أسباب الذهان:

1.الاستعداد الوراثي المُهَيّأ إذا توافرت العوامل البيئية المسببة للذهان .

2. العوامل العصبية والأمراض مثل التهاب وجروح وأورام المخ، والجهاز العصبي المركزي والزهري والتسمم وأمراض الأوعية الدموية والدماغ كالنزيف وتصلب الشرايين.

3. الصراعات النفسية والإحباطات والتوترات النفسية الشديدة ، وانهيار وسائل الدفاع النفسي أمام هذه الصراعات والاحباطات .

4. الصدمات النفسية المبكرة والمشاكل الانفعالية في الطفولة.

5. الاضطرابات الاجتماعية وانعدام الأمن وأساليب التنشئة الخاطئة في الأسرة مثل الرفض والتسلط والحماية الزائدة.

علاج الذهان :

الذهان مرض خطير، ولا يمكن معالجته إلا داخل مستشفى الامراض النفسية والعصبية. وفي الحالات المبكرة فإن الامل بالتحسن كبير ، الا أن النكسات محتملة، وفي حال تأخر العلاج فالتدهور والنكسات هي النيجة، إذ أن الذهان
يتلف المخ، وتعتبر الذهانات الفصامية والهذائية أكثر أنواع الذهانات النفسية مقاومة للعلاج .
وساتحدث ان شاء الرحمن في مشاركتي التالية عن أشهر انواع الذهان
1.الذهان الإكتئابي Depressive Psychosis
هو اضطراب انفعالي حاد يتسم المريض به بسوداوية المزاج، ويرى حياته سلسلة متواصلة من الفشل ويشعر باليأس. يعتزل الناس ويهيم في منزله قلقاً لا يستقر على حال ويسير متهالكاً منحنياً.ويظن ان الناس يتآمرون عليه ليقتلوه او يتخلصوا منه، ويكتسي وجهه بقناع جامد من الحزن محملقاً في اللاشيء لساعات ولا يحادث أحداً، وقد يحدث العكس فيصرخ ويهيج. وتنقطع شهيته للطعام ويعزف عنه تماماً ويتناقص وزنه سريعاً. وربما يهمل نفسه ومظهره فلا يهتم بنظافته وتسريح شعره وحلاقة ذقنه،ينام اول الليل ثم يصحو مؤرقاً يفكر في الانتحار وقد يحاوله فعلاً وينجح في ذلك.
وتتسم طفولة الشخص المصاب بذهان اكتئابي بعلاقات تفاعلية صادمة، بمعنى أنه يكون قد تعرض لمواقف جعلته يشعر وكأنه منبوذ عاطفياً وغير مرغوب فيه، ويقابل من المحيطين به بالصدود. وتستمر معه هذه الافكار وتنمو معه الى أن يتخطى فترة المراهقة فتهتز صورته عن نفسه ويتولد لديه شعور بأنه عديم القيمة، وتعمل الصدمات العاطفية في الكبر على ترسيخ هذا الشعور. وكل فشل يواجهه هو بمثابة دليل بالنسبة له على انه إنسان فاشل عديم القيمة.
ولايتم علاج المريض بالذهان الاكتئابي إلا بإدخاله المستشفى، لمنعه من محاولات الإنتحار وإعطائه أدوية مضادة للإكتئاب وأحياناً جلسات كهربائية، أو يتم علاجه بالصدمة الكهربائية التشنجية. بالإضافة إلى العلاج النفسي لاحقاً مع إرشاد الأهل والمحيطين به عندما يحين موعد خروجه من المستشفى في كيفية التعامل معه وتهيئة الجو الاسري والنفسي المناسبين له.

2.الذهان الإنتكاسي:Involutional Psychosis

وهو ما يسمى ايضاً بذهان سن اليأس، أي أنه يحصل في سن معينة وهي الفترة التي تقل فيها الحيوية والقدرات الفكرية والجنسية لدى الشخص. وهي عند النساء بين الأربعين والخامسة والخمسين، وعند الرجال بين الخمسين والخامسة والستين، ولكن نسبة الاصابة به عند النساء اعلى قليلاً منه لدى الرجال.
أعراض الذهان الانتكاسي الأولي:
عدم الاستقرار والأرق والقلق الزائد والبكاء في نوبات، فإذا زادت الاعراض فإن المريض يكتئب ويظهر عليه الخوف والترقب، وقد يتهم نفسه بأخطاء ارتكبها ويلوم نفسه على أشياء حدثت له في الماضي، وقد يصاب من جراء ذلك بيأس شديد ويكاد يمزق شفتيه باسنانه او يقطع شعر راسه. وقد يهدد بالإنتحار او يحاوله. ويظن أن مرضاً عضالا يفتك به تكفيراً عما ارتكب .
وغالباً ما يكون لشخصية المريض بالذهان الإنتكاسي قبل أن يصاب به طابع قهري، فهو عادة من النوع الجامد محدود العلاقات والاهتمامات الاجتماعية شديد التدقيق والالتزام بالاصول والشكليات . وتعرف المرأة بشدة غيرتها وكثرة شكوكها وهي غالبا باردة جنسياً .
قد تطول فترة العلاج ولكن الأمل دائماً موجود وبنسبة مرتفعة.
3.ذهان الشيخوخة Senile Psychosis

هو عبارة عن تدهور نفسي خطير تبدأ أعراضه مع سن الستين أو نحوها . يتميز بوضوح بتدهور في وظائف المخ وشطط في تصرفات المريض، كعدم الثقة في نفسه أو في المحيطين به، واختلال ميزان الحكم على الظروف وعدم القدرة على وزن الامور بشكل سوي، وتدهور قوة الذاكرة أحياناً وضعفها وقلة الاحتفاظ بالذكريات وأحداث الماضي ، وعدم القدرة على التكيف بدقة مع الظروف التي تحيط به، وعدم تناسب سلوكه مع رد الفعل الواجب لهذه الظروف. ومن الجائز أن تهتز عواطف المريض وتتغير شخصيته المعروفة قبلا إلى شخصية أخرى مختلفة تماماً عن شخصيته الاولى . وقد يظهر ذلك أحياناً في صورة فظيعة تستحق الرثاء والعطف. وقد لا تظهر كل هذه الاعراض بدرجة واحدة في وقت واحد .
وبرغم ان هذا النوع من العته يمكن ان يحدث في حالات مَرَضية، وأن الصورة المَرَضية للأعراض يمكن أن تختلف من حالة لأخرى معتمدة في هذا على نوع شخصية المريض السابقة وسِنه وأسباب اخرى مثل مكان المرض ومعدل سرعة تغير حالة المريض عند حدوث العته،ورغم كل ذلك فإنه يلاحظ أن التغير الأساسي يكون واضحاً في تبلد احاسيس المريض، وان تدهور قواه العقلية يظهر بجلاء في عدم إمكانية وزن الامور بميزانها الصحيح وسوء تقديره للزمان والمكان ، ولا يمكنه التحقق من الأماكن التي يريد ارتيادها أو ارتادها في الماضي. والميل للإنطواء والإنزواء والبعد عن الآخرين، التعب والوهن الجسدي والنفسي، الوساوس والهواجس التي تنتابه، الخوف والهلع، الشعور بتأنيب الضمير، التفكير بالإنتحار، الى جانب اصابته باعراض عضوية مثل الإسهال أو الإمساك.
ويزداد استعداد المريض إلى الانفعال لأتفه الأسباب، ويتحول تدريجياً إلى شخص آخر مهمل في ملبسه ومظهره ونظافته، وربما يحاول أن يستعرض جسده وعضلاته ، ويمكن بشكل أو بآخر الاّ تنكشف هذه العلة إلا بعد فوات الاوان.كما يلازمه شعور بالإضطهاد ويتخيل ما لا وجود له مثل أن يكون مجرما والشرطة تطارده، أو أن من حوله يكرهونه ويدبرون له أمراً في الخفاء.
إن المصاب بمرض ذهان الشيخوخة نهايته الجنون إن لم يقتل نفسه، وإن كتب له الشفاء فسيصاب حتماً بالهوس.

الذهان الكحولي Alcholic Psychosis

قد يؤدي التعاطي المزمن للكحول إلى الاصابة بالاضطرابات الذهانية ومنها التسمم الباثولجي الذي يصاب منه المتعاطي بالتشوش الذهني وسوء التوجه والهلوسات والهذاءات والأضاليل الحسية والقلق والإكتئاب وقد يعنف سلوكه حتى ليقدم على الإنتحار أو يقتل ويسطو ويغتصب. وقد تستمر هذه الأعراض لدقائق أو تطول ليوم أو أكثر ويعقبها نوم طويل يصحو منه المريض فاقداً الذاكرة لما جرى خلال النوبة.
وقد يأخذ الذهان الكحولي شكل ما يسمى بالهلاس الحاد وأبرز أعراضه الهلوسات السمعية .