ملخص كتاب " فن الحديث والاتصال " الدكتور محمد ناصر تمهيد: من مصلحة المجتمع ومصلحة أعضائه أن يستطيعوا التعامل مع بعضهم البعض جيدا،وان يجيدوا حل مشاكلهم. ومن مصلحة كل فرد أن يجيد التحدث لان ذلك يعطيه إمكانية إقامة علاقات جيدة مع الآخرين ، سواء كان ذلك في الوسط العائلي ، أو في المدرسة أو في العمل وفي أي مجموعة آخر من الناس. وهنا نبين المبادئ النفسية الهامة في مجال العلاقات المتبادلة بين الناس ....
ولكي نستطيع التحدث جيدا يلزمنا ثلاثة أمور:
1- إتقان الحديث .
2- معرفة المبادئ النفسية الرئيسية في مجال التعامل مع الناس.
3- وهو المهم أن يكون لدينا ما نقوله . لانه ما الفائدة إذا كان الشخص يجيـد الحديث بينما لا يوجد لديه ما يقوله .
الفصل الأول : لغة الحديث والاتصال
1-اللغــــــة: هي وسيلة اتصال اساسية ، وبدونها لا تتحقق عملية الاتصال الجماهيري بمعناها المعروف ، ومع ان اللغة نسق من الاشارات موجودة في أي مجتمع ، وان كل كلمة تقوم مقام رمز ، فان الكلمات اصلا ليست رموزا اصطلاحية مجردة ، انما هي ، بالتركيب اللغوي تهدف الى نقل المعنى، وان مدلولها الرمزي ، يتغير في سياق الكلام ، في كل مرة تستعمل ففيها ، فتعطي دلالة ونكهة خاصة تختلف عن سابقتها وذلك لان لكل كلمة بعدين بعدا ماديا وبعدا معنويا . فاللغة اذا ليست مجرد اداة ، لانها اكثر ذلك واعمق ولان حصرها بهذا الوصف يبعدها عن دلاتها الفكرية والاجتماعية والانسانية الكامنة فيها .
فاللغة ليست من الامور التي يصنعها فرد معين او افراد معنيون ، وانما تخلقها طبيعة الاجتماع وتنبعث عن الحياة الجمعية .
2)لغة الحديث والاتصال:الكلمة سلاحا فعالا ولها تأثيرها الفعال والقوي في التعبير عن الافكار لهذا فأن اتقان فن الحديث واختيار الكلمات المختارة لايصال الفكرة هي من الشروط المهمة في لغة الحديث والتعبير . لذلك يجب ان تكون لغة المتحدث بسيطة وواضحة ومختصرة وتعبيرية وعملية في آن واحد.
3) خصائص لغة الحديث واالاتصال :ان اختيار الكلمات لا يتعلق بقرار شكلي ابدا، بل يتم اخيتارها على اساس تعريف محدد ودقيق للشيء الذي يناقشه الحديث ويعالجه، وتوضيح فكرته الاساسية. فالحديث المبني على ايصال فكره يبذل صاحبه كل طاقاته في اختيار الوسائل اللغوية للتأثير في عقول وعواطف الجمهور المستمع واقناعهم بفكرته .فعلاقة المتحدث بمادة التعبير وباللغة والمفردات التي يختارها على اساس انها تعبر عن مادة الحديث تعبير مطابقا ومناسبا.
4) الايجـــــاز:لغة الحديث يجب ان تكون جملة مختصرة بعيدة عن الحشو والف والدوران والمماطلة. وفي اّن واحد لا يجب ان تكون جمل الحديث على شكل برقية او خبر تلغرافي بل يجب ان يكون معتدلا مفهوما يؤدي الى المغزي الذي يهدف اليه. فوضوح لغة الحديث متعلق الى حد كبير بمعرفة المتحدث لجماهير المستمعين الموجه اليهم حديثه وبايجايد الشكل المناسب له بحيث يكون فيه اكثر ايضاحا وفهما لدى المستمعين .
