هل ماتت آمالك أم لا؟


في هذا العالم الرحب الذي نعيش فيه, هناك فرص كثيرة نستطيع أن نستثمرها خير استثمار ولكن قلّما يفكر أحد في ذلك ويغتنم الفرص لتغيير الحياة نحو الأفضل كما ان البعض يتصور ان تحقق الآمال هو بمثابة الصعود إلى قمم الجبال الشامخة التي يصعب تسلقها, متناسين أن أرادة الإنسان أعلى واقوى من كل شيء.


ولاجل ترجمة الآمال والطموحات إلى الواقع نحن بحاجة إلى مجموعة من الأسس والمقومات, وأهم تلك المقومات هي الثقة بالنفس والإيمان بالأهداف المشروعة والطموحات فإذا كان ذلك فاننا سنوظف كل العناصر والقوى الموجودة في العالم وسوف تحقق تلك الأهداف.


يقول علي بن ابي طالب (كرم الله وجهه ) في هذا المجال: (من أراد شيئاً ناله أو بعضه)


فالآمال تمنح الفرد شحنة روحيّة وطاقة خفيّة ومزيداً من الحماس تنطلق به إلى تحقيق الهدف. ويعتقد أغلب الناس أن الآمال هي عبارة عن أفكار خاوية تبعد الإنسان عن الواقع ولكن وفي حقيقة الأمر هناك فاصلاً بين ذلك وبين الآمال الصادقة والحقيقية وخط الفاصل هو وجود الارادة فالأشخاص المنكفئون على أنفسهم والذين لاطموح ولااهداف لهم ولايمتلكون الإرادة اللازمة, يبررون تقاعسهم بعدم امكانية تحقق الآمال والوصول إلى الأهداف في هذا العصر!

من هنا وبمجرد أن تنتخب لنفسك هدفاً تتحتم عليك أمورٌ ومسؤوليات كبيرة, فأصحاب المبادئ اذا سلبت منهم آمالهم يعني أنك سلبت منهم مبادئهم وبالتالي سلبت هويتهم.

الأمة التي تخلو من الآمال والطموحات هي أمة تتجه نحو الموت, فالطموحات والآمال هي رصيد الامة لحياتها المستقبليّة. وحياة الامم ونجاحاتها هي نتيجة الاهداف والطموحات التي تحقق البعض منها, والتي كانت تختمر في ضمير الرجال العظام.


فالذين كانوا يخططون للمستقبل ولايهتمون بجني الثمار ولابعامل الزمن بقدر ماكانوا يهتمون في تحقيق آمالهم وطموحاتهم هم الذين نجحوا في الوصول إلى القمم السامية, ولأجل تحقيق الطموحات والآمال المشروعة هناك عدة نقاط يجب الاهتمام بها:


اولاً: ابتعد عن الذين يريدون أن يقاتلوا آمالك.


الذين يقاتلون الآمال هم الذين يعملون على تثبيط عزيمتك للوصول إلى الأهداف السامية والأنصراف عنها فابتعد عن هؤلاء ولاتصبح اسيراً لايحاءاتهم ولا تتأثر بكلامهم ولاتدع الشك يدخل الى قلبك لأن الشك والوسواس من عمل الشيطان.

وعليك حينئذٍ أن تفكر بمسؤولياتك فالله خلقنا ونحن مسؤولون عن كل شيء (وقفوهم أنهم مسؤولون).وهكذا فكلها تطور الزمن وتقدم تطوّرت مسؤولياتك.


ثانياً: دافع عن نفسك أمام الذين يريدون أن يغاتلوا طموحاتك فهؤلاء يترصدون الفرص ويحيكون الاعذار لتثبيط عزائمك فعليك أن تحاربهم عبر التحلي بالروح الايجابيّة والارادة الصلبة ولا تتأثر بأفكارهم السلبيّة واثبت على الطريق الصحيح للوصول إلى أهدافك السامية.


ثالثاً: ثق بأهدافك وطموحاتك وخطط لها.
قسّم اهدافك وطموحاتك إلى عدة مراحل زمنيّة وارسم خطة محكمة تسير على ضوئها وعليك أن لاتفكر في الفشل الذي قد صادفك فيما قبل بل فكر في النجاحات وما تستطيع أن تفعله الآن.

طموحاتك التي تحملها اليوم سوف تؤثر على غدك بشكل مباشر فالتوفيق لايحالف الإنسان بحكم الصدفة فالإنسان يمتلك قدرة فائقة فالقوى الداخليّة تساعدهُ بالانجازات الكبيرة.

فذهن الإنسان كمرآة, كلما عكست عليها الصور الإيجابيّة, عكست طابعاً ايجابياً فمرآة الذهن تحقق ما تعكس فيه فمن أعطى طابعاً جيّداً عن نفسه بحكم الايحاء فأنه سوف يتمكن من تحقيق ما يريد والعكس أيضاً صحيح, فالتفكير السلبي لايرتقي بالإنسان إلى القمم السامية حتى وإن كان يمتلك أكثر الإمكانيات وأكبر الطاقات.

رابعاً: لاتنتظر مساعدة الآخرين لاجل الوصول إلى الهدف, وتحقيق الطموحات لاتنتظر أي شيء أو أي احد كي يوصلك إلى الهدف أو يساعدك فالمثل يقول: (من ينتظر الزمن فسوف يفقده) أذن عليك أن تغتنم الفرص وبدلاً من أن تفكر في المجهول فكّر في الواقع وفي قدراتك.


خامساً: احتفظ بآمالك من التلف والسرقة.

فالآمال كالبذرة التي في يد الفلاح فإذا أردت أن تحافظ عليها يجب أن تزرعها في روحك وأن تراقبها ليل نهار لكي تبقى حيّة ولكي تصبح نبتة يافعة ومورقة.


فالآمال التي تحملها اليوم وتحافظ على نموها سوف تثمر في الغد القريب فهي اليوم تحتاجك كثيراً فإذا ساعدتها سوف تتشكر منك في المستقبل. فمصير آمالك وطموحاتك تتعلق بك وحدك لابشيء آخر ولابشخص آخر غيرك وذلك بعد أن تتوكل على الله سبحانه افتح عينيك فان وراء كل أملٍ هدفاً كبيراً فإذا وصلت إلى اهدافك وحققتها في مخيلتك, فإنها سوف تجد طريقها إلى الواقع.
وعليك أن تعرف أن مجرد التفكير لايوصل الإنسان إلى الهدف فإذا عكست عن نفسك صورة جيدة فإنك سوف تستطيع أن تحقق ماتريد.


سادساً : لاتخن آمالك.

تعدّ آمالك كل شيء بالنسبة إليك فيجب أن تبقى لها وفياً فهي تدرك أن في تحققها صعوبات كثيرة وهي تشعر بك وتقدّر مشاعرك تجاهها.

فإذا كنت وفيّاً لها, ولم تدعها وشأنها فإنها سوف تجلب لك العون من عالم الغيب إذن فمصيرها تبقى بيدك فإذا كنت تثق بها فسوف تتوفق إلى تحقيقها والإستماع إلى حديث المثبطين يعدّ خيانة للآمال, فعندما تتحدث عن آمالك مع الآخرين فهم يرون الجانب الصعب من الأمر فقط, مثلاً, حينما جرب أخوة (رايت) الطيران واجهوا معارضة شديدة من قبل الآخرين ولكنهم لم ينسحبوا ولم يخونوا طموحاتهم, حتى وصلوا اليها, رغم كلام المثبطين والمتقاعسين.


سابعاً: ركّز اهتمامك على المطالعة والتفكير.

عندما اكتشف نيوتن قانون الجاذبيّة اكتشف معها قانون عدم تأثر الجاذبيّة الأرضيّة على فكر الإنسان.
ولكن اكتشف فيما بعد أن الأفكار السلبيّة تمنع الإنسان من الرقي ومن جانب آخر بعد أن تطور الزمن تطورت الحاجة إلى الأفكار الجديدة والمعلومات الحديثة مما ساعد الناس على اكتساب كمية أكبر من الخبرة ومزيد من الوسائل والمعلومات, اذن تمسك بزمام المبادرة واعمل على قيادة سفينة حياتك إلى سواحل النجاة واكثر من المطالعة والتفكير في صنع الله وكونه الواسع.


ثامناً: انتظر اللحظات الجميلة.

إذا لم يساعدك الآخرون في تحقيق آمالك وطموحاتك, فلا تستشرهم لأنهم سوف ينقلون إليك الروح السلبيّة, فكر بلحظات حياتك وكيف انك سوف تصبح مفخرة لأبنائك وبلدك عبر طموحك وتحديك أمام الصعوبات وعدم الاستسلام امامها.


إذن فكر في المستقبل المشرق متفائلاً ولاتفكر سلباً ومتشائماً فالخوف والقلق يجعلك في عداد الفاشلين و الثقة بالنفس والاطمئنان توفر لك ارضيّة النجاح.


وكما نعلم أن طائر السعادة سوف يبقى يحلّق في سماء حياتك ولن تهبط مالم تهيء له مطاراً مناسباً.
ويجب أن نعرف أن سبب فشل أكثر الناس في الحياة هي أنهم يعرفون وظائفهم ولكنهم لايعملون بها, فنصف آمالك في الأذهان والنصف الآخر في الأعمال. فيجب أن تربطهما معاً حتى تكون واثقاً من تحقيقها.


تاسعاً: تدارك فرصة الحياة، لم تكن آمالك التي وجدت كي تدفن معك في القبر فهي جاءت كي ترتبط بحياتك ولتجد طريقها إلى الواقع. إن مدى الاحترام والتقدير الذي سيكنّه لك اجيال المستقبل يعتمد على مقدار الطموحات التي تحملها اليوم فهي التي سوف تترك الأثر في شخصيتك وتجعلك متميّزاً عن الآخرين حتى بعد مماتك انظر إلى صفحات التاريخ, واقرأ حياة العمالقة الذين خلدهم الله لتكتشف ما يضمره لك المستقبل لو حملت مسؤوليتك كاملة بدون نقصان.

يونس الموسوي
منقول