تفهم احتياجات الرجال
الخرافة: الرجال ليست لديهم حاجات
من المعتقدات الشائعة لدينا، والتي منبعها ثقافتنا هو أن الرجال لا يجب أن يشعروا بالحاجة. ونحن ننظر للرجال على أن لهم حاجتين فقط – الحاجة إلى الحب والحاجة إلى الهيمنة. وهذا كل ما في الأمر. أعتقد أن هذا تعميم له ملايين الاستثناءات. فاسأل النساء من حولك وستجد أن أغلبهن لا يشعرن بالراحة إذا ما أدركن أن رجالهن يعانون من حاجة ما. إن ثقافتنا تمنح حق الشكوى من الحاجة للنساء أكثر مما تمنحه للرجال. وعملائي من الرجال غالباً ما يترددون قبل الاعتراف بأن لديهم الحاجة إلى الحب أو الابتهاج أو الرعاية ( فهذه أمور تبدو نسائية بالنسبة لهم ). والحقيقة أن للرجال أيضاً حاجات كما للنساء، فالحاجات لا تورث للإناث دون الذكور، كما لا يوجد منها حاجات سيئة واخرى حسنة. فالرجل الحقيقي هو الرجل الذي توجد لديه حاجة لا يخاف الاعتراف بها، بل يخطو نحو إشباعها. والحقيقة أنه كلما زادت جرأة المرء ومباشرته في إشباع حاجاته، زادت جاذبيته. " مارك" لديه حاجة إلى الحب والرعاية وهو يحب أن يكون مركز اهتمام الجميع. وقد مكنته وسامته من الدخول إلى عالم المسرح والتمثيل مما أشبع. حاجاته التي ذكرناها سلفاً عندما كان يتوفر العمل، لكنه حينما كان يتم رفضه في أكثر من امتحان من الامتحانات التي تجري لاختبار الممثلين، كان يعتبر ذلك أمراً مهيناً. وبالرغم من النجاحات الضئيلة التي حققها في بداية مشوار التمثيل إلا أنها لم تكن كافية لتحقيق دخل ثابت ولم تكن مهنة يمكنه الاعتماد عليها لتسيير حياته. وكان من نتيجة ذلك أن اعتزل التمثيل وبدأ بالرسم.


التعليقات الإيجابية المبدئية
ثم حدثت معه نفس القصة مرة أخرى، فبعد التعليقات الإيجابية المبدئية التي حصلت عليها أعماله لم يسلم من النقد الهدام وبالتالي وجد " مارك" نفسه غير قادر على الاستمرار في كسب عيشه من بيع اللوحات ووجد الأمر صعباً للغاية. وأخيراً وجد " مارك" ضالته في عالم الكمبيوتر والذي مكنه ليس فقط من الحصول على التقدير على مواهبه ولكن أيضاً من الحصول على دخل جيد. أما فيها يتعلق بعلاقاته الإنسانية، فقد كان " مارك" يجذب نساء أثرياء يكبرنه بكثير، وقد أحببنه لوسامته فأغدقوا عليه المال الوفير. استمتع " مارك" بالرعاية التي تلقاها منهن كما استمتع بقيادة سياراتهن الرياضية السريعة وحياتهن الرغدة. وبالرغم من أنهن أشبعن لديه الحاجة إلى الحب والتقدير والرعاية إلا أنه لم يستطع أن يطيق فكرة أنه لعبة بين أيديهن يستمتعن بها. بعدما وجد " مارك" في مجال الكمبيوتر وظيفة تعمليه دخلاً معقولاً لم يعد لديه الحاجة إلى المال الذي كان يحصل عليه من هؤلاء النسوة وأصبح قادراً على إنهاء علاقاته بهن. إن حاجاتنا يمكن أن تدخلنا قسرياً في علاقات إنسانية لا نرغبها حتى نشبع تلك الحاجات. فبعدما وجد " مارك" إشباعاً لحاجاته في مهنته الجديدة استطاع أن ينهي علاقاته السيئة ووجد الحب الذي طالما بحث عنه. والآن وبعد أن وجد " مارك" وظيفة مستترة ومنزلاً، فقد أقام علاقة مع فتاة يحبها لا لما تمتلكه ولكن لذاتها. لقد وجد أخيراً السعادة الحقيقية والحب