الفصل الثاني فن اجادة الحديث في نطاق ضيق
لو لم يستطيع الانسان الكلام لما اصبح انسان "العلاقة بين النطق والتفكير": ان قاموس الطفل اللغوي يتسع حسب تطور قدرته على التفكير، وبالنسبة لعمليات التفكير فانه توجد هناك نظريات عدة، احدى تلك النظريات تؤكد انه يوجد ثلاثة انواع من الذاكرة .
1) الأولى ذاكرة الخبرة او ذاكرة الذكريات حيث انها عند تسليط التيار الكهربائي على جزء معين من الدماغ فجأة يتذكر المريض حادثة قديمة حصلت معه .
2) الذاكرة الثانية هي ذاكرة المفاهيم : ولنعطي مثالا عندما نذكر امام طفل كلمة فراشة فانه لا يظهر في مخيلته شكل الفراشة( اديرال ) او شكل أي نوع آخر من الفراشات وانما يظهر في مخيلته الشكل العام لمفهوم الفراشة.
3) الذاكرة اللغوية فمع مرور السنين ونتيجة للتكرار المستمر تظهر علامتة قوية بين المفاهيم والكلمات .
يجب ان نلاحظ انه ومنذ الطفولة المبكرة ينمو التفكير بشكل مواز لنمو النطق ، فالطفل يتعلم التفكير المجردوهو مرتبط بشكل وثيق بالقدرة على النطق ، حتى ان بعض المختصين يعتبرون انه بدون الكلام لا يمكن التفكير.
الفصل الثالث مهارة الكلام ورضى الانسان
مقياس رضى الفرد هو بروزه في المجتمع:
ان النجاح والفشل في العلاقات الانسانية يصاحبان الفرد من المهد الى اللحد.ان بعض الناس ينجح في اقامة علاقات جميلة سواء في البيت او خارجه، وبعضهم لاينجح في ذلك.
هل السبب ان هذه الامكانية وراثية؟
لا شك انه يمكن القول ان البعض يولد معه هذه الامكانية، لكن من المؤكد ان كل فرد يمكنه اكتساب هذه القدرة من خلال التربية الذاتية،ان أهم عامل في تنمية هذه القدرة على اقامة علاقات ناجحة مع الاخرين هو المهارة في اجادة الكلام.
إن من يجيد التحدث يستطيع حل مشاكله بسهولة أكبر, فاذا كان الزوجان قادرين على التحدث بشكل متعقل حول المواضيع المختلف عليها، فانه سرعان ما يتخطون هذه المشاكل بشكل أسهل من حل هذه المشاكل بالصراخ او بالصمت حيث تكبر المشاكل عندها.
لماذا يصبح بعض الناس وحيدون :ان الوحدة صعبة بشكل غير عادي عند أغلبية الناس ، ويجب ان نضع في حسابنا ان هذه الوحدة قد تكون بسببنا، او لاسباب أخرى لانتحكم بها, الا انه وفي أغلب الحالات يكون لنا يد في احداثها، ولذلك يجب على الواحد تحليل شخصيته لمعرفة في أي اتجاه عليه ان يتغير ، ليبحث الاخرون بعدها عن المجلس الذي يضمه.
الفصل الرابع:كل شيء يعتمد على السلوك واللباقة
هل عندكم ما تقولون:من الضروري أن نعرف ان جوهر الحديث شيء رئيسي، اذ اننا اذا تحدثنا بحديث لا معنى له فسنكون كمن يطحن الماء, ففي البدء يجب ان يكون لدينا ما نقوله، ومن ثمم نبدأ بالحديث ، وسيكون من العبث اتقان المبادىء التي في هذا الكتاب ما لم يكن لدينا شيء نقوله.
الكلام وسيلة لأنشاء علاقات اجتماعية جيدة:
الافراد المختلفين يقيمون علاقات مختلفة، فالبعض يمتلك مقدرة موروثة على كسب ود الاخرين من حوله بينما البعض الاخر يصطدم بصعوبات بالغة في تعامله مع الناس,إلا ان الكثير من الناس يتعلمون هذه المهارة عن طريق التجربة والخطأ، وكم هو ضروري ومنذ الصغر ان نستفيد من علم النفس ، في كيفية اقامة علاقات طبية مع الناس.
