كيف تتخذ القرار ؟؟


ماهو القرار ؟
القرار في الحقيقة عبارة عن أختيار بين مجموعة بدائل مطروحة لحل مشكلة ما أو أزمة أو تسيير عمل معين .
ولذلك فإننا في حياتنا العملية نكاد نتخذ يومياً مجموعة من القرارات بعضها ننتبه وندرسه والبعض الآخر يخرج عشوائياً بدون دراسة .

هل أتخاذ القرار خطوة أو عملية ؟
لاشك أن إتخاذ القرار عبارة عن مجموعة من الخطوات المتشابكة المتدرجة التي تصل إلى هدف معين وهو بذلك عملية تتخذ للوصول لهدف ما .. والذين يتعاملون مع القرار كخطوة واحدة لاشك يفقدون الصواب في قراراتهم المتخذة لأن إتخاذ القرار يحتاج إلى خطوة أولى وهي الدراسة ثم خطوات متتابعة للإختيار بين البدائل ثم الوسائل للوصول للقرار السليم .
وينبغي إتباع مجموعة خطوات قبل إتخاذ القرار .. فمنها :
- وضع مجموعة خيارات أمامنا قابلة للتطبيق كلها .
- عدم الاستعجال للوصول إلى النتائج .
- يجب وضع أولويات للأهداف المرادة

خطوات إتخاذ القرار :
تمر عملية إتخاذ القرار بمجموعة خطوات خمس للوصول إلى القرار الصائب وهي :
الدراسة – الإستشارة – الإعداد – التوضيح – التقويم .
ونحاول توضيح كل خطوة ووضع المحددات المطلوبة لها بإختصار :-
أولاً : الدراسة :
وتحتوي على ثلاث مراحل هامة :
1 –
تحديد المشكلة
:
بمعنى أن نتفهم حجم المشكلة ووصفها الدقيق ومدى تأثيرها ولماذا ظهرت وهل تم علاجها من قبل أم لا ومن هو المؤثر الأول في حدوث المشكلة وكذلك الذين يستفيدون من حل المشكلة .
2 –
وضع البدائل
:
والمقصود بهذه المرحلة جمع مجموعة من البدائل لحل المشكلة بحيث تكون جميعها قابلة للتطبيق وينتبه في هذه المرحلة لعدة أمور منها :
ـ يجب أن تعطي نفسك الوقت المناسب لوضع البدائل بغير إستعجال .
ـ لاتشعر بالهزيمة بسبب كثرة البدائل أو قلتها .
ـ أجعل أختيار البدائل ناتجاً عن دراسة متأنية ومعلومات أكيدة .
ـ حاول الإبتكار في وضع الحلول والبدائل ولا تكن أسير السابق .
3 –
الأختيار
:
ويقصد بهذه المرحلة أن تحذف جميع البدائل غير المناسبة ونختار بديلاً واحداً قريبا ً ( أو بديلين إن تعذر ) .
ويكون الأختيار على مجموعة أسس هي :
ـ إمكانية التطبيق الواقعي .
ـ مدى إتساع عدد المستفيدين .
ـ مدى التكلفة والتضحية .
ثانياً : الإستشارة :
يقول سبحانه وتعالى ( وامرهم شورى بينهم ) ومعنى الشورى هو تبادل الأفكار تجاه قرار معين ومايترتب على ذلك من طرح للآراء ونقد لآراء الاخرين بغية الوصول لأفضل القرارات .
ـ من تستشير ؟؟
ينبغي عليك أن تختار من تستشيره بحيث يتصف بالآتي :
ـ العلم ( سواء كان علماً عاماً أو علماً بموضوع المشكلة وبمجالها .
ـ الخبرة ( وهي الخبرة في حل مثل هذه المشكلات ) .
ـ السلطة في تدعيم القرار أو المشاركة في إعانته أو تطبيقه ( أمانة الفوج أو أمين المرحلة أو تنمية القيادات أو قادة التدريب أو غيرهم ممن يوجد فيه مواصفات الإنسان التربوي والمؤهل لذلك .
ثالثاً : الإعداد :
والمقصود بهذه الخطوة إدخال القرار حيز التنفيذ بعد دراسة المشكلة وأختيار البدائل والإستشارة .
وفي هذه الخطوة علينا الإنتباه للمحددات الآتية :
1 – أترك جميع البدائل والحلول الأخرى وضع كل أهتمامك في الأختيار الذي أتخذته .
2 - أترك التردد تماماً في أتخاذ قرارك لأن التردد قرين الفشل .
3 – توقع الأخطار التي يمكن أن تحدث من قرارك المتخذ .
4 – ضع مواعيد معينة لتطبيقه .
5 – وضح لهم الأهداف المرحلية والبعيدة وسمات كل منها .
رابعاً : التوضيح :
والمقصود بهذه الخطوة توضيح القرار لجميع الذين حولك لأن هناك من القرارات تفشل تماماً بسبب عدم تفهيم مرادها أو لمن سيقع عليهم القرار , وقد يظهر التذمر والضيق لدى كثير منهم لعدم إستيضاح القرار ومراده وهو مالايحمد عقباه ولذلك ننبه على مجموعة من الإلتزامات ينبغي مراعاتها في هذه الخطوة وهي : -
1 – لايستطيع شرح قرارك مثلك فأنت أول المسؤلين عنه .
2 – ينبغي عليك أختيار أعضاء الجهاز القيادي كمجموعة من المساعدين لمشاركتك توضيح القرار .
3 – أعط فرصة للسؤال والجواب لجميع من معك .
4 – روج لقرارك عن طريق إظهار إيجابياته .
خامساً : التقويم :
والمقصود من هذه الخطوة مراقبة الأداء ومتابعته والوقوف على السلبيات وعلاجها أو التوجيه إلى علاجها وعملية التقويم عملية ضرورية لإنجاح القرار المتخذ ذلك أن المطلوب من القائد بعد إتخاذ قراره ليس فقط التفتيش على الأفراد في تطبيقه بل المعايشة والإنصهار مع المجموعة في تطبيق ذلك القرار وبدون أن يخلق أي بلبلة داخل الفرقة أو المجموعة وان تضع نصب عينيك أن هذا القرار أو غيره هو في مجمله قرار يحقق هدف الحركة التنموية وهو تربوي بالدرجة الأولى وليس المقصود منه التعسف والإضطهاد أو فرض شخصية المقرر من خلال قراراته داخل المجموعة أو على الأخص في مجلس المجموعة وصدق من قال ( إذا لم تكن تعرف أين تسير فإنك تنتهي إلى مكان أخر ) .

علاج التسرع في إتخاذ القرار :
ان التسرع او التهور فى اتخاذ القرارات من اهم عيوب الشخصية والتى يترتب عليها عواقب وخيمة
والتسرع كفيل بتدمير مئات الاسر بسبب ان يقوم الزوج بأتخاذ قرار طائش ومتهور بتطليق زوجته
لقد ذكرت الامثلة السابقة كى اوضح لكم خطورة التسرع , فمن الممكن ان تضيع من الشخص فرصة ذهبية كى يعيش حياة افضل بسبب قرار لحظى لم يفكر فيه كثيرا .
ان الله عز وجل قد خلق للانسان عقلا كى يفكر به , والانسان العاقل من يدير حياته بيديه لا بيد غيره , ونعرف جميعا ان هذا العقل ينضج تمامابعد سن 18 سنة واحيانا 21 , وعملية اتخاذ القرارات الصائبة احدى علامات النضوج , وتجد الناس يصفون من يتخذ قرارات متسرعة او يتردد فى فعل شئ بأنه ( مخه صغير) كناية عن انه لم ينضج .
والتسرع فى اتخاذ القرارات قد يكون نتيجة الخوف من ضياع الفرصة او ضغط الناس الذين لا يهتمون بهذا القرار قدر اهتمامك انت به .
لذلك يجب ان يكون قرارك فى يدك اولا قبل اى شئ , ثم تفكر على مهل وتنظر للموقف من جميع الزوايا وعندها ستجد القرار الصائب ان شاء الله .
من منا لم يتخذ قرارا وندم على اخذه ندما شديدا ؟
من منا لم يتسرع فى عمل أي شئ وبعدها يقول .... ليتنى فكرت قليلا ...!
من منا لا يحتاج ان يتخذ قرارا صائبا فى اى امر من امور حياته ؟

خلاصة القول :
ليس هناك قرارا يستحق ان تتخذه مالم يكن وراءه هدف , وكلما عظم الهدف كلما كان الشخص بحاجة شديدة الى اتخاذ القرار , وفى حالة وقوع القرار بين هدفين كلاهما قريب الى قلبك فلا تتردد وعليك ان توازن بينهما وتقيس منفعة كل هدف لك فى الحاضر او المستقبل , وبعدها ستجد نفسك قد اتخذت قرارك الصائب , الذى يوفر عليك الكثير من الجهد والعرق والضغوط التى ستنغص عليك حياتك اذا لم تتخذ هذا القرار ونقول لك أن تعمل بهذه النصائح الأخيرة :
لا للتسرع
لا للتردد
واتخذ قرارك الصائب