الحياة مليئة بالمشكلات وكثيرا ما يتعرض الناس للمشكلات في دورتهم اليومية , وحياة بلا مشاكل تكاد أن تكون حياة غير مقدورة بل يمكننا أن نقول أنها حياة بلا طعم فالمشاكل تولد المعاناة وهي بدورها تولد التحدي والإرادة التي تنمي في المرء القدرة على الصراع والنجاح .
ولكن في أحيان كثيرة يفقد الناس بوصلتهم الفكرية والعملية في حل المشكلات , وقدتزيد تدخلاتهم لحل المشكلات من اتساع المشكلة وبالتالي يفشلون في حلها , وخلال هذه الومضة نقدم بعض النصائح الموجزة فيما يتعلق بالمشكلات الحياتية وحلها :
1- الإحاطة بالمشكلة من جميع جوانبها مطلب أولي وهام قبل مواجهتها , ونعني بالإحاطة ههنا معرفة مقدمات المشكلة وأسبابها وأهم ظواهرها وماأهم العوامل التي يمكن أن تكون قد أثرت فيها سواء كانت خفية أو ظاهرة .
2- عدم الاستغراق داخلها , بحيث يدخل المعالج لها فيتأثر بها ويبقى في قمقمها , فالخروج خارج المشكلة مهم سواء على المستوى الزماني أو المكاني أو النفسي , وفكرة الخروج خارج إطار المشكلة دائما تولد الحلول الإبداعية لدى المعالج وتجعله يتجاوز المشكلة زمانا ومكانا وحالا .
3- المزاوجة بين مفردات المشكلة وبين عمقها , فهو يحتاج تفاصيلها مع حاجته بأثرها الخارجي , لكي لا ينحصر داخل المشكلة ولا تصبح معالجته لها سطحية من الخارج فحسب .
4- ومواجهة المشكلةهي الخطوة الأولى دائما في حلها وقد بث الله سبحانه في المخلوقات جميعا محاولة التغلب على ما يواجههم من مشكلات أو أزمات , والتغافل عن المشاكل أو أهمالها يفاقمها ويعظمها ويزيد من آثارها السلبية .
5-الاستعانة بالله هناك أيضا قضية عقدية يجب أن تتأصل لدى القائمين بمحاولات الحل وتتمثل في الاستعانة بالله سبحانه , واليقين بأن دفع البلاء بالدعاء أمر ممكن وأن الإخلاص في اللجوء إلى الله سبحانه ييسر كل عسير , فهو فهم مهم لدى المؤمن لاغيره
6-لا يشترط العلاج الكلىاما فيما يخص علاج المشكلة فلا يشترط في علاج المشكلة إنهاؤها تماما , لكن أحيانا يكون تثبيت المشكلة وتجميدها هو ما يمكن الوصول إليه وأحيانا يكون المقدور الإبقاء على شىء يسير مع الصبر والرضا وفيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير "
7- المشورة هامة للغاية, ومناقشة أهل الرأي والخبرة فيما يتعلق بالمشكلة سواء كان في شقها الفقهي الشرعي أو السنني الكوني أو في قضية الخبرة الحياتية أو فيما يخص القيم المجتمعية أو من خلال الحلول العلمية سواء استنتاجية أو تراكمية .
8- استلهام مواقف الصالحينفيما شابه من مشكلات سواء كان ذلك من النص الشرعي أو من السير والتاريخ , ويتعلق بذلك أيضا رؤيتهم وحكمهم في أمثالها من مشكلات .
9-الثقة بالنفسوتبقى أهمية كبرى للثقة بالنفس عند الساعين في حل المشكلة والمعالجين لها في القدرة على حل المشكلة والقدرة على مواجهتها فالثقة النفسية تولد دافعية تمكن من الاستمرار والصبر والبذل .
10-إنظر إلى الجانب المشرق من المشكلةوعادة لكل مشكلة جانب مشرق وكل تحد له جانب يمكن استشرافه من الحكمة او الخبرة أو الدروس أو العبر النافعة فيها , والإنسان الخلي يفرق عن الشجي دائما ... وفارق كبير بين الثكلى والمستأجرة .
11- عدم التأثر بتثبيط المثبطينأو تعويق المعوقين أو الراغبين في إبقاء المشكلة كما هي لمنافع قد تحصل لهم أو مضار يتوقعونها عند حلها .
12-المشاكل طبيعة الحياةيجب أن يعلم أصحاب المشكلة طبيعة الحياة وأن التأمل في حياة الناس سواء كبيرهم وصغيرهم يعلم بوجود المشكلات دوما فيها , وإنما جعل العظماء عظماء لأنهم استطاعوا التغلب على قدر أكبر من مشكلاتهم واستخدامها في إبداعاتهم بصورة إيجابية
13-سلامة الدين والنفسيجب أن يحرص أطراف المشكلات دائما أن يكون حل المشكلات مع مراعاة سلامة النفس والدين والعرض , حتى وإن ضحى صاحبها ببعض التضحيات الشخصية كالمال والجاه .
14-عدم إستخدام القوةيجب أن يجعل أطراف المشكلة استخدام القوة هي الحل ما بعد الأخير , فحسن التدبير في حلها يقتضي عدم الاضطرار إلى فقدان أية خسارة أيا كانت , ويجب أن يبقى هذا المفهوم في ذهن الأطراف , فالتدبير الحسن هو أصل الحلول بالعموم .