الفصل الخامس الصوت والسمع هما حلقتا الاتصال مع العالم المحيط
جهاز الكلام من اكثر الاجهزة تطورا:ان صوت المتكلم يجب أن يكون ارتفاعه بحيث يستطيع المستمعون سماعه، فارتفاع الصوت من الضروري أن يتغير حسب الظروف مثل حجم المكان، او عدد المستمعين،او الفوضى المصاحبة..الخ .ان كل شخص يمتلك نغمة خاصة في صوته، بحيث يميزه عن الاخرين ، وعن طريقه يمكننا التعرف على صاحب هذا الصوت، ولقد أثبت علم الصوتيات انه لا يوجد اثنان متشابهان في الصوت كما انه لا يوجد اثنان يمتكان نفس البصمات.ان الصوت وحده قادر على اثارة القبول او النفور او اللامبالاة عند المستمع، ومن الممكن تعديله وتطويره خصوصا اذا كان السبب في احداث النفور كونه ناجما عن عادات سيئة.وكثيرا ما تطابق نغمة الصوت طبع الانسان ، كذلك تتغير نغمة الصوت حسب مزاج المتكلم.
"تدريب الصوت": ان أفضل طريقة لتدريب الصوت هي القراءة بصوت عال، حيث اننا نراقب اللفظ السليم بواسطة السمع، ولا داع للقراءة بصوت عال جدا او لمدة طويلة، ونقترح التدريب ثلاث مرات يوميا ولمدة خمسة عشر دقيقة في المرة الواحدة، مع استراحة قصيرة كل خمس دقائق، ان تدريب الصوت يجب ان يتم مع تدريب التنفس السليم، بالاضافة الى ذلك علينا القيام بتدريبات على تغيير الصوت ، فهناك بعض الناس الذين يتكلمون بنغمة واحدة وفي اطراد رتيب طلية الوقت مما يزعج المستمع، وليكن في علمنا ان القيام بتعديل نغمة الصوت او التغيير في طبقة الصوت يعطي لمعنى الحديث اهمية لا يمكن تجاهلها.
الفصل السادس اختيار الكلمات:
- ما هي المحظورات عند اختيار الكلمات؟
علينا اذا شعرنا أن هناك عددا من الكلمات نبالغ في استعمالها، أن نحاول التخلص منها.ان هذه الكلمات متنوعة وبشكل كبير، مثلا بعض الناس يستعمل كثيرا كلمات مثل " اليس كذلك أو وهكذا او تماما، وهذا من ناحية واما من ناحية اخرى ...الخ
ان بعض هذه الكلمات يمكن التخلص منها، والبعض الآخر يمكن استبدالها بكلمات اخرى ومن هنا تأتي أهمية المترادفات؛ ان تكرار بعض الكلمات في عدة جمل هناك ، في حالة الالقاء المكتوب يثير النفور، لذا فان على المتحدث استخدام المترادفات او أي علاقة لغوية أخرى. وبالنسبة للالقاء المرتجل فان هذه الحاجة لن تكون ضرورية بهذا القدر
- استعمال الكلمات الاجنبية:هناك مثل انجليزي "Write toexnpessinotoimp " والذي يعني أكتب لتعبر لا لتؤثر" وينطبق هذا المثل على التحدث كما ينطبق على الكتابة.
ان بعض غير المختصين يعتقدون أنهم باستعمالهم مصطلحات أجنبية يبدون أكثر معرفة لكن مستوى الافكار يحدد قيمة هذه الكلمات ومحتواها وليس بالمعنى لهذه الكلمات.
