خمسة خطوات لإتقان فن الإلقاء






كيف تلقيموضوعاً ?
عناصر الموضوع :
1.
أمور لا بد من مراعاتها قبل الإلقاء .
2.
أمور لابد من مراعتها أثناء الإلقاء .
3.
أمور فنية .
4.
إشارات .
5.
نصائح.

أولاً : أمور لابد منها قبل الإلقاء:
الإخلاص : والأحاديث فيذلك كثيرة منها" من تعلم علماً مما يُبتغى بها وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب بهعرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " " من طلب العلم ليباهي به العلماءأو ليماري به السفهاء أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار " (( ليبلوكم أيٌّكمأحسن عملاً )) قال الفضيل بن عياض : أي أصوبه وأخلصه .
حسن الاختيار : بحيثيكون من صميم ما تجري به الحياة وهذا يستلزم أمرين :
1.
أن يكون متصلاً بمايجري فيها من خير وشر .
2.
أن يكون عنده تصور عن الجمهور الذي يستمع إلىالموضوع "حدثوا الناس بما يعقلون أتحبون أن يكذب الله ورسوله.
التحضير الجيد : خصوصاً إذا كان الموضوع متشعباً أو دقيقاً.
إذا كان المتحدث مبتدأ لم يسبق لهأن مارس التحدث.
ولا يتوهم متوهم أن التحضير مما يعيب مقدرة المتحدث ويقلل منكفاءته وعلى المتحدث أن يدرس الموضوع دراسة وافية شاملة محللا إياه إلى عناصر بارزةرئيسية وخطوات واضحة حتى يستطيع أن يتنقل بالمستمع من حلقة إلى أخرى .
العزمعلى العمل بما تقول :
لان العمل هو غاية العلم وبه يكون الفلاح ( قد أفلح منزكاها ) ولذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعيذ من العلم الذي لا ينفع ( اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع ..) والناس ينظرون إلى الداعية على أنه القدوة ....يقول سيد رحمه الله " الدعوة إلى البر والمخالفة عنه في سلوك الداعين إليه هيالآفة التي تصيب النفوس بالشك لا في الدعاة وحدهم ولكن في الدعوات ذاتها ، وهي التيتبلبل قلوب الناس وأفكارهم لأنهم يسمعون قولاً جميلاً ويشهدون فعلاً قبيحاًفتتملكهم الحيرة بين القول والفعل وتخبو في أرواحهم الشعلة التي توقدها العقيدةوينطفئ في قلوبهم النور الذي يشعه الإيمان ولا يعودون يثقون في الدين بعد ما فقدواثقتهم – برجال الدين -.
يقول ابن القيم رحمة الله "" وهؤلاء هم علماء السوءجلسوا على باب الجنة يدعون إليها الناس بأقوالهم ويدعون إلى النار بأفعالهم فكلماقالت أقوالهم للناس هلموا قالت أفعالهم لا تستمعوا منهم فلو كان ما دعوا إليه حقاًكانوا أول المستجيبين له فهم في الصورة أولياء وفي الحقيقة قطاع طريق ""
ياأيـهــا الـرجـل المعلـم غيره هـلا لنفسك كـان ذا التـعلـيـم
تصف الدواء لذيالسقام وذي الضنا كيما يصح وأنت سقيم

ثانياً : أمور لا بد منها عند الإلقاء :
المقدمة : وفيها /
الاستهلال / فيذكر الله ويحمده ويثني بالصلاةوالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله ( كل أمر ذي بال لا يبدأ باسم اللهوفي رواية بحمد الله – فهو أقطع ).
ذكر أسباب طرح هذا الموضوع ، وأهميته .
التحدث عن الواقع وربط الموضوع به وذلك من أجل أن يعطي الأثر الطيب والاستجابةالحسنة.
التشويق للموضوع :
يقول علوان ...... والمشاعر الإنسانية بيوتمغلقة وقد نهانا القرآن الكريم أن ندخل بيوتاً غير بيوتنا حتى نستأنس ونسلم علىأهلها .
استعراض عناصر الموضوع:
وذلك بذكر رؤوس أقلم الموضوع من أجل أنتكون الفكرة متكاملة لدى المستمع.
تلخيص الموضوع في ختام الدرس.

ثالثاً: أمور فنية:
أ. التحدث باللغة العربية التي يفهمها السامع : وذلك تحقيقاً للمبدأ الذي نادى به القرآن الكريم ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسانقومه ليبين لهم ) فأصبح التبيين هو أساس التحدث والفائدة منه وعليه فلا بد من معرفةعقول المستمعين ومداركهم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم "" أمرت أن أخاطب الناسعلى قدر عقولهم"" .

ب. التأني في الكلام: تقول عائشة رضي الله عنها " ماكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسرد الحديث كسردكم هذا ، يحدث حديثاً لو عدهالعاد لأحصاه" زاد الإسماعيلي في روايته " إنما كان حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم فهماً تفهمه القلوب "

ج. الموازنة في الصوت : وصورته ألا يتجاوز صوتهمجلسه ولا يقصر عن إسماع الحاضرين ما لم يكن هناك حاجة إلى رف الصوت.

د. الإقبال على الجلساء : بحيث يشعر كل فرد من الحاضرين أنه يعنيه ويخصه ويقبل عليهروى عمرو بن العاص رضي الله عنه قال (كان رسول اله صلى الله عليه وسلم يقبل بوجهوحديثه على شر القوم يتألفه بذلك وكان يقبل بوجهه عليّ حتى ظننت أني أحسن القومفقلت يا رسول الله :أنا خير أم أبو بكر ؟ فقال : أبو بكر ، قلت يا رسول الله : أناخير أم عمر؟ قال : عمر ، قلت يا رسول الله أنا خير أم عثمان ؟ فقال : عثمان ، فلماسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم صد عني فوددت أنى لم أكن سألته ) .

هـ. حركات اليدين : وذلك لتوضيح الفكرة كما كان يفعل الرسول صلى الله عليه وسلم ( أناوكافل اليتيم كهاتين ) وأشار بالسبابة والتي تليها.

و. التجديد في الأساليب : على نحو
انتهاج أسلوب القصة : كقصة الثلاثة الذين أووا إلى الغار ، وقصةإبراهيم .
انتهاج أسلوب الحوار والاستجواب : ( أتدرون من المفلس ) ( أرأيتم لوأن نهراً......)
انتهاج أسلوب التعليم بالقدوة : ( صلوا كما رأيتموني أصلي ..) ( خذوا عني مناسككم )
انتهاج أسلوب ضرب المثل : سفينة المجتمع ، مثل المؤمنالذي يقرأ القرآن .....
انتهاج أسلوب المداعبة : لا يدخل الجنة عجوز ...
انتهاج أسلوب انتهاز المناسبة : أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار ...
انتهاج أسلوب الالتفات إلى الأهم : متى الساعة
الاستشهاد بالأدلة والأمثالوالقصص والأشعار
الحذر من تكرر بعض العبارات مثل : يعني ، نعم ، طبعاً ....
كتابة الموضوع كاملاً وعدم الاعتماد على الذاكرة إلا في الإلقاء .

رابعاً : إشارات :
الاقتصاد في التحدث والكلام بالأهم فالأهم.
الترفع عن الغلظة في القول والبذاءة في اللسان : ويقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلمعندما وصفه الله ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا منحولك ...) وهذا إبراهيم عليه الصلاة والسلام يقول لأبيه ( يا أبت )
ملاطفةالجلساء حتى لا يشعروا بالسأم ولا يدخلهم الفتور .
قوة الملاحظة : والمقصودإدراك أحوال السامعين أثناء الحديث أهم مقبلون علي فيسترسل في الحديث ويستمر أممعرضون عنه فبتجه إلى ناحية أخرى .
طلاقة اللسان : وهذا لا يتأتى إلا أن يكونالمتحدث ذا ثقافة واسعة وشاملة , و أن يكثر من المطالعات الأدبية مع التمرن والمراس .

خامساً : نصائح :
لا تعتذر عن سوء التحضير قبل التحدث ولا بعده.
كراهية الفتوى .
الابتعاد عن التفاصح والأستاذية .
عدم إحراجالمستمعين بالأسئلة التي لا يستطيعون الجواب عليها .
الابتعاد عن الحركاتالكثيرة .
حسن المظهر .
الإيجاز في الإجابة وعدم التعجل فيها .
الاستعداد للمفاجأة

ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ....


أخوكم
عبدالرحمن لقينالقيسي

لا تنسونا من صالح دعائكم