتلك التكيف مع التغيير.

الفصل الرابع تحمل المسؤولية

لكي تكون قادراً على التحكم بذاتك فأنت بحاجة إلى تحمل مسؤولية نفسك وأن تسعى لتحقيق أمورك، وحتى تحصل ذلك عليك بما يلي:
(1) تقييم ذاتك: كيف ترى نفسك هو أحد أهم المقومات في قبولك لتحمل المسؤولية، فإذا كنت لا تحاسب نفسك، ولا تقدرها فلن تكون جديراً بتحمل المسؤولية.
إن تحمل الأشياء التي تحبها هي التي تمنحك الثقة، فكن دائم الصلة في الأمور التي تمنحك الثقة وتحمل المسؤولية، وتجنب الأمور التي تخالف ميولك وإن كانت جذابة لك، إن رأيك بذاتك هو الوحيد الذي يهم، ولكن ليكن هذا الرأي جيد، فإذا كنت ترى أنك لا تستحق التقدير فلا تنتظر من الآخرين تقديرك، فانتبه إن حكمك على نفسك سيكون مطابقاً لحكم الآخرين عليك. إن تقديرك لذاتك يمنحك إحساساً بأهميتك ويؤهلك لتولي المسؤوليات.
(2) تأكيد ذاتك: هناك أمران في غاية الصعوبة؛ لأنهما ينضمان فرض الإدارة على الآخرين وهما:

أ) حصولك على مبتغاك: إن حصولك على كل ما ترجوه أمر حسن، بيد أن ذلك لا يحدث بشكل دائم لأنك عادة تخاف الرفض، ولكي تشعر بالاستقرار النفسي عليك بوضع احتمال الرفض قريباً، وتتقبل هذه الحقيقة دون انزعاج، ومن السبل التي تساعدك على حصولك ما ترجوه هو أسلوبك الحسن.

ب) ممارسة حق الرفض: قد تكون أنت ممن يتحرج أن يقول (لا) للآخرين وترى أنها مشكلة كبيرة، ولعلك تسأل نفسك لماذا أنا دائماً الذي أتلقى طلبات الآخرين، وأقوم بتنفيذها؟ يبدو أن السبب هو أنك لصيف ورقيق وتراعي مشاعر الآخرين، بل بالفعل هذا ما يراه الآخرون فيك، لذلك فأنت الذي تضمن لهم الخروج من الصعوبات في أمور لم يبذلوا فيها أي مجهود، لا شك أنك تحسن إنجاز الأمور فهذا جعلك محل ثقة للآخرين، ولكن كل ذلك على حساب حياتك الخاصة أو ربما أن الآخرين تسيطر عليهم الأنانية، لذلك تفحص طلب الآخرين منك، وإن كان سيستنفذ وقتك الثمين، وحاول إبراز المعلومات التي يمكن الحصول عليها، واترك الآخرين يكملوا بقية المهمة لكي يعتادوا على أداء المهام.
نحن نتحرج من قول (لا) للآخرين؛ لأننا نعتقد أن ذلك سيفقدنا شعبيتنا أو أن ينشئ الأحقاد علينا، أو أن نتعرض لأي ضغوط علينا. نعم قل (لا) بطريقة حازمة لا عدائية، اجعل كلمة (لا) طريقة بناءةً عبر إسداء النصائح والتوجيهات للآخرين وجعلهم يثقون بأنفسهم وقدراتهم لأداء المهام المختلفة، اعلم بأنك في هذه الطريقة تزيد من ثقة الآخرين بأنفسهم، إضافة إلى أنك قد قدرت وقتك الثمين، والناس تقدر كل من يقدر نفسه.

3)أن تكون مثابراً: إن اتخاذ القرار في الوقت المناسب يدل على أن درجة الحزم عالية، إن النجاح لا يعتمد على الذكاء بشكل كبير، ولكن الإصدار والمثابرة هي أحد مقومات النجاح الأساسية، فالصعود للقمة ليس صعباً، ولكن الاستمرار في القمة هو الصعب والتحدي الأكبر، طبعاً عليك أن تدرك ما تفعله وتكون مقتنعاً به، نعم قد تجد بعض الانتقادات من الآخرين في تحديد الجوانب السلبية فقط، فهم يضعون العراقيل والعقبات لتحقيق مهمتك، لذا لا تستسلم أبداًَ وامضِ في طريقك ولا تصغِ للمثبطين والخاملين فالنجاح القوي هو الذي يأتي بعد عناء ومشقة.