- استعمال المصطلحات الحديثة :" الحكم والامثال "قد تكون هذه الكلمات في البداية ممتعة. وتعطي اللغة القدرة التي لا بأس بها في التعبير ، ولكن وفي اللحظة التي تنتشر فيها هذه الكلمات وفي كل مكان ، فانها تصبح كالقوالب، ولذا علينا الحذر عند استخدام مثل هذه الكلمات الحديثة
- عدم الدقة في التعبير:ان من يريد اتقان فن الحديث، عليه أن يتعلم كيف يعبر عما يريد قوله بدقة،فان دقة التعبير تلعب دورا هاما، يمكن ان يحدد مستوى الافراد حسب قدرتهم على التعبير الدقيق عن مقاصدهم.
- تنظيم الحديث: اذا اراد احد ان يقدم خطابا جماعيا، فمن الطبيعي ان يقوم بوضع الخطوط الرئيسيه لهذا الخطاب مسبقا، وان يرتب افكاره وحججه بعناية0ولكي تصبحوا محدثين جيدين فاتركوا جانبا كل التفاصيل التي لا اهمية لها.وحاولوا الوصول الى الاوج باسرع ما يمكن.
- تركيب وحجم الجمل:عندما نتحدث عن ترتيب الحديث يجب ان نعرف انه لايكفي تسلسل العبارات والافكار، وانما أيضا ترتيب الكلمات في الجمل أي تركيب الجملة، يجب ان لا ننسى اثناء الكلام ان المستمع يجب ان يفهم كلامنا جيدا.
- سمة الحديث:ان القارىء عليه ان يتذكر ان حديثه سيكون اكثر متعة عندما يتحدث عن شيء ما يتعلق بحياة الناس او عن حوادث حصلت معه شخصيا . والاحاديث التي تتكلم عن اشياء غير حية، خالية من الاحداث تكون اقل متعة0 كذلك يقل اهتمام الناس بالمناقشات النظرية المعبر عنها بمفاهيم مجردة دون امثال عملية.
الفصل الثامن :تكوين العلاقات
ان بعض الناس خصوصا الشباب منهم يخشون من اقامة علاقات جيدة
- التعارف:ان اقامة علاقة مع شخص آخر تعتمد قبل كل شيء على سرعة اقامة الاهتمامات المشتركة، لذلك ينصح بالاضافة الى ذكر المعلومات الرئيسية، ان نقول شيئا عن اهتماماتنا وهواياتنا الشخصية .
- مواضيع الحديث:مهما كان الموضوع الذي نختاره - حتى لو كان محايدا تماما، فان علينا الانتباه لكي لا نصيب الشخص الاخر
- اللقاءات العابرة: لقد اكتشف علماء النفس صفة مهمة لهذه اللقاءات العابرة، في هذه اللقاءات العابرة احيانا يتكلم الناس بصراحة كبيرة، ويقولوا اشياء لا يقولوها لاصدقائهم القدامى لانهم يعرفون انهم لن يلتقوا به مرة اخرى.
- كيف نتعلم اقامة علاقات مع الآخرين ؟
ليس بالأمر الصعب ان تتعلم اقامة علاقات جديدة مع الناس ، والخجل يمكن التخلص منه ، ولا يلزمنا لذلك الا شيئين
1- الاهتمام بالناس
2- استخدام كل فرصة سانحة.
قبل كل شيء يجب أن تثير في أنفسنا الاهتمام بالاخرين ، ولنتعرف وفق مبدأ " ايمرسون" "كل شخص اقابله يتفوق علي في شيء ، وأنا أريد أن أتعلم منه الشيء
- ما يساعد على اقامة العلاقات :
-1 سارع بايجاد الاشياء المشتركة مع الاخرين، مثل أنكم تعيشون في حي واحد .
2- يتعاملون مع الاخرين دون تعال نابع من موقفهم الاجتماعي ، او تعليمهم العالي
3- يبدون اهتمام حار بالاخرين، ويصغون بتركيز الى حديثهم,ولهم القدرة الجيدة على ابداء بعض الاسئلة التي تثيرفي المتحدث الرغبة في الاستمرار في الحديث
4- يعرفون كيف يتأقلمون بسرعة مع مصطلحات وتصرفات الذي يتحدثون اليه
الفصل التاسع : كيف نجذب انتباه المستمع وكيف نبقي هذا الانتباه:
• أن تستطيع جذب وتثبيت انتباه المستمعين شيء مهم، سواء كان ذلك في جلسة ما حيث تهدف الى امتاع الاخرين او في مناقشة ما حيث تهدف الى اقناعهم. وهناك عدة طرق لذلك منها:
• تستطيع جذب انتباه المستمعين والمحافظة على استمرار هذا الانتباه اذا قلنا لهم شيئا جديدا ومفيدا،
• نستطيع كذلك ان نجذب اهتمام المستمعين اذا قلنا لهم شيئا غريبا، او غير عادي وخارق.
