التواصل الأفضل ( 1 )
في كتابه " أنت تتواصل " يؤكد مؤلفه " بارو هنيمان " على أن الشخص الذي يستطيع أن يتعامل بطريقة مفتوحة مع الآخرين بحيث يقبلهم كما هم ، هو شخص يمتلك قدرات جذب وقبول الناس له ، وقد يضمن محبتهم أيضاً . وذكر هذا المؤلف أن تحقيق هذا القبول المتبادل بين شخص ما وآخرين من حوله يتم وفق المنطلقات التالية :

1. الدفء : أي أن يفكر الشخص تجاه الناس بالود والإنفتاح ولطف المشاعر ، وبحد أدنى من التقبل إذا ما بدرت من الآخر فظاظة معينة ، لأنك في النهاية أنت تتصرف بوحي لباقتك ولطفك .

2. الإقبال : يتصرف الناس غالباً بوحي شعورهم تجاه بعضهم البعض ، فإذا قلت شيئاً بكل محبة أو بصوت دافئ أو بارد أو جاف أو ماكر فقد يحس الآخر بهذا الشعور ، لأن المشاعر تُدْرَك قبل الكلمات ، وقد تصدق أكثر من الأقوال . ( ليس ضرورياً أن تقول لشخص أنني أحبك حتى يتأكد ! ربما التفاتة شاعرية تفي بالغرض .. ) .

3. الإهتمام : كل منا يفضل أن يهتم به الآخرون ، فلماذا لا نبدأ نحن أيضاً ، لو أبديت إهتماماً وعناية بشخص فإنه بالتأكيد سوف يلاحظ ذلك ولربما يستجيب ، يقال بأن هناك خواص كيميائية يتقارب الناس بموجبها دون أن يقولوا شيئاً وإنما بوحي تلك " النزعة الفطرية " الموجودة فينا ، وهذا ما يبرره الناس بقولهم : القلوب شواهد / القلوب عند بعضها .

4. الإخلاص : يستدل عليه بأكثر من مفهوم : استقامة / وفاء / إحترام / تقدير / أمانة ... ويمكن أن نستدل عليه بشيء أكثر أهمية ودقة وهو " حفظ الجميل " ، فكم معروفاً صنعت بإخلاص وإذا بالرد المتوقع عليه لم يكن جميلاً ، لا تيأس لا يضيع الجميل أينما زُرع . المهم أن يبقى الإخلاص من سمات تعاملك ولو أجحف بحقك الكثيرون . فإذا كان دفئك وإقبالك وإهتمامك وإخلاصك حاضراً غير ذي تكلف فإنه وبلا شك سوف يصل إلى مشاعر الآخرين ويمنحك بالتالي فرصة جيدة للتواصل بشكل أمثل .

من كتاب " الشخص المناسب "
د. مأمون طربيه