عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
كيف تحسن صحتك العقلية؟2
وكلما نكتشف أننا ارتكبنا خطأ فادحا في حكمنا على الأمور فسنبدأ في الشك في كل حكم سبق أن حكمنا به. ثم نشعر بالوهن، نشعر بأننا ننهار ونتحطم ونتلاشى. إذا قيمنا وتقبلنا أنفسنا فسنجد الثقة في أنفسنا وحتى لو كنا خائفين فسنقول لأنفسنا إن هذا شعور سيزول وأننا سنواجه التحدي وسنواجه كل ما سيأتي. وإذا لم نقيم أنفسنا ونشعر نحوها إيجابيا فبهذه الطريقة سنشعر أننا على وشك أن نتحطم كأشخاص. وسنشعر أننا نستأصل ونختفي كقطرة تسقط في المحيط. وسنكون عندها مرعوبين تماما.
كلما خفنا أننا سنتدمر فسنحاول أن نجد دفاعا ما لنبقى متماسكين. وكلما كان شعورنا نحو أنفسنا أقل تفاؤلا كلما كان الدفاع الذي نلجأ إليه أشد يأسا. هذه الدفاعات قد تشمل:
إيذاء أجسادنا بالجرح أو بالتجويع
لوم أنفسنا على الكارثة، فنصبح مكتئبين
نربط سبب خوفنا بالعالم حولنا فنمتنع من التجول خوفا.
المسارعة إلى العالم حولنا لنشغل أنفسنا أكثر وأكثر
محاولة جعل كل شيء آمنا عن طريق التنظيف والتأكد من كل شيء على نحو موسوس.
التراجع إلى عالمنا الداخلي الخاص وترك محاولة فهم العالم من حولنا بالطريقة التي يتبعها الآخرون.
نحن لا نختار دفاعا معينا عن وعي، بل في عجلة وبغير وعي نسارع إلى اللجوء إلى الدفاع الموجود أمامنا تبعا للطريقة التي ننظر بها إلى أنفسنا وإلى عالمنا. على سبيل المثال، إذا كنت متمرسا في إلقاء اللوم على نفسك في كل أمر يحدث على غير ما يرام فسوف تلوم نفسك على الكارثة التي تنزل بك.
هل حتما سأصاب بالاضطراب العقلي؟
الاضطراب العقلي ليس أمر حتميا، لكننا إذا لم نقيم ونقبل أنفسنا فسوف نضمن لأنفسنا أننا سنعاني من الاضطراب العقلي عندما تكون الحياة صعبة. إذا شعرنا نحو أنفسنا شعورا إيجابيا فإننا عندما نعاني من الخسارة فسنشعر بالحزن وليس بالاكتئاب. لذا عندما يعاملنا أحد ما معاملة سيئة فسيلم بنا الشعور بالغضب، وليس الشعور بالذنب نتيجة لشعورنا بالغضب. وعندما يهددنا شخص أو شيء ما فنشعر بالخوف ولكننا لن نفقد صوابنا، لأننا نعتني بأنفسنا ونحاول تأمينها.
ما يجعلنا نعاني من الاضطراب العقلي ليس الخسارة، أو الفقر، أو المرض أو معاملة الناس لنا معاملة سيئة.
كثير من الناس يتسببون في هزيمة أنفسهم بتفسير ما وقع لهم على نحو يجعل من الاضطراب العقلي أمرا واقعا لا محالة. إذا نظرنا إلى أنفسنا على أننا سيئون وغير مقبولين وظننا أننا نعيش في “عالم عادل” حيث يكافؤ على الخير ويعاقب على الشر، فنحن عندما نعاني من كارثة فإنها تكون عقابا على ما فعلناه من شر.
إذا نظرنا إلى أنفسنا على أننا غير مهمين وغير ذوي قيمة فحينئذ عندما تأتي الفرصة لنكون سعداء فإننا نقول لأنفسنا: “إنني لست مهيئا للسعادة.” إذا خفنا من الآخرين، فعندما نُعامل معاملة سيئة نشعر بإننا لا نمتلك الحق في المدافعة عن أنفسنا. إذا كانت حاجتنا إلى معاشرة الناس ملحة لكننا نرى أنفسنا غير جذابين وغير محبوبين فإننا ندفن غضبنا، وندع الآخرين يسيئون معاملتنا لأننا لا نجرأ على إظهار سخطنا خشية أن يرفضنا الناس. إذا ظننا أنه أمر محتم أن الآخرين سيخذلوننا وأن كل شيء سيصير إلى سوء فلن نعمل أي شيء لتحسين حياتنا، ولذا سنعاني.
يميل بعض الناس إلى اتهام جيناتهم أو أبراجهم بالتسبب في تعاستهم لأنه حينئذ سيبدو الأمر وكأنهم غير مسئولين عما حصل لهم. كثير من الأطباء يميلون إلى اتهام جين غير مكتشف أو تغير بيوكيميائي بالتسبب في تعاسة مرضاهم. هذا لأن أمثال هؤلاء من الأطباء يشعرون براحة عند تفسير الأحداث تفسير طبيا أكبر منها عند إعطاء تفسيرات نفسية.
غير أنه على الرغم من كثرة ما أنفق من الوقت والمال والجهد التي صرفت في البحث عن التغيرات الجينية أو البيوكيميائية التي تتسبب في الاختلال العقلي فإن شيئا منها لم يكتشف.
المستويات “السيروتينية”
التغيرات في المستويات السيروتينية (التغيرات الكيميائية في الدماغ التي تقود إلى تغير المزاج) قد وجدت عند من يعانون من الاضطراب العقلي، لكن السبب يسبق ما يتسبب فيه، ولم يعثر على أي تغير بيوكيميائي يسبق وقوع الاضطراب العقلي. إنه من غير الصحيح القول بأن الاضطراب العقلي يحدث بسبب اختلال التوازن الكيميائي في الدماغ. إذا كان هناك عقار يجعل شخصا ما يشعر شعورا أفضل، فهذا لا يعني أن الاضطراب العقلي عند هذا الشخص ناجم عن عدم تعاطيه هذا العقار. حقيقة أن الأسبرين يعالج الصداع لا تعني أن الصداع حدث بسبب عدم تعاطي الأسبرين.
الجينات
كثيرا ما يدعى أن البحث العلمي يدل على أن الاضطراب العقلي صفة وراثية. غير أن تحليل هذا البحث العلمي يعيد هذه القضية إلى ميدان البحث مرة أخرى. لا شك أننا نأخذ الكثير من آبائنا لكن أكثر ذلك يأتي عن الطريق التعلم. قد نتعلم من عائلتنا طرقا في التفكير تؤدي إلى الاضطراب العقلي. إذا كانت الأم خائفة ومتشائمة دائما فإن طفلها يتوقع منه أن ينشأ وهو يعتقد أن العالم مكان مريع، وبالتالي سيصبح الطفل خائفا ومتشائما.
أنا أشعر بأنني ضعيف عقليا، فما الذي يمكن عمله؟
المفضلات