• بالاضافة الى ذلك نستطيع جذب انتباه المستمعين اذا قلنا لهم معلومات جديدة تتعلق بمجال اهتماماتهم.
• في حالة المستمع الواحد نستطيع محادثته عما يهمه من معلومات، ولكن عندما يكون المستمعون كثيرون، ولهم اهتمامات مختلفة، فاننا نضطر الى الحديث عن قضايا عامه مثل السياسة، او الاقتصاد وعن الحياة حولنا ...الخ
• - نستطيع جذب انتباه الاخرين حين نخبرهم باشياء غير معروفة للجميع, المهم ان لا تكون هذه المعلومات من النوع الذي يجب ان يبقى طي الكتمان
• نستطيع جذب انتباه المتسمعين اذا اكتشفنا وجوه اخرى لقضية معينة، او براهين جديدة في الموضوع المطروح.لم نعرضها لغاية الان
• ان الاسلوب الواضح في الحديث، قادر على جذب الاهتمام، وما زال بعض الناس لا يضعون في حسابهم ان الافكار المقدمة بطريقة مجردة، ونظرية هي اقل افـادة وفهمها من الحقائق المحددة والامثلة
• بما ان جذب الانتباه يكون في بداية الحديث، فمن الضروري ان نبدأ بمقارنة مشوقة او مثال وان لا نطيل على المستمع بالمقدمات المملة، وان ندخل في صلب الموضوع فورا
• ان طريقة الحديث تؤثر على مدى استمرار انتباه المستمع، فتنوع قوة ونغمة الصوت حرارة الحديث ، توضح معاني بعض الكلمات الواردة في الحديث، الايماءات،والحركات ونظرات المتحدث, كل ذلك يؤثر على انتباه المستمع
• ان من الصعب على من يتكلم كثيرا بدون طرح الجديد ولو قليلا ان يكسب انبتاه المستمعين.وعلى العكس من ذلك فان الذي يتكلم فقط عندما يكون لدية شيئا مهما او مفيدا يريد ان يقوله فانه سيكسب انتباه المستمعين بسهولة. لانهم يعرفون انه يستحق الاستماع اليه.
• اذا كنا نتحدث عن جهاز او آلة ما، وأبرزناها للمستمع، او أبرزنا صورتها مثلا، فان ذلك يجذب انتباه المستمع اكثر من انتباهه لوصف ذلك الشيء .
مما يجذب انتباه المستمع أيضاً :
شخصية المتحدث .
شكل الجسم واناقته.
اللبـــــــــاس.
ادآب السلوك في المجتمع.
الشخصيـــــــــة.
موهبة التعامل مع الناس.
الابتسامـة.
