لا تضَيع عمرك في جمع المال!! الحياة قصيرة!عش حياتك

يقول باحثون إن الناس ينفقون الكثير من أوقاتهم قلقين بشأن تحقيق أهداف مالية ومهنية قد لا تجلب لهم السعادة الحقيقية أبدا. ولكن بتخصيص مزيد من الوقت للصحة الشخصية والحياة العائلية، يستطيع الأشخاص تحقيق السعادة الدائمة.

يقول ريتشارد إيسترلين، عالم اقتصاد في جامعة كاليفورنيا، "إن الناس يتخذون القرارات بناء على الفكرة القائلة بأن زيادة الدخل، وسائل الراحة والبضائع باهظة التكاليف ستجعلهم أكثر سعادة ولكنهم لا يدركون أن التكيف الاجتماعي سيرفع طموحاتهم إلى المستوى نفسه لمكتسباتهم الحقيقية والذي لا يجعلهم يشعرون بمزيد من السعادة أكثر من ذي قبل.
ونتيجة لذلك، يقضي معظم الأشخاص فترات غير متكافئة من حياتهم وهم يعلمون من أجل المال ويضحون بحياتهم العائلية وصحتهم الشخصية، ولذا فإن إعادة تخصيص الوقت لصالح الحياة العائلية والصحة يمكن أن يزيد من سعادة الفرد".
والجدير ذكره حول السعادة أيضا والتي هي هدف كل إنسان في هذه الحياة بأن مفهوم السعادة يختلف بين شخص وآخر، وبالتالي فإن تعريفا دقيقا لمفهوم السعادة غير ممكن، ولكن أكثر التعاريف المقبولة من جهة نظر علم النفس هو تعريف العالم النفساني وليم جيمس William James والذي وصف السعادة بقوله:
"السعادة هي الدافع السري الذي يحرك الإنسان ويقوده بالحياة". وضمن هذا التعريف العام للسعادة نشأ تعريف محدد للسعادة يقول بأن السعادة هي "الشعور الداخلي بالرضا والقناعة عن الحياة وعن النفس".
وحيث أن مفهوم السعادة يختلف حسب شخصية الإنسان ومبادئه وأفكاره وقيمه الروحية والدنيوية فإن من الصعب جدا وضع مواصفات خاصة بالأناس السعداء في هذه الحياة. على أي حال، خبراء الصحة وعلم النفس السلوكي الاجتماعي وضعوا مواصفات أساسية تؤدي لسعادة الإنسان بشكل عام وهذه المواصفات كما يلي:

المواصفات المؤدية للسعادة:

- نظرة متفائلة للحياة

الأفراد الذين ينظرون بإيجابية إلى حقيقة كون كأس الماء ممتلئا إلى النصف أسعد في حياتهم من أولئك الذين ينظرون فقط إلى النصف الفارغ من الكأس. باختصار، الإنسان القنوع أسعد من الإنسان الطماع والذي يريد أكثر مما يحتاج. .

الطيبة والود وحب للآخرين

الطيبة ورقة القلب وصدق المشاعر للآخرين والإخلاص في المشاعر هي مفتاح السعادة في علاقة الفرد مع الآخرين لأنها مواصفات تجذب الناس للناس.
حب التجديد والخروج على الروتين اليومي
حسب دراسة ميدانية في جامعة جنوب كاليفورنيا، فإن الأفراد الذين يقومون بين الحين والآخر بالذهاب إلى أماكن جديدة أو يمارسون هوايات جديدة يتمتعون بدرجة أكبر من الرضا والقناعة والتفاؤل في هذه الحياة.

الاتزان الانفعالي أو العاطفي

حسب دراسات جامعة إلينوي الأميركية فإن الأفراد الذين يصلون إلى قمة السعادة في حالة الفرح هم أقل رضا وقناعة في الحياة، من الذين تكون ردة فعلهم لموقف الفرح أو الحزن متوسطة أو تنحرف كثيرا صعودا أو هبوطا عن الحالة المزاجية الطبيعية أو العادية.

الحرية والرغبة في عمل الأشياء التي يحبها الفرد

في دراسة بجامعة أريزونا الأميركية، تبين بأن الأفراد من الجنسين الذين يقضون أوقاتا أو زمنا أكثر في عمل الأشياء التي يستمتعون بأدائها، أكثر سعادة ورضا عن الحياة من الأفراد الذين قليلا ما يقومون بأدوار الأشياء أو الهوايات التي يحبونها ويستمتعون بممارستها.

القدرة المالية على مقابلة متطلبات الحياة

رغم أن الفقر يؤثر على نظرة الفرد للحياة بطريقة أو بأخرى، إلا أن القناعة كنز لا يفنى والمهم عدم الحاجة لسؤال الناس وبالتأكيد، فإن المال ليس مفتاح السعادة، فالأغنى ليس بالضرورة الأسعد والسعادة لا تشترى بالمال بل هي سلوك وممارسات ومبادئ وقيم.
وبإجماع خبراء الصحة الجسدية والنفسية، فإن الشعور بالسعادة هو مفتاح صحة الجسم والعقل.

إرشادات عامة للحصول على السعادة:

النصائح التالية يقدمها خبراء الصحة النفسية تؤدي للسعادة في الحياة.

- حاول قدر الإمكان أن تقضي معظم وقت فراغك مع الأناس الذين تحبهم وترتاح لهم وتفرح بوجودهم حولك.
- ابحث دائما واعمل جاهدا على أداء أشياء تستمع بأدائها.
- لا تفكر بالأشياء السلبية التي تجلب لك مشاعر الضيق والحزن وفكر دائما بالجوانب الإيجابية في حياتك وسبل تعزيزها.
- نظم وقتك بين العمل والاسترخاء والراحة والتوازن بين الاثنين معناه التوازن بين متطلبات الجسم والعقل.
- انتهز أي فرصة للخروج من روتين الحياة اليومي فالتنويع يعطي للحياة نكهة.
- اعتنِ بصحتك الجسدية من خلال النشاط الحركي والتغذية السليمة والعادات الصحية السليمة، وتذكر بأن راحة العقل هي في سلامة الجسد والعكس صحيح أيضا.
تذكر دائما بأن الحياة ليست سعادة على الدوام ولا حزنا على الدوام بل بين الاثنين، وبالتالي تقبل مشاكل الحياة وحاول التكيف معها وتذكر دائما بأن لكل عقدة حلا،

والمهم أن تنظر بتفاؤل للمستقبل ولا تلتفت للماضي بل عش يومك