الراحة والكسل

يحتاج الانسان لفترات من الراحة أثناء العمل. وقت الراحة ضروري جداًَ لكي نعاود العمل بفعالية. لكن الحاجة للراحة قد تقود رويداً رويداً للكسل. كيف يمكن أن نخصص وقتاً للراحة دون أن نقع في مطب الكسل؟
الانسان بطبعه ميال للكسل والخمول وهذا ليس عيباً وإنما مجرد نقطة ضعف تجب معالجتها. عندما تتوفر لدينا فرصة بالراحة فلابد من الاستفادة منها. لكن مع الانتباه إلى عدم الافراط في حالة الركود.
لا مجال لسرد كل الحالات التي يمكن أن تقودنا للكسل ولا مجال لسرد كل المؤشرات التي تدل عليه. سنكتفي بالاشارة إلى أهم حالة والتي تنبثق منها معظم المشاكل الناتجة عن الخمول.
هذه الحالة تخص تأجيل الأعمال. كل شخص لديه لائحة من الأعمال الضرورية التي يجب القيام بها خلال فترة زمنية معينة. تأجيل بعض هذه الأعمال للقيام بأعمال أكثر ضرورة هو أمر طبيعي في أغلب الأحيان. والحاجة للراحة عندما نقوم بهذه الأعمال هو أمر طبيعي أيضاً.
ما يجب الانتباه إليه هو عندما نبدأ بتأجيل الأعمال من أجل أن نأخذ قسطاً من الراحة. هذا الوضع هو من يقود غالباً إلى الكسل والخمول وفي أضعف الايمان هو مؤشر على أن الأمور لا تسير على مايرام.
تأجيل عمل للقيام بعمل بآخر هو مراسة في ادارة الأعمال إلا في حالتين. الحالة الأولى عندما يتحول تأجيل عمل ما إلى هواية دائمة. في هذه الحالة يتحول العمل المؤجل إلى بند على لائحة لا يصل فيها أبداً إلى مرحلة التنفيذ. كل انسان له طاقة محدودة وعندما يبدأ التأجيل بشكل مستمر فهذا يعني أن الانسان تجاوز حدود طاقته. أما الحالة الثانية فهي التي تقود للكسل وذلك عندما يتم تأجيل عمل ضروري بسبب التعب. قد يكون هناك مبرر للتعب، لكن استمرار التعب والحاجة المستمرة للراحة هي أولى دلالات الكسل. يجب أن يبقى العمل في مقدمة أولوياتنا. وفترات الراحة يجب أن تخدم تنفيذ العمل بشكل جيد. عندما ينكسر هذا التوازن فالكسل يكون قد اخترق حياتنا ولا بد من اعادة تنظيم الوقت.

لتجنب الكسل لا بد من أن يحافظ الانسان على معدل انتاج متوازن. كل شخص يعرف طاقته وامكانياته. يمكن أن تزيد هذه الطاقات أو تنقص ولكن دوماً بشكل تدريجي. زيادة الطاقة الانتاجية بشكل مفاجئ كما أن نقصانها بشكل مفاجئ هما أمران غير طبيعيين. الأول يؤدي إلى انهاك والثاني يؤدي إلى كسل وكلاهما مشكلة تجدر معالجتها.