الكثير منا من يخلط بين سلوك الخجل السلبي والخجل الإيجابي "الحياء"، فكيف نفرق بينهما؟
يقول واحد من أشهر خبراء علم النفس ورواد البحث في الخجل البروفيسور "فيليب زيمباردو - Philip Zimbardo" من جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكيةإن الخجل الإيجابي هو الخجل الذي يكون مناسباً للموقف؛ لذا فهو يعتبر ميزة وصفة إيجابية للشخص الذي يسلك هذا السلوك، إذ أنه يعكس لديه قيم الأدب والتهذيب والخلق الكريم؛ إضافة لمواصفات الذوق والكياسة والتواضع واللطف)، وبالتأكيد جميع هذه المواصفات تعتبر إيجابية ومن يتحلى بها يعتبر شخص مؤدب وخلوق، وهذا ما يطلق عليه في ديننا الحنيف أسم "الحياء"، وهو شعبة من شعب الإيمان.
أما الخجل السلبي بحسب رأي البروفيسور "فيليب زيمباردو - Philip Zimbardo"فهو الخلل الذي يحدث في السلوك الاجتماعي للفرد ذلك لأنه خجل غير مبرر وله العديد من العواقب النفسية السيئة على الفرد من ضمنها تدهور الصحة النفسية).
وفي عام 1975 نشر البروفيسور "فيليب" دراسة مسحية تناولت عدة كليات أمريكية تبين بواسطتها أن 40 % من 800 طالب وطالبة تم استبيانهم يعدّون أنفسهم خجولين. كذلك كشفت الدراسة أن الخجولين مشغولون على نحو مبالغ به بأنفسهم، وأنهم يعيشون محاصرين بهمّين، همّ كونهم غير مرئيين من قبل الآخرين وبالتالي لا أهمية لوجودهم، وهمّ كونهم مرئيين ولكن بلا قيمة يعلقها أحد عليهم. وإن معظم الخجل خفي وقلة منه ظاهرة. وقد أطلقت هذه الدراسة سيلاً من البحوث في مجال الخجل ولازالت مستمرة حتي الآن.
أعراض الخجل :
1- أعراض جسدية وتشمل :
(رطوبة وعرق زائد في اليدين والكفين – مشاكل وآلام في المعدة - زيادة النبض – دقات قلب قوية - جفاف الفم والحلق – الأرتجاف والأرتعاش اللأإرادي - ارتفاع جزئي في درجة الحرارة - احمرار الوجه والأذنين (.
-2أعراض سلوكية وتشمل:
(عدم القدرة على النظر في وجه المتحدث والنظر لأى شئ آخر دون محدثه – قلة الكلام والحديث بحضور الغرباء – عدم القدرة على التكلم أو الحديث في المناسبات الإجتماعية والشعور بالضيق والإحراج الشديد عند طلب ذلك منه – عدم القدرة على أداء أية مهام فردية أو إجتماعية مع الآخرين – تجنب لقاء الغرباء والأشخاص الغير معروفين له – مشاعر ضيق شديدة عندما يقع عليه الإختيار للبدء بالحديث أو التقديم لأى أمر).
3- أعراض انفعالية داخلية (مشاعر نفسية داخلية) وتشمل :
(الشعور بالنقص والإرتباك – الخوف من المجهول – الشعور بالإحراج والضيق – الوعي الزائد بالنفس والتركيز عليها داخلياً – فقدان الأمان والسلام الداخلي مع النفس).
- أن الخجل سلوك دفاعي لإزاحة ضغط نفسي عن الفرد ناتج عن خبرة سابقة وأليمة ولا يريد تكرارها ثانية في حياته كمثال: "الجروح والإساءات التي كان يتعرض لها الفرد في صغره والتي جعلته يرى نفسه بشكل سلبي وقبيح - بل- ويكره نفسه)، لذا فهو يدافع عن نفسه بكل قوة حتي لا يضطر لمعايشة هذه الصورة السلبية عن نفسه أو المشاعر المؤلمة التي كان يشعر بها في سابق خبراته.
وفي رأيي لتغييرنظرة الفرد السلبية تلك عن نفسه وذاته، عليه فقط تفريغ تلك المشاعر المكبوتة بالإتجاه لله والإستعانة بعونه كما كان يفعل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بإلالحاح بهذا الدعاء كلما صادفته الصعوبات النفسية والضغوط: (اللهم أشكي إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس)، وأن يستمد قوته من الثقة بقوة الله سبحانه ويستمد عزمه من الإستعانة بإرشاده تعالى له، لذا وكلما أقدمت على أمر قل " اللهم أسألك التوفيق في هذا الأمر – حسبي أنت ونعم الوكيل"، حتي أنك إذا حضرت لقاء إجتماعي قل: (اللهم وفقني في هذا اللقاء) وقل كذلك (اللهم أشرح لي صدري ويسر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقه قولي) ولا حول ولا قوة إلا بك، فإذا كان هناك عدداً من المحقرين أو المراقبين المنتقدين في هذا الإجتماع فقل: (اللهم أكفينهم بما شئت وكيف شئت أنك على ما تشاء قدير)، أو قل (اللهم أن نذرأ بك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم) وسمي هؤلاء الأشخاص بعقلك.
- الشخص الخجول غير فاقد للمهارات الإجتماعية كما يظن أكثرنا، ولكنه شخص خائف من الدخول في إجتماعيات ربما لتجارب قليلة سابقة فاشلة أولمبالغته في المثالية ومحاولته الظهور بأفضل صورة أمام الناس.. وما عليك إلا ملاحظة قصص حياة أكثر المتحدثين البارعين شهرة حول العالم إذ ستعلم من قصصهم أنهم كان يتسمون بالخجل في بداية حياتهم، لذا فهذا ينفي تماماً فقد المهارات الإجتماعية لدي الشخص الخجول فكل ما يريده هو بداية (تدريب + تشجيع) على الإنخراط في الإجتماعيات؛ وتعليمه ما يجب أن يفعله بشكل مفصل، حتي يبتعد عن الإرتباك والشعور بنقص المعرفة.
- الوراثة .. هذا الشبح الذي يلاحقنا إينما ذهبنا (فأين المهرب .. هكذا نقول لأنفسنا!) ، فإذا غيرنا الجينات ربما يكون هناك "أمل" ربما – ربما! -.
ومن هذا المنطلق الخاطئ نحكم على أنفسنا بأن نعيش الخجل طوال حياتنا وحتي الموت، لذا فقد أثرت أن أنقل لكم نتائج تجارب العلماء العديدة والتي أثبتت صحتها تجريبياً، والتي تقول لكم أن (الوراثة) هي شيئاً قابل لمحو أثره تماماً من حياتنا فأنت تستطيع أن تأمر جسدك بما تريد وسوف يتحقق لك في الحال بمجرد تركيزك على تنفيذه، فوجد العلماء أنك تستطيع خفض ضغط دمك بأمر ذهني كذلك تستطيع أن تقلل من ضربات قلبك كذلك، كما تستطيع ضبط السكر في دمك، وأثبتت هذه التجارب نجاحاً كبيراً على الكبار وحتى على الأطفال، لذا فأنت تستطيع إذا أردت إتخاذ قرار بإنهاء سلوك الخجل من حياتك تماماً والبدء في التمتع بالحياة من جديد، وكل ما يلزمك تغيير معتقداتك الخاطئة عن الوراثة؛ لتشرع في بناء حياتك من جديد وفقاً لمعتقداً سليم - بأنك تستطيع تغيير ما تريد في حياتك إذا اتجهت إرادتك لذلك -.
المفضلات