4) التكيف مع الضغط: لا شك أن حالتي الخوف والغضب تشكلان جزءاً من الإنسان، وجميع أجهزة الجسم وأجزائه تتكيف معها، فعند مواجهة المخاطر إما أنك تخاف وتقرر الهرب أو تغضب وتقرر المواجهة، وهذا الأمر يولد ما يعرف بالضغط الذي هو عبارة عن طاقة مكبوتة، ونجد أن وضع الجسم والفكر يعملان معاً بإشراكهما في نشاطات مختلفة مثل (الخوف والغضب)، فإما يزيدا من الضغط أو يقللا من الضغط، وهناك ثلاث رسائل للفكر تساعد على تقليل الضغط، وهي:
- الانهماك في أي نشاط فيزيائي يعيد للجسم حالته المتوازنة ويحقق التوتر.
- التحدث والاجتماعات والاتصالات والضحك والمرح عند الحديث مع الناس يحرر هذه الطاقة.
- التخطيط ووضع اللوائح والأنظمة، كلما زدت في تضييق هذه الوسائل سوف تعطي نتائج أفضل.
وهنك ثلاث وسائل للجسم تساعد على تقليل الضغط وهي:
- المشي السريع.
- ممارسة الرياضة كالسباحة فهي نوع من النشاط المريح.
- تمارين رياضية تعطي جسماً متناسقاً وأكثر لياقة.
مارس النشاط وإن قل، المهم أن يكون ضمن برنامجك اليومي بحيث يصبح هذا النشاط جزءاً من حياتك اليومية، عند ذلك سوف تشعر بالاضطراب عند عدم القيام به.

الفصل الخامس الاتفاق مع الآخرين

تفرض علينا معظم النشاطات في حياتنا أن نتعامل مع الناس في العمل أو في المنزل، فإنك بحاجة أن تتعامل مع الآخرين لتحقق أهدافك، وكلما استطعت أن تجد نقاط اتفاق أو تشابه بينك وبين الآخرين استطعت أن تدير شؤونك بشكل جيد. إن الاتفاق الجيد مع الآخرين هو مهارة يتفاوت الناس فيها، ولكن عليك أن تتذكر أنك أنت الذي يحدد كيف يعاملك الناس، إذن إذا أردت أن تحسن علاقتك مع الناس لا بد أن تقيم ما هي نظرتك إليهم.

تصرفك تجاه الآخرين: لكل منا رأيه الخاص في كل من يتعامل معه، وكذلك هم لديهم رأياً تجاه أنفسهم، وهذان الرأيان يشكلان الطريقة التي يتصرفون بها، ويتلخص هذا الأمر في أربع مجموعات:
1- أنا لست بوضع جيد – هم بوضع جيد.
يشعر بأنه إنسان مخطئ، بينما يشعر أن الآخرين أكثر حظاً وبراعة مما هو عليه.
2- أنا لست بوضع جيد – هم ليسوا بوضع جيد:
يرى أنه مخطئ ويرى أن الآخرين مخطئون، فهو لا يهتم برأيه أو رأي الآخرين.
3- أنا بوضع جيد – هم ليسوا بوضع جيد:
يعتبر نفسه أذكى الناس ويضع لنفسه ورأيه اعتباراً ومكانة، بينما يرى أن الآخرين أغبياء وليس لهم رأي أو اعتبار بل ومعاملتهم بازدراء.
4- أنا بوضع جيد –هم بوضع جيد:
يرى أنه يقدر نفسه ويؤدي عمله بشكل جيد، وهو كذلك يرى أن الآخرين أكفاء ومؤهلون للقيام بأعمالهم على أكمل وجه، ولأن هذا الشخص يقدر نفسه والآخرين، فهو أفضل هذه المجموعات؛ لأن تعامله سهل مع الآخرين وباستطاعته أن يميز بين التصرف السيئ والشخص السيئ.

أنت تملك الخيار: لا يختلف اثنان أن أفضل الخيارات السابقة هو (أنا بوضع جيد – هم بوضع جيد) هذا يوفر احتراماً وتقديراً متبادلاً وبناء علاقات طيبة مع الآخرين،عبر إدراكك واختيارك لهذا الخيار سوف تسيطر على نفسك بشكل مباشر، وتدير شؤون حياتك بدلاً من جعل الأمور تتغلب عليك.

·القوة في تصرفك: من خلال تصرفاتك يحكم الناس عليك بما تحتويه من مشاعر وأحاسيس، وعادة ما تعكس تصرفاتك ردود أفعال مماثلة عند الآخرين، وكلما كنت مهذباً ولطيفاً فستجد أن أغلب الناس يميلون للتجاوب والتعامل معك.
وضع مبدأً لك وهو (عامل الناس كما تحب أن يعاملوك).

الفصل السادس العيش بإيجابية

إن الرضا عن النفس يمنحك أن تدير حياتك بشكل أفضل، وهذا كله مرتبط بموقفك في الحياة.

أن تكون إيجابياً: كلما استطعت أن تفكر بشكل إيجابي سوف تكون تصرفاتك وتعاملك مع الآخرين إيجابياً، ولتحقيق ذلك عليك بما يلي:
1- أن تبقى هادئاً تمنع الآخرين من أن يستفزوك أو يستثمروك، فيدفعونك للغضب فهذا يعني أنهم ربحوا بينما هم استنفروا طاقتك كلها في الغضب.
2- ضع الأمور وراءك، وتجنب الانتقام من أي أحد سبب لك الإزعاج، وعليك أن تفكر بالأمر ملياً في أي تصرف.
3- اسع للفضيلة فعندما تكره شيئاً أو أحد ما، فاسعى إلى إيجاد الشيء الذي تحبه فيه، وكن منصفاً.
4- كن مريحاً، وإذا لم تستطع فمثل ذلك، وبعد فترة فسوف تكون لك عادة.
5- فكر بالمشاكل والأزمات على أنها تحديات ودروس واحتمل تحقيق نتائج إيجابية.
6- إذا كنت تشعر بالإحباط من أمر ما فوجه تفكيرك خارج هذا الأمر اقرأ كتاباً، اتصل بأحد معارفك، المهم أن تفرغ هذا الإحباط حتى لا يسيطر على حياتك.
7- الابتسامة سر المتفوقين، فهي تقوي مشاعرك وصلاتك مع الآخرين، بل تريح الجسم من الإجهاد والآلام بواسطة إفراز هرمون (الأندروفين).
8- اجعل لك مستشاراً (من الأقارب أو الأصدقاء) لجميع شؤون حياتك يساعد على تقييم نفسك بشكل إيجابي.

الاعتناء بنفسك: لكي تدير شؤون حياتك بشكل أفضل عليك أن تهتم وتعتني بجسمك الذي يعطيك الطاقة الكافية لإدارة شؤون حياتك، لذا تعلم أن تدلل نفسك وتحفزها بل وتكافئها، وإليك بعض الوسائل المعينة على ذلك:
1-الجلوس في المغطس لبعض الوقت واستخدام بعض الروائح العطرية في المساء، واحرص على الإنارة الهادئة.
2- احجز لنفسك موعد جلسة تدليك (مساج).
3- خذ يومي إجازة تغيير الجو ومارس رياضتك المحببة.
4- التق بصديق عزيز وتناول معه الطعام أو الشاي في مكان عام.
5- خذ قسطاً من الوقت لتنهمك في شيء تحب القيام به.

قيادة حياة متوازنة: إن العمل الشاق والمتواصل يشكل عبئاً على النفس، لذلك خذ وقتاً للراحة، ووازن أمورك بحكمة، وهذا سوف يجعلك تستمتع بعملك في العمل أو المنزل ولن تشعر بالملل والكسل.

تحقيق أحلامك: لا شك أنك تسعى لتحقيق أحلامك على المدى البعيد، ولكنك ربما أنك أسير لبعض أحلام اليقظة غير المنطقية بالنسبة لاحتياجاتك، لذا حقق أحلامك ولو جزءاً منها بدلاً من كبتها في انتظار تحسن الظروف.
يعيش السعداء حياتهم لأنهم يسعون لتحقيق أحلامهم وطموحاتهم فيما يمكن الحصول عليه بدلاً من التوق نحو ما لا يمكن الحصول عليه، ومن المفيد أنه بالقليل من التفكير الإيجابي والثبات والعزم، تقترب من تحقيق أحلامك.

الهدف النهائي: تذكر أن من أساسيات تدبير شؤونك هو أن تشعر بالرضا، وأن تحقق ما تريد، وتذكر دائماً أنك تملك الخيار إذا لم تكن تشعر بالرضا عن نفسك، فربما يكون هذا باختيارك أنت، إذن تأكد من أن تتخذ مواقف إيجابية، تلك التي تحدد نجاحك.

فوائد التحكم بالذات/ إن التحكم بالذات لا يعني أن تدع الأمور تتحكم بك، بدلاً من أن تكون مسيطراً عليها.
- إن التحكم بالذات سوف يجعلك تستفيد من أمور حياتك بشكل أفضل.
- إن التحكم بالذات يعني السيطرة على الوقت بفاعلية.
- إن التحكم بالذات يجعلك تقود نفسك والآخرين.