مقاومة سوء الحفظ


من طبيعة الإنسان النسيان كما قال الشاعر :



وما سُمي الإنسان إلا لنسيه *** ولا القلب إلا أنه يتقلب


لكن النسيان يتفاوت من إنسان إلى آخر بحسب طبيعته ، فيكثر عند البعض ويقلّ عند آخرين ،

ومما يُساعد على مقاومة النسيان و سوء الحفظ ما يلي :


أولاً : الابتعاد عن الذنوب ، لأن شؤم المعصية يورث سوء الحفظ وقلّة التحصيل في العلم ولا تجتمع ظلمة المعصية مع نور العلم ،

ويقول الإمام الشافعي رحمه الله قوله :


شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي

وقــال إن علم الله نــورٌ *** ونور الله لا يعطى لعاصي


وروى الخطيب في الجامع (2/387) عن يحيى بن يحيى قال سأل رجل مالك بن أنس : يا أبا عبد الله ! هل يصلح لهذا الحفظ شيء قال : إن كان يصلح له شيء فترك المعاصي .

وعندما يقارف الإنسان ذنباً ، فإن خطيئته تحيط به ويلحقه من جراء ذلك همّ وحزن وينشغل تفكيره بما قارفه من إثم فيطغى ذلك على أحاسيسه ويُشغله عن كثير من الأمور النافعة ومنها حفظ العلم .


ثانيا : كثرة ذكر الله عزّ وجلّ من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير وغيرها ، قال الله تعالى : ( واذكر ربك إذا نسيت ) .


ثالثا : أن لا يكثر الأكل ، فإن كثرة الأكل جالبة لكثرة النوم والبلادة وقصور الذهن وفتور الحواس ، وكسل الجسم ، وهذا مع ما فيه من التعرض لخطر الأسقام البدنية

كما قيل :

فإن الداء أكثر ما تراه يكون من الطعام أو الشراب.


رابعا : ذكر بعض أهل العلم مطعومات تزيد في الحفظ ومن ذلك شرب العسل وأكل الزبيب ومضغ بعض أنواع اللبان :

قال الإمام الزهري : عليك بالعسل فإنه جيد للحفظ.

وقال أيضاً : من أحب أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب من " الجامع " للخطيب (2/394) .


كما ذكروا أن الإكثار من الحوامض من أسباب البلادة ، وضعف الحفظ .


رابعا : ومن الأمور التي تساعد على الحفظ وتقاوم النسيان : الحجامة في الرأس وهذا معروف بالتجربة . ( وللمزيد يُنظر الطب النبوي لابن القيم ) .