"من راقب الناس مات هماً "
لا أدري من قالها .. ولا أذكر متى قراءتها .. ولستُ متأكد من صحتها لغوياً .. ولكن .. كل ما أعرفه .. أني تعلقت بها .. صدقتها .. آمنت بمعناها .. حين أيقنت أن لكل منا حياته الخاصة .. وقدره الخاص .. وصحيفة أعماله الخاصة .. فأصبحت أقلل من المقارنات التي دائماً أخرج منها خاسراً .. ليس لأني لا أمتلك شيء .. ولكن .. لأني أقارن مالدى الأخرين وماينقصني .. وأغفل أن أنظر إلى ما أنعم الله عليه من نعم وفضائل ..
اليوم يارفاقي الاعزاء .. كنت في زيارة أحد الأصدقاء في المستشفئ .. عمره في بداية الأربعين يعاني من فشل كلوي .. ناهيك عن سوء حالته المادية وظروفه الاجتماعية .. وما طرأ على وضعه بعد طلاق أبيه لوالدته وهي قد جاوزت السبعين عام .. وطفله المعاق جسدياً ..
فكرت في نفسي .. وفي تذمري دائماً من الظروف .. أني تافه .. أو بمعنى أدق أنا فاضي .. حاولت إشغال نفسي ببعض الظروف .. ربما أعشق الحزن وأتلذذ به .. فكرت في إيجابياتي .. فوجدتني أمتلك مئات الإيجابيات التي لاتوجد عند الغير .. وجدتني أمتلك الصحة والعافية التي حرم منها ملايين الأشخاص ... وجدتني بكامل قواي العقلية بينما .. هناك مئات من أصحاب الاعاقات العقلية " احمدك ياربي "
وجدتني .. أعيش مع أم تغمرني بطيبتها وحنانها ..حتى أبي رغم وفاته .. فهو موجود بأخلاقه التي أصلها فينا وبمبادئة التي غرسها فينها .. فدعائه الذي كان يتوسل به إلى الله ليل نهار أن يصلح هذا الأبن .. ويجنبه طريق الحرام ... (أحبك يا أبي ) ..
وجدتني مؤمن .. بينما هناك مجوس ومسيح وديانات بطالة ..
صدقوني أيها الأحبة ..أنتم تمتلكون مئات الفضائل والإيجابيات .. فقط فكروا في أنفسكم بعين الرضا .. فلنحمد الله على هذه النعم ومانمتلك .. ونحاول القضاء على السلبيات .. ولكن .. بروح طيبة مطمئنة .. مؤمنة بقضاء الله وقدره .. مؤمنة أن المؤمن كل أمره خير ... وهذه للمؤمن فقط .. إن أصابته سراء شكر .. فكان خير له .. وإن أصابته ضراء ..صبر فكان خير له ..
لن أطيل عليكم .. ولن أطالبكم بكتابة إيجابياتكم .. والنعم التي أنعم الله عليكم عن سواكم .. ولكن .. أنتم فكروا بينكم وبين أنفسكم .. وستوقنون أنكم بخير .. وأنكم رائعون ...!!