التعامل الوديّ:
واليكم عناصر التعامل الوديّ :
1- ان يكون لكم علاقة ايجابية بمن حولكم
2- لا تنتظروا من الناس المحبة، تعاملوا معهم على أساس أنهم يحبونكم
3- كونوا المبادرين في التعامل الوديّ مع الناس ، ولا تنتظروا حتى يحييكم الاخرون، بادروا بالتحية,والابتسامة انتم
4- اضفوا على الحديث طابعا شاعريا
5- ركزوا على المواضيع التي يشارككم فيها الاخرون الرأي
6- التعامل الودي معد أي ينتقل من شخص لاخر
الفصل العاشر:الى ماذا يتوق الناس ؟
- ان الانسان يطمح في الحصول على التقدير والمديح :
ان الرغبة في ان نحصل على التقدير يلاحقنا من المهد الى اللحد، ان العجائز الجالسون في قاعة الانتظار عند الطبيب يعدون وبسرور الامراض التي اصابتهم، ويتحدثون عن مصائبهم، وانه لا احد قد صارع المرض,مثلهم فقط، وفقط ليحوزوا على تعاطف واعجاب المحيطين , الاثرياء الامريكان امثل " روكلفر" و" فورد" وغيرهم لماذا اقاموا الصناديق التي تخدم الطب والعلم والابحاث وغير ذلك من الاهداف الاجتماعية؟ يمكن القول لانهم وضعوا في حسابهم ان الناس يتهمونهم في انهم،وبدون هوادة قد صعدوا الى اعلى دون اكثراث الى عدد الاشخاص الذين حطموهم بطريق مباشر او غير مباشر. وعن طريق المشاريع الخيرية ارادوا الاثبات للناس بان الدعايات التي تقال عنهم غير صحيحة وانهم خيرون وانسانيون.
لقد أوضحنا بالامثلة العديدة العطش الدائم واللامحدود عند كل فرد في الحصول على التقدير والاحترام,لكي نجعل القارىء يفكر: هل يتصرف مع الناس بالشكل الذي يجعلهم بعد الحديث معه يشعرون بانهم حازوا على الاعجاب . أو على العكس يذهبون وهم محبطون، وما دمتم تفضلون الاشخاص الذين يتحدثون باشياء لطيفة على الاشخاص الذين يتحدثون بأشياء مزعجة، فلماذا تحاولون انتم اسعاد الاخرين بالكلمة الطيبة؟
ان هذا لا يعني ان تحجب الاخبار السيئة او النقد البناء، فالنقد ضروري ولكن يجب تقديمه بشكل لا يجرح كرامه المنتقد
- تعلموا كيف تقيمون الأشياء الصغيرة :
لا تنتظروا الاشياء الكبيرة حتى تعبروا عن شعوركم ، وانتهزوا فرصة أي عمل اعجبكم مهما كان صغيرا لتبدوا اعجابكم به ان الشخص صاحب العلاقة سيكون قادرا على التمييز بين الاشياء الجيده وغير الجيدةالتي يفعلها، وما هي الاشياء التي اعجبت الاخرين، حتي يستمر في المستقبل على هذه النمط كي يحوز على ثقة الاخرين وعرفانهم
ان الاطراء يختلف عن المراهنه انني اقترح ملاحظة الامور الصغيرة الحسنة في الاخرين، والتعبير لهم عن اعترافنا بها، ولا اقترح المداهنة, أي الاطراء على اشياء غير موجودة في الشخص وفي اغلب الاحيان يعرف الناس بأنفسهم ما يفعلون من امور ويعرفون النواحي الايجابية في شخصيتهم ، واذا قام احد بالاشارة الى ذلك فانه سيفرحهم، ان الشخص العاقل يعرف المداهنه(التزلف) التي لا اساس لها، وينفر من مثل هذا الشخص
- هل تجيدون الاشارة الى الأخطاء؟
ان كل واحد يحب سماع المديح, اما الانتقاد فلا يطيقه آيا كان، ان المديح يثير التعاطف بينما الانتقاد يؤدي الى النفور، ان الاشخاص الذين لديهم حساسية خاصة، يتذكرون كلمات المديح او الانتقاد لفترة طويلة، مما يؤثر على علاقتهم بالشخص الذي قال هذه الكلمات,وبالرغم من هذا فانه لا يمكن، ولا في أي مجتمع ان لا يقدم الا المديح والثناء، وان لا تذكر الاخطاء مطلقا. انه لفن رائع ان تنتقد الاخطاء , دون ان يشعر الاخر بانك جرحت كرامته، شديدين
وتوجد عدة قواعد للنقد اللبق، اذا راعيتموها فيمكنكم الامل بأن المنتقد لن يشعر الاهانة، وهذا شيء مهم:
1- الاشارة الى الأخطاء بين أربعة عيون فقط
2- انتقد بلطف وأنت تبتسم
3- يجب القول أن مثل هذه الاخطاء يرتكبها الاخرون أيضا، وأنت أيضا قد قمت بخطأ مشابه
4- قبل ذلك امدح الشخص على ما يقوم بفعله بشكل جيد
5- وضح كيف يتم العمل الصحيح، والا فلا تنتقد
6- بعد ذلك اثنى على الشخص وعبرله عن ثقتك بأنه لن يجد صعوبة في تصحيح الخطأ
7- اذا كانت هناك امكانية فاجعل النقد عبر طريق غير مباشر
8- يجب ملاحظة فيما اذا كان من الضروري ان يتم الانتقاد فورا او يتم تأخيره
- هل تعرفون أسماء الاشخاص المحيطين بكم؟
هل تلاحظون انه عندما تقع في ايديكم صورة لمجموعة من الاشخاص تضمكم، انكم تبدأون اولا بالبحث عن انفسكم؟
وبنفس الطريقة يشدكم الاهتمام لمعرفة ما اذا كان اسمكم قد ورد في قائمة المتحدثين..الخ ان اسم الشخص عزيز جدا عليه, لذلك فانه يرتكب خطأ جسيما ذلك الذي غالبا ما يحرف او ينسب الى اسماء الاشخاص الذين يتعامل معهم, ا ان افضل طريقة لحفظ اسم أي شخص هي مخاطبته باسمه عدة مرات اثناء الحديث معه,
الفصل الحادي عشر :ماذا نتعلم؟
- يجب التكيف مع الظروف والوقت :ان الظروف والوقت يكون لهما الاثر الكبير على نجاح عمل معين، ويجب التقدير المسبق اذا ما كان الوقت والظروف ملائمة لهذا العمل في ذلك اليوم
نريد ان نسأل مثلا عن مصير الطلب الذي قدمناه الى احدى المؤسسات:
- اذا ذهبنا الى المسؤول في وقت الغداء ، فعلى الأغلب أننا لن ننجح، فاما أننا لن نجده لانه ذهب لتناول الغداء ، واما أن نجده يستعد للخروج مما يجعله يجيبنا باختصار ودون فائدة
- هل نختار طريق التعرف حسب مشاركنا :ان علم النفس قد أثبت ان القبول والاحترام في مختلف الاوساط الاجتماعية لا يحظى به الا من لهم القدرة على التكيف، ويستطعيون تعديل سلوكهم بما يتناسب مع من يلتقون به، واضيف الى ذلك شيء من تجربتي الخاصة، وهو سعة اهتمامات الشخص،ان الذي يهتم في وقت واحد بالادب، الفن ، السياسة، التاريخ ،الرحلات الخ
ان مثل هذا الشخص سيجد مواضيع مشتركة بالحديث مع أي شخص كان’ اذا استوعبنا هذا الرأي فاننا سنعرف لماذا يكون الاحتكاك قليلا بين افراد مجموعتين اجتماعيتين مختلفتين ، فاذا لم يكن بينهم اهتمامات مشتركة، فلن يكون هناك مجال للحديث بينهم ، ان الطبيب لا يبحث عن صداقة عامل البناء، لانه ليس بينهم اهتمامات مشتركة، اما اذا كانوا متجاورين في السكن، وكانت تجمعهم لعبة الكوتشينه مثلا او اذا طلب الطبيب مساعدة العامل في بعض اعمال التصليح في بيته، وبالمقابل سيقدم الطبيب وبسرور المساعدة في حالة مرض أحد أفراد عائلة العامل
ان هذا المثل البسيط يوضح الاساس في العلاقات الثابته بين شخصين معينين، قبل كل شيء الاهتمامات المشتركة ، وكثيرا من الأحيان المنفعة المتبادلة، ان العلاقات الانسانية سواء أكانت صداقة أو زوجية لا يمكن أن تبنى على أن يعطي أحد الطرفين بينما الآخر يأخذ فقط.ان المنفعة المتبادلة تعني احيانا سعادة الشخص بوجود الآخر في المجموعة.
المفضلات