إقامة شبكة من العلاقات مع الاخرين


إدراكا للمطالب المفروضة على أي مدرب، فإن هناك بعض المور العملية التي يمكن أن تساعدك في الحفاظ على مستوى الأداء، وقد ناقشنا بعضها بالتفصيل في الفصل الأول، لكن هناك مصدر إلهام آخر؛ ألا وهو الناس. فكونك مدربًا قد يفرض عليك نوعًا من العزلة خاصة إذا كنت تدير شئونك بنفسك، وكذلك يكون عليك عادة مسئولية بيرة تتعلق بتنمية وتطوير الآخرين، خاصة إذا كنت تعمل في مؤسسة راقية الأداء.

وفي هذا القسم سنطلع على تكوين شبكة علاقات كمصدر للإلهام، وسوف نعود إلى هذه النقطة لاحقًا بنوع من التفصيل، فكل مدرب يعرف أهمية توليد الأفكار والمفاهيم والأنشطة التي تساعد الناس على التعلم. إن توليد الأفكار الخاصة بك أمر ممكن؛ ولكن تكوين شبكة مع الآخرين يمكن أن يكون مصدرًا للإلهام لا يقدر بثمن.

إن العديد من الشبكات غير الرسمية توجد في أنحاء البلاد، حيث تقوم مجموعات صغيرة من المدربين بالالتقاء من خلال مؤسسات مهنية رسمية، أو من خلال شبكات غير رسمية، ويتشاركون معًا في تحديد أفضل ممارسات التدريب. وبعض هذه الشبكات مرتبطة بقطاعات صناعية، وبعضها جماعات تطوعية، والأخرى قد تتجمع في مناسبات اجتماعية غير رسمية.

عندا يتقابل الناس للتشارك في الأفكار أو تحديث أفكارهم معًا بخصوص جوانب معنية في التدريب، فإن يتم الوصول إلى مستوى مرتفع من الأداء نتيجة لتشارك الناس في المفاهيم، والرؤى، وخطط التنمية، وأحيانًا تؤدي هذه الشبكات إلى تقدي استشارات ملخصة في المواقف المختلفة. وعلى المستوى الأكثر إبداعًا، فإن الناس يستخدمون اللقاءات لتوليد الأفكار أو تحديد مستقبل فرص العمل.

وأنت بحاجة إلى أشخاص – من داخل شبكة علاقاتك – مرتبطين بأسلوب تعلميك، إلى أشخاص يجادلون مفاهيمك بطريقة بناءة، وإلى مجرد اصدقاء جيدين يشعرك التحدث إليهم بالراحة، وهؤلاء الأشخاص يشكلون قيمة بيرة في مساعدتهم لك في العودة إلى عالم الواقع بعد دورة تدريبية مكثفة.

إن كل مدرب يحتاج أيضًا إلى شخص واحد على الأقل من المدربين ليثق فيه، وسوف يستجيب بشكل إيجابي تجاه تساؤلاتك في ساعة متأخرة من الليل من أجل تحقيق التفاعل بين الأفراد أو تمرين بناء فريق! وهذا يدفعنا، بالتالي، إلى توقع أن تقوم بنفس الدور عندما يحاجون إلينا!

وعندما تصبح أكثر خبرة، فربما تجد نفسك بحاجة إلى استشارة خاصة موثوق بها من شخص ملهم لك، لكي يشجعك على تجاوز حدودك التعليمية – ربما يكون شخصًا دربك في الماضي أو شخص مشهور كانت كتاباته أو شرائطه المسموعة والمرئية مصدرًا لقوتك الداخلية. وأيًا ما كان شكل العلاقة، فإن هؤلاء الأشخاص يقدمون الإلهام الإبداعي المستمر لتمكين المتدرب من تطوير الآخرين.

وكما ناقشنا في البداية، فإن من الضروري للمدربين أن يعيدوا شحن بطارياتهم، وهو أمر مطلوب بشكل خاص إذا كنت تعمل بطريقة سلسة للغاية أو استشارية – فسوف تستفيد أنت والمشاركون من كشف هذا الجانب.

أخيرُا، تذكر أنه بإمكان أيضًا أن تلهم الناس، أحيانًا نستغرق بشكل تام في العمل اليومي التدريبي لدرجة أننا ننسى كلم تلقينا من خبرات – أحيانًا في وقت قصير نسبيًا. لذا عليك أن تظل راغبًا في قضاء الوقت في التحدث إلى المدربين الجدد، وأن تشاركهم خبراتك التي حققتها بالفعل، سواء المضحكة منها أو الأكثر تطورًا.

اعرض مساعدتك على الآخرين من خلال تزويده بمردودك وآرائك ومشاركتهم في تجميع الأفكار، أو مساعدتهم في حل المشكلات، وبهذه الطريقة تعطي بقدر ما تأخذ من شبكة علاقاتك.