استخدام الهدايا لتخطى الحواجز


إن التخطيط لتقديم هدية لنفسك يساعد على هدم الحواجز التي تعترض طريق إتمام العمل الذي بيدك، فسيكون من الأسهل أن نركز على إحدى المهام الصعبة إذا وعدنا أنفسنا براحة لتناول الشاي خلال ساعتين، والهدايا يجب أن تستعمل كمكافآت وليس كعقوبات، فنحن لا نقول إنه ما لم نقض مقداراً معيناً من الوقت في أداء المهمة الكريهة، فإننا لن نستطيع الحصول على الهدية، والمشكلة في عقد اتفاقات من هذه النوعية مع أنفسنا هي أنها تُنقض بسهولة؛ إذ إننا نسمح لأنفسنا بتناول الهدية حتى إذا لم نقم بالعمل الذي اتفقنا مع أنفسنا على أدائه، لذلك فإن الهدية ليست مكافأة؛ بل إنها تساعدنا على النظر من فوق الحاجز إلى المتعة التي تتواجد خلفه، والهدايا التي يخطط لها على هذا النحو تكون أكثر إمتاعاً لأنها تأتي بعد أداء المهمة الكريهة أو المملة أو الشاقة تماماً مثلما يبدو مذاق العصير الطازج أحلى بعد أداء تمرينات رياضية مرهقة.


خلق الظروف الملائمة للتغيير: الجزرة وليس العصا


إن التغيير- بأية حال من الأحوال - ليس بهذه الصعوبة التي يبدو عليها في كثير من الأحيان؛ وما يقف كعقبة في طريق التغيير هو أسلوب " الدوبثويز هول " وهو الاعتقاد الخاطئ الراسخ بقوة بأن أفضل الطرق لإحداث أي تغيير هي العقوبة، لقد كانت " الدوبثويز هول " هي تلك المدرسة التي تملكها عائلة " سكويرز " والتي عمل بها الشاب " نيكولاس نيكلبي " مدرساً للمرة الأولى في رواية " تشارلز ديكينز " التي نقتبس منها:
‏قال السيد " سكويرز " وهو يشمر ساعديه ويرطب راحة يده اليمنى لكي يحكم قبضته على الخيزرانة: " أنت طفل شقي غير قابل للإصلاح، وبما أن التهذيب الأخير لم ينفعك بشيء، فيجب أن نرى ما إذا كان تهذيب آخر سوف يقنعك بالتخلي عن تلك التصرفات ".


وعلى الرغم من أننا لم نعد نحلم بأن تنصرف مثل " سكويرز " مع أطفالنا ، فإننا مازلنا نستطيع أن تنصرف مثل " سكويرز " مع أنفسنا. أنصت إلى صوتك الداخلي عندما تحاول أن تتغير أو تجرب تعلم شيء جديد، هل تسمع نفسك تقول أشياء مثل: " هذا تصرف أحمق "؛ " لا تكن غبياً "؛ " يجب أن تكون أكثر حكمة الآن؛ " ألن تنحسن أبداً ؟"، من المثير أننا نجيد جلد أنفسنا - ربما لأننا نعلم جيداً أين يمكن توجيه الضربة التي تسبب أقصى الألم ويعتبر النقد الذاتي ولوم النفس أقوى أشكال العقاب وأكثرها إحباطاً، واللذان قد يقصد منهما تحفيز أنفسنا على اتخاذ تصرف ما ولكنهما - في معظم الوقت يصعبان من عمليتي التغيير والتعلم، ونتيجة لكل هذه التعليقات المحبطة والساخرة ينتهي بك الحال بالشعور بالاشمئزاز من نفسك والبؤس والاكتئاب وخيبة الأمل لتجاهلك مبدأ الرفق بالنفس الذي يسهل عليك التغيير.


قالت إحدى مرضاتنا: " ما كنت لأعامل دودة بالقسوة التي أعامل بها نفسى "، وقد كان هذا التبصر بداية تغيير مهم في موقفها، ولكن إدراكها لكونها تعاقب نفسها كان شيئاً، والقيام بعمل لتصحيح ذلك شيئاً آخر تماماً. فيبدو أن المعتقدات الثقافية - بما فيها المعتقدات الدينية - تجعل من مكافأة النفس أمراً سيئاً، وكأن فعل شيء من أجل نفسك أو ‏الاعتراف بخصالك الجيدة غرور أو تكبر، أو تدليل خطير للنفس، يبدو أننا مبرمجون نحط من قدر أنفسنا، لا يمكننا أن نضع سنوات البرمجة الخاطئة وراء ظهورنا في لحظة واحدة، ولكن عن طريق تطوير عادة مكافأة النفس نستطيع تدريجياً أن نستبدل بالاستجابة ‏التلقائية بتحقير الذات استجابة بديلة بتقدير أنفسنا.