آباء يورثون ابناءهم السمنة




أصبح أمر توريث السمنة واقعياً بنسبة 80% اذ أكدت دراسات منظمة الصحة العالمية ان الاحتمالية في سمنة الابناء تصل الى 80% اذا كان الآباء سمينين. ويعاني 22 مليون طفل في العالم من الإصابة بالسمنة، فيما تبلغ نسبة اصابة المراهقين عالمياً 14%.
وقال باحثون ان هناك صلة قوية في ''التوريث السلوكي'' للسمنة بين الامهات والبنات، وبين الآباء والابناء، لكنها لا دلائل على وجود نفس الصلة عبر الجنسين، اي من الام الى الابن او من الاب الى البنت.
وبينت دراسة اجراها فريق بحث من كلية بليموث الطبية على 226 اسرة بريطانية ان الامهات المصابات بالسمنة يورثن المرض ''سلوكيا'' لبناتهن بنحو عشرة اضعاف المعدلات العادية.
اما النسبة بين الاباء والابناء فتبلغ ستة اضاعف النسبة العادية.
ويعتقد الباحثون الذي اعدوا هذه الدراسة ان الصلة ليست ''وراثية جينية''، بل هي ''وراثية سلوكية''.
وقالوا ان نتائج الدراسة تظهر ان هناك حاجة الى اعادة النظر في السياسة المتبعة بالنسبة لمواجهة مرض السمنة.
وقال الباحثون انه من غير المحتمل ان تكون الجينات (المورثات) قد لعبت دورا في نتائج دراستهم تلك، اذ انه من غير الاعتيادي ان يكون للجنيات دور في التأثير على الاطفال عبر الجنسين.
ويشيرون الى ان الارجح هو ان يكون هناك شكل من اشكال ''التعاطف السلوكي''، حيث تقلد البنات سلوك الامهات، ويقلد الابناء سلوك آبائهم.
ويرى الباحثون انه لهذا السبب يجب ان تعيد الحكومة البريطانية النظر في سياستها المتعلقة بمكافحة السمنة.
يذكر ان معظم الجهود التي تبذل في بريطانيا تتركز على الاطفال السمان، على اعتبار انهم سيكبرون ليصبحوا بالغين سمان.
الا ان الباحثين يرون ان هذا الافتراض يتجاهل حقيقة ان ثمانية من اصل عشرة من البالغين السمان لم يكونوا بدينين بافراط عندما كانوا صغارا.
بل يقولون، في بحثهم الذي نشرت مقتطفات منه في المجلة الدولية للسمنة، ان هناك ما يدعوهم للاعتقاد ان العكس هو الصحيح، وان السمنة عند الكبار التي تؤدي الى السمنة عند الصغار.
ويقول رئيس البحث البروفيسور تيري ويلكين: ''انه عكس ما كنا نعتقد، وهذا سيكون له وقع جذري على السياسة المتبعة في هذا الشأن''.
ومن بريطانيا الى استراليا حيث يقول العالم الاسترالي بيتر كليفتون الذى ساهم فى تأليف كتاب ''سيسيرو: الوجبة الصحية المتكاملة'' وهو من الكتب التى حققت أفضل المبيعات فى أستراليا إن الاباء هم الذين يتحملون المسئولية عن سمنة الابناء وليس المطاعم.
ويبين إن إغلاق مطاعم الوجبات السريعة والبيتزا لن يؤثر مطلقا فى الحد من مشكلة سمنة الاطفال .التي تضاعفت بمقدار ثلاثة أضعاف خلال عشر سنوات فقط فى أستراليا وكما يوضح ''فالمشكلة أكبر من الوجبات السريعة والمطاعم''.
ويذكر أن المحال التجارية تعج بأنواع رقائق البطاطس والبسكويت وغيره من الاطعمة التى ترتفع فيها نسبة الدهون لان هذه هى الاغذية التى يضعها الاباء فى صناديق الغداء الخاصة بأبنائهم مضيفا أن زيادة الطلب هى التى تؤدى إلى زيادة المعروض.
ويبريء كليفتون ساحة مقاصف المدارس من تهمة التسبب فى السمنة مشيرا إلى أن الاطفال لا يشترون منها سوى 14 بالمئة فقط من الاطعمة التى يتناولونها بالمدرسة. أما الباقى فيأتون به من منازلهم فى صناديق الغداء التى يعدها لهم آباؤهم.
جريدة الرأي الاردنية
ابواب 15-7-2009