كثيراً ما نكتب ونقرأ ونتصفح ونستمع لمعلومات كثيرة تشلّ كثرتها العقل البشري وكذلك سرعة إنتقال المعلومة أصبحت في جزء من الثانية ونحن ننهل من هذا ونتلقى من ذاك ونزداد نهماً للمعلومات التي نحس أننا في حاجة إليها .

ولا ينكر أحد منا أن المعلومات نوعين ( ذات واقع ) ومعلومات ( وهمية تخيلية ) وهذه النوعية من المعلومة الأصل تركها وحتى لا نشلّ عقولنا بالغث والسمين ونملأ ذاكرتنا ( بالطالح بدل الصالح ) دعونا ندرس هذا الواقع حتى نستطيع أن نتبين الغث من السمين ( لأن العمر لا يسعفنا لتلقي أي معلومات دون إدراكها ) حتى نغربلها ونأخذ ما يفيدنا ونترك غيره وما أكثر ( المعلومات الوهمية التخيلية ) التي تملأ مواقعنا ومنتدياتنا ومكتباتنا وجميع وسائل الإعلام والمعلومات .

النوع الذي سوف