موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
إدارة الذات (5)
1- الاعتقاد فى الاخر
سلوكك تجاه الآخر ينبع من الصورة التي رسمتها له فى ذهنك – فإن إعتقدت أنه غبى لا يفهم أو ضعيف الشخصية أو به أى صفة من الصفات السلبية فمن المؤكد أنك سوف تسلك معه سلوكا يتوأم مع إعتقادك فيه – فإذا حاولت أن ترسم له فى ذهنك صورة أخرى ايجابية فسوف يتغير سلوكك فى التعامل معه يذكر كوفى (1996م): " فى صبيحة أحد الأيام فى نفق بنيويورك, كان الناس يجلسون بهدوء, بعضهم يقرأ صحيفة, وبعضهم سارح بأفكاره, والبعض الآخر يستريح, مغمض العينين, كان منظراً هادئاً ومسالماً, ثم فجأة, دخل رجل مع أولاده النفق, وكان الاولاد على درجة من الفوضى والمشاكسة, بحيث تغير الجو كله على الفور, جلس الرجل وأغلق عينيه متجاهلاً كل ما يحدث, وكان الأطفال يركضون جيئةً وذهاباً ويقذفون الاشياء, ويختطفون حتى الصحف من أيدى الناس, وكان الأمر فى غاية الإزعاج. كان من الصعب ألا يشعر المرء بالتوتر, ولم يصدق أن يكون هذا الشخص عديم الإحساس بحيث يترك أولاده يتصرفون على هواهم دون أن يفعل شيئاً, أو يتحمل أية مسؤولية, وكان من السهل أن ترى التوتر وقد سيطر على كل شخص فى النفق....وفى النهاية التفت إليه بعد صبر وكبت غير عادى:....."سيدى إن أولادك يزعجون العديد من الناس فعلاً, وأتساءل إن كان بإمكانك ضبطهم قليلاً؟" فتح الرجل حدقتيه كأنه يعى الموقف لأول مرة, وقال بنعومة:"آه, أنت على حق, أعتقد أن علىّ أن أفعل شيئاً, لقد عدنا لتونا من المستشفى حيث توفيت أمهم قبل حوالى ساعة, ولا أعرف ما أفعل, وأعتقد أنهم لا يعرفون كيف يتقبلون الأمر أيضا". ويضيف كوفى ..."ولم أعد أفكر فى السيطرة على موقفى أو تصرفى وامتلأ قلبى بألم الرجل, وتدفقت مشاعر التعاطف والإشفاق. توفيت زوجتك للتو؟ أنا آسف, هل تستطيع أن تخبرنى عما حدث؟ ماذا أستطيع أن أفعل لمساعدتك؟ كل شئ تغير فى لحظة"
ويشير العلامة القرضاوى (1988) "إن أولى دلائل التطرف هى التعصب للرأى تعصباً لا يعترف معه للآخرين بوجود, وجمود الشخص على فهمه جموداً لا يسمح له برؤية واضحة لمصالح الخلق ولا مقاصد الشرع ولا ظروف العصر ولا يفتح نافذة للحوار مع الآخرين, وموازنة ما عنده بما عندهم "
عموماً عندما ننظر للخير فى الآخرين ينظر الآخرين للخير فينا فأياك وسوء الظن وأحسن الظن بالناس وأضبط سلوكك
وقفة تأمل
تذكّر أن من أخطر الاعتقادات فى الآخر إعتقادك أنه يستطيع أن يضر أو ينفع أو يعطى أو يمنع وقد يتعدى الأمر إلى الاعتقاد فيه بأنه يخفض أو يرفع إذا ساورك هذا الاعتقاد تجاه كائن من كان فسوف تتعامل معه معاملة العبد للسيد ومثل هذا الاعتقاد لايكون الا لله وتذكر قول النبى صلى الله عليه وسلم (اطلبوا الحوائج بعزِة الأنفس، فإن الأمور تجري بالمقادير وأن روح القدس نفث في روعي لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله، وأجملوا في الطلب)
لقلع ضرس، وضرب حبس ونزع نفـس، ورد أمـس
وقـر بـرد ، وقـود فـرد ودبغ جـلـد بغيـر شمس
وأكل ضـب ، وصيـد دب وصرف حب بأرض خرس
ونفـخ نار، وحمـل عـار وبيـع دار بـربع فلـس
وبـيع خف ، وعـدم ألف وضـرب ألف بحبل قلـس
أهون مـن وقفـة الحــر يرجو نـوالا بباب نحـس
ومن أقوال الأجداد – رحمهم الله -:
والله، والله، مرتين.... لحفر بئر بإبرتين
وكنس أرض الحجاز جمعا..... بريشتين
وغسل عبدين أسودين... حتى يصيرا أبيضين
ولا وقوفي على لئيم... يضيع فيه حياء عين
عندما تحيا بحديث رسول الله ينصلح إعتقادك وينضبط سلوكك
2- الاعتقاد فى الغاية من الوجود
تخيل حال من لا يعرف لوجوده غاية أو هدف فى حين أن حذاءه صنع لغاية وهى حماية القدم من الشرد والبرد ومن الصدمات والعثرات (هناك الآن إستخدمات آخرى على مستوى عالى) عندها يكون حذاءه افضل منه .وتتسم سلوكيات صاحب هذا الإعتقاد بالدونية والانحطاط ولكى تظل بعيدا عن هذا المنزلق فعليك بترديد الغاية من وجودى " خلقت لكى أعبُد وأُعبّد وأُعمّر" نعم خلقت لكى أعبُد من خلقنى حيث هو الذى أرشدنى )وَمَاخَلَقْتُالْجِنَّوَا ْإِنسَإِلَّالِيَعْبُدُون ) (56سورة الذاريات) وخلقت أيضا كى أُعبّد خلق الله فى الله لأن هذا كمال غاية خلقى وبه أسلك سبيل المفلحين } قُلْهَـذِهِ سَبِيلِيأَدْعُوإِلَىاللّه ِعَلَىبَصِيرَةٍأَنَاْوَمَ نِاتَّبَعَنِيوَسُبْحَانَ اللّهِوَمَاأَنَاْمِنَالْم ُشْرِكِينَ (108 سورة يوسف) وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (( يا معاذ لأن يهدى الله على يديك رجلاً من أهل الشرك خير لك من أن يكون لك حمر النعم )) رواه أحمد ..
كما أنى خلقت لكى أُعمّر كون الله حتى أشعر بقيمتى فى الوجود فرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إذا قامت القيامة وفى يد أحدكم فسيله فإن أستطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليغرسها".
وإذا بحثتَ عن التقي وجدتَهُ *** رجلاً يُصدِّق قولَهُ بفعالِ
وإذا اتقى اللّه امرؤٌ وأطاعه *** فيداه بين مكارمٍ ومعالِ
وعلى التقي إذا ترسَّخ في التقى *** تاجان: تاجُ سكينةٍ وجلالِ
وإذا تناسبتِ الرجالُ فما أرى *** نسبًا يكون كصالحِ الأعمالِ
عندما تتعمق فى وجدانياتك تلك المعتقدات تستطيع أن تدير ذاتك الإدارة الصحيحة
المفضلات