تستغل الإعلانات بقسوة حاجة المراهق للإحساس بالقبول وتزايد بحثه عن الهوية فتبدأ بعرض كل منتج شبابي ومعه صورة اجتماعية مرغوب فيها، ويكون الوعد الضمني اشتر المنتج وستكون الصورة ملكك، وعادة تكون الصورة لشباب جذابين يتصرفون بشكل جذاب ويشعرون بالإثارة ويحصلون على المتعة، ويكونون محبوبين، ويستخدمون المنتج ليشعروا بالسعادة، وهذه الرسالة تباع كل يوم للأطفال والشباب حتى أصبح الاعتقاد أن السعادة تعتمد على ما تملك.



ذلك إلى جانب ما يراه المراهق في المجتمع من معاملة الأغنياء بصورة مختلفة عن الفقراء كذلك ربط المكانة واللقب الاجتماعي بقدرات الشخص المادية.


ولكن كيف يعزز الوالدان ثقة الطفل أو المراهق بنفسه دون ربطها بالنقود وامتلاك الأشياء؟



يرى الدكتور كار إى بيكارد في كتابه "الأسلوب الأمثل لتنمية احترام الذات لدى طفلك" أن التحدي أمام الوالدين هو أن يساعدا الطفل في تطوير صورة ذاتية إيجابية تكون غير معتمدة أساسًا على امتلاك الأشياء التي يمكن أن تشترى بالمال، ولكي يفعل ذلك لا بد من توضيح الصورة الحقيقية للأشياء وحمايته من الفخ الإعلاني بتقديم وجهة نظر محايدة وحكيمة وإقناعه بها.
ويمكن توصيل بعض الأفكار بهذه الطريقة:

فكرة أن ما يقدم ليس هو الصورة الحقيقية: "عندما تشترى شيئًا ما فإن كل ما تناله هو المنتج وكل ما حوله هو صورة مفتعلة لتقنعك بشراء المنتج".

الأشياء لا تصنع الشخص.

مهما اشتريت لتتحسن فلن يحدث إذا لم تتحسن أنت "على أبعد الحدود يمكن أن يضيف الشراء شيئًا لما تملك ولكنه لا يحسن أبدًا من نفسك ووصفك الذي أنت فيه ".


ويمكن توصيل مثل هذه الحقائق:

إذا كانت كيفية تقييمك لنفسك تعتمد على كم تملك من النقود حينئذ فإنك لا تصنع قيمة كبيرة لك كإنسان.
إذا تطلب امتلاك شيء ما يريده الأشخاص الآخرون لتحصل على اهتمامهم، حينئذ يمكن ألا يكون ذلك الاهتمام ذا قيمة كبيرة.

إذا اختارك أو رفضك الأصدقاء بناءً على ما تملك حينئذ يمكن ألا تكون صداقاتهم ذات قيمة كبيرة جدًا.
ويشير د. بيكارد إلى أن كل إنسان لن يستطيع أن يصل لكل شيء بل سيظل محرومًا ماديًا من شيء ما فلن يجدي الجري وراء كل جديد ومحاولة الحصول على كل شيء لأنها ستظل حقائق ثلاث:

1 تتغير الأزياء والموضات بصورة سريعة جدًا ولا يستطيع أي طفل أن يجاريها.

2 هناك منتجات كثيرة جدًا ولا يستطيع أي طفل أن يقدر عليها جميعًا.

3. هناك شخص ما يعرفه الطفل دائمًا يملك شيئًا ما أكثر أو أجدد أو مختلف أو أفضل منه.

هذه الحقائق الثلاث توضح أنه لا بد من الخروج من دائرة المقارنات ودائرة "ما دمت أملك أقل من فلان فأنا لا أملك القدر الكافي".

وضع القيود


إن الآباء يريدون أن يكونوا مصدر دعم جيد لأطفالهم لذلك يحاولون أن يملك أبناؤهم ما يجعلهم سعداء، والبعض إذا لم يعط الطفل المال الكافي كما يعطى الآخرون يشعر بالذنب ويظن أنه ينقص من احترام الذات لدى الطفل،ويمكن الخروج من هذه الدائرة ب:

لا تعطِ طفلك بقدر ما يأخذ صديقه.

لا تلم نفسك لأنك تعطى طفلك أقل مما يرغب فيه.

لا تشتر لطفلك لتعوضه عن الوقت الذي تركته فيه أو عن الاهتمام الذي لم تمنحه إياه، أو لتخرجه من حزنه أو استيائه أو ملله.

لا تعطِ بإفراط وتظهر توقعات غير حقيقية للاسترداد وحينئذ تصبح غاضباً من الطفل لأنه لم يقدم ما يجب.