كثيرة هي المظاهر والمواقف، التي تثير انتباهك في احيان متعددة وترتبط بين حياة الانسان والمدارات التي يسير عليها.
ومنها عقد النقص التي ترتبط في العديد من الناس والشعور بها عند محطات مختلفة فكثير من الناس يحبط...وتلفه مشاعر النقص في ابسط معانيها...يخاف من مواجهه سؤال او موقف، او مسؤول ويبقى على هذه الحال ويشعر نفسه انه انسان ناقص.

هكذا يبدأ الشعور بالنقص دون محاوله لاغلاق هذه الحالة وتدريب نفسه على مواجهتها فيكبر وتكبر معه.

ويرى د.عبد المجيد منصور و.د زكريا الشربيني في السلوك الانساني ان مشاعر النقص بوجه او اخر انما هي عامه شائعة، في كل واحد منا نحن البشر الذين نسير على هذه الارض ما دمنا جميعا نجد انفسنا دوما في مواقف نتوق الى تحسينها وتطويرها الى ما هو أفضل وارقى.

فإذا كنا متماسكين ومحتفظين بعض الشيء،بشجاعتنا والرضا بما قسم الله لنا (الرضا عن الذات )فاننا نشرع بتخليص ذواتنا من مشاعر النقص هذه ونفضها بعيدا عنا فالشجاعة تمنحك التقدم والانطلاق بعيدا عن الخوف والرهبة وذلك بالكثير من الوسائل وعن طريق تحسين الموقف نفسه الذي نحن فيه.فما من انسان يطيق تحمل احاسيس النقص فتره طويله ذلك لانه في هذه الحال سيجد نفسه وقد القى به في اتون التوتر الذي ينتهي به الى اتخاذ موقف ما.

لكن هب ان شخصا شاء التخلص من عبء احاسيس النقص الملازمه له بأساليب لا تفضى الى حسن الختام فانه في موقفه هذا لن يكون قد تزحزح عن مكانه قيد انمله.ولكن هل ستنتهي صراعاته عند هذا القدر لا مماحكة في ان هدفه سيلبث ان يتغلب على مشكلاته وان يبقى فوقيا بالنسبة لها ) غير انه بدلا من قهر العوائق والتغلب على العقبات سيحاول خداع ذاته او قد يلجأ الى تحذير نفسه بالايحاء والوهم اليها :ايحاء الاحساس بأنه متفوق.وهذا ضرب من الايهام الذاتي الكاذب.وليس في هذه المراوغات الواهمة ما يغني عن النقص والقصور سيتراكم وان مصاعبه ستتفاقم،والسبب هو ان العومل التي احدثته باقيه هناك ولم تزل،انها لم تتغير.كل خطوة سيخطوها ستأخذ به الى خداع الذات وكل مشكلاته ستضغط عليه اكثر فاكثر فيمكث دائما على هذه الحالة.فيصبح هذا الانسان وكأنه في حالة طوارئ لا تنتهي.مستخدما في ذلك التبرير غالبا.ويبقى مستخدما التبرير والاعذار لخدمة موقفة وهناك فرق بين تبرير الانسان لشيء او عمل او رأي على منطق والتبرير بغير منطق او بما لم يؤمن به الانسان اصلا.التبرير من النوع الثاني هو المقصود بالاسلوب الدفاعي.فمثلا فشل الطالب او رسوبه في الامتحان ينسبه الطالب الى معلم مستبد،او الى العشوائية في تصحيح اوراق الاجابة !او المناهج المعقدة او اجراءات الامتحان.وظروف اخرى.

وهذا التبرير يؤدي الى الراحة المؤقتة السلبيه للانسان،فبدلا من ان يبحث الانسان عن السبب الحقيقي الذي به يستفيد في خطواته المستقبلية ويعيد الى نفسة ثقته بها.. فهو يختلق سببا غير منطقي او ليس له وجود في الوقع محاولا اخفاء او تجاهل الحقيقيه التي قد تؤلمه.

وهذا الاسلوب يؤدي الى الهروب بدلا من المواجهة..وعندما يتكرر عند الانسان يكون مصدرا من مصادر ضغوطه النفسية..، التي قد تنتهي به الى اضطرابات مؤثرة.

النقص في الانسان شعور يتزيد امام محطات الحياة الصعبة.. فاذا واجهت الانسان مشكلة صعبة ولم يستطع حلها فانه يضع لنقصة مبررات لها اول وليس لها اخر يجادل ويغضب ويتوه في العبارات لانة يريد ان يعوض نقصة باي شيء دون الخضوع الى منطلق الواقع والرضوخ الية..

على الانسان ان يدرك انه غير كامل وعليه ان يعالج نقصه بالموجهة مع النفس والاعتبار مما حصل له.. وان يتبصر بالامور ويحل معضلات ذاته بالقناعة لا الوهم وان يعرف ان صعود الدرج درجة درجة يوصله في نهاية الامر بسلام دون اي اصابات. وعلى الانسان ان يدرك ان المحاولة جزء لا يتجزأ من النهوض الى الامام والانطلاق الى الافضل وان المستقبل بحاجة الى التبصر بالامور وان ما بعد الليل ياتي النهار وعلى الانسان ان لايحمل النفس اكثر من طاقتها ويتوكل على الله الذي خلق كل شيء بقدر وعليه ان يتبصر في كل هذا الكون ولا يكون متواكلا بل جادا مثابرا ويقنع بما لديه ويطمح لتحقيق الاحسن ولكل مجتهد نصيب.