بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حياة الانسان مسرحيَّة مرهونة بموته
قال لي:حوِّل خيالك الآن إلى الواقع وتامَّل معي بخيالك...الدنيا بآلامها وآمالها... الإنسان والطفولة... الإنسان والشباب... الإنسان والبطر...الإنسان والفقر... الدنيا وأوجاعها وما تحمله من فواجع ومفاجئات بوائق الدهر... الإنسان والهرم... والإنسان والألم ....والإنسان والمرض... والإنسان وما ينتطره من فجأة يقتلع الموت شجرة نفسه من تربة بدنه ثم الرحيل إلى الأبد...
فـَلِمَا الحزن؟؟؟ الحزن غابة لا يعيش فيها إلاَّ سوى الوحوش*والوحش الذي في داخلك هو شيطانك يجري في أنهار وبحور وجداول كونك؟؟؟
قلتُ فكيف الخلاص؟؟:
قال لي: حارب افكارك السلبية النارية وقل:
أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ*
وما يمنعك أن تسمع ما أوصيك به فاستعذ من النفس الترابية وقل:
[ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أَسْتَغِيثُ ، أَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ]
واشرب العلم بالأمور الإيجابية الرحمانية وقل:
رَبِّيَ اللَّهُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ *
ثم قال لي:
الدنيا كلها كذب ووهم...ألم تقرأ قوله تعالى:
[وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ]
حياة حيوانيَّة أبدية إحيائية*مملكة الجمال الخيالية حور مقصورات في الخيام أجمل من الأغنيات الأندلسية*موشحات لشاعرات يتغنين لأزواجهنَّ يقلنَ:
[نَحْنُ الْخَيْرَاتُ الْحِسَانُ , أَزْوَاجُ شَبَابٍ كِرَامٍ ، وَنَحْنُ الْخَالِدَاتُ فَلا نَمُوتُ ، وَنَحْنُ النَّاعِمَاتُ فَلا نَبْؤسُ ، وَنَحْنُ الرَّاضِيَاتُ فَلا نَسْخَطُ ، وَنَحْنُ الْمُقِيمَاتُ فَلا نَظْعَنُ]
فِي صَدْرِ إِحْدَاهُنَّ مَكْتُوبٌ :
أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ , انْتَهَتْ نَفْسِي عِنْدَكَ ، فَلا تَرَى عَيْنَايَ مِثْلَكَ]
ألبس الله وجوههنَّ النور، وأجسادهنَّ الحرير، بيض الألوان، خضر الثياب، صفراء الحلي، مجامرهنَّ الدر، وأمشاطهنَّ الذهب، يقلن: ألا نحن الخالدات فلا نموت أبدًا، ألا ونحن الناعمات فلا نبأس أبدًا، ألا ونحن المقيمات فلا نظعن أبدًا، ألا ونحن الراضيات فلا نسخط أبدًا، طوبى لمن كنا له وكان لنا*
روى الطبراني في معجمه الكبير عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله المرأة منا تتزوج زوجين والثلاثة والأربعة ثم تموت فتدخل الجنة ويدخلون معها، مَنْ يكون زوجها؟ قال:
[يا أم سلمة إنها تخير فتختار أحسنهم خلقًا، فتقول:
أي ربِّ إنَّ هذا كان أحسنهم معي خلقًا في دار الدنيا فزوجنيه. يا أم سلمة ذهب حسنُ الخلق بخير الدنيا والآخرة]
[اللَّهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقِي فَحَسِّنْ خُلُقِي]
فانطلق بخيالك الجماليات واستخدم قوة التفكير وارسم صورة خير الدنيا والآخرة وحبيبتك في خيالك وهي تقول لك:
[أَنْتَ حِبِّي وَأَنَا حِبُّكَ , انْتَهَتْ نَفْسِي عِنْدَكَ ، فَلا تَرَى عَيْنَايَ مِثْلَكَ]