عضو جديد
- معدل تقييم المستوى
- 0
الافكار ام الاخلاق
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان التفكير يوصل الى الخالق عز وجل فاي انسان مهما كان معتقده عندما يفكر ويتأمل في خلق الكون والسموات والارض والجبال والشمس والقمر والبحار سوف يصل الى ان هذا الكون يسير بنظام وسنة لايحيد عنها ابدا ولكن عندما يتسال
من وضع هذا النظام ونظمه بهذه الدقة؟
لابد من منظم ومدبر ومبدع ؟
وبذلك سوف يصل الى الخالق جل وعلا .
لكن من هو هذا الخالق ماهو اسمه وماهي صفاته؟
هذه الاجابات يجيب عنها رسل وانبياء هذا الخالق بعد التفكير في هذه الاجابات والتحقق من رسالاتهم بالدلائل والمعجزات.
ان التفكير ضروري للامم فلاتستغن عنه وفي حالة ان تركت التفكير سوف تصبح امة منقادة تقودها امة مفكرة كماحصل معنا نحن المسلمون عندما تركنا التفكير منذ مايقارب ثمان قرون حتى وصلنا الى مرحلة الانحطاط قبل ثلاث قرون وبعدها بدأت الامم الاخرى تتدخل في تنظيم حياتنا وتقودنا الى اصبحنا منقادين انقياد فكري وانبثق عنه انقياد سياسي واقتصادي واجتماعي واصبح الغرب قبلة انظارنا ولندن وباريس ونيويورك هي جنة الفردوس على الارض وكعبة اهوائنا وتركنا الفكر والعقيدة التي تنظم لنا حياتنا وان بقى في عقولنا واذهاننا او في الكتب شي منها ولكنها غير مفعلة وغير مقننة وهي فلسفة في الكتب والاذهان.
اذا رجعنا الى حال العرب قبل الاسلام نجد ان اليمن كانت محتلة من الاحباش والعراق محتل من الفرس وان كانت هناك دولة المناذرة فقد كان ملك هذه الدولة يعين من قبل كسرى وخيردليل ماحصل للنعمان بن المنذر عندما اراد ان يفصل دولته عن الفرس وحصلت بعدها معركة ذي قار
اما الشام فكانت محتلة من الرومان وكذلك مصر واما جريزة العرب فقد كانت قبائل مبعثرة تتناحر فيما بينها بحروب داحس والغبراء وغيرها
هكذا كان حال العرب قبل الاسلام تتلاعب فيهم الدول العظمى فكان قول عملاق الاسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه حق فيهم (كنا اذلة فاعزنا الله بالاسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله)
لكن بعد انتشر الاسلام اسقط الدول العظمى وتصدر حلبة الصراع الدولي في غضون 25 سنة فقط
اصبحت الامة الاسلامية امة مفكرة وصلت الى مرحلة ان ابناء العوائل النبيلة في اوروبا يبعثون اولادهم الى جامعات قرطبة ويتفاخرون بان لديهم من تخرج من تلك الجامعات اما الزوراء بغداد فتلك القمة في زمانها .
ولكون ان الامة الاسلامية مفكرة انذاك فقد كانت قادرة على تشخيص مصالحها وكانت متمسكة بعقيدتها المفعلة والمقننة ولاتفرط بها ابدا
وكتحصيل حاصل للتفكير ظهر العلماء والادباء والحكماء والائمة الافذاذ
ولكن عندما ضعف التفكير في الامة وكانت بداية الضعف منذ القرن الرابع الهجري الى ان وصلت الى اوجها في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي عندما راى المسلمون السيارة المرسيدس قالوا انها تسير بقوة الشياطين وعندما رؤا المطابع حرموا طباعة القران فيها وحرموا قراءة المطبوع منها
لكن على العكس بدأ الغرب الذي كان في اوج ظلماته وجهله في النهضة وبسرعة وصل الى مرحلة اصبح محط انظار شباب المسلمين الذين انبهروا بتقدم ومدنية الغرب ولم تكن انذاك عقلية هؤلاء الشباب تميز بين العلم والثقافة او المدنية والحضارة فدعوا الى الانقياد الحضاري الكامل وراء الغرب وكذلك كانت عقلية العلماء المسلمين انذاك ومازالت دون مستوى الحدث فقد دعوا الى تحريم ومقاطعة كل شي من الغرب سواءا اكان ثقافة او مدنية .
الى ان وصلنا ماوصلنا اليه اليوم فنحن نعيش حياة غير اسلامية وان كنا مسلمين وبلادنا ليست ارض اسلام لانها لاتحكم بالقران وان امانها ليس من امان المسلمين وانما امانها باحلاف عسكرية مع دول غير مسلمة
كذلك الانظمة التي تحكمنا هي انظمة غريبة عن الاسلام وان كانت بعض الدول تدعي انها تطبق الاسلام وانها تقيم حدود الله ولكن نظامها الاقتصادي
مرتبط بالدولار واقتصادها مرتبط بمنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي وشكل الحكم ودستورها غريب عن الاسلام
ونحن نقلد الغرب في كل شي حتى اذا دخل احدهم جحر الضب لدخلناه اقتداءا به
عندما نمر بالسيارة من امام السفارة الامريكية او البريطانية او الفرنسية نبتهج ونتمنى لو كنا احد رعايا هذه الدولة
بل نتمنى لو يطل فراش تلك السفارة علينا حينها نشعر بالفخر
اي ذل هذا الذي وصلنا اليه ؟
اما ننتبه ؟
يعجبني ماحصل للنموذج الامريكي في العراق
فلقد كسر هذا النموذج
فالمارينز كان في بلد يذهب اليه يقدسه اهل ذلك البلد ولكن في العراق لطخت سمعته بالطين وانكسرت
والالة العسكرية ذلت في شوارع مدن العراق
اما الرئيس الامريكي فقد احتفي به في العراق بطريقة خاصة فبدل من تنهال عليه الزهور كما حصل في بقية البلدان الاسلامية للاسف انهالت عليه الاحذية واصبح يدير براسه يمينا وشمالا ليتفادى الاحذية.
وفي الختام اقول
ياكل مسلم ومسلمة علينا ان نعود امة مفكرة
وتقبلوا فائق تقديري
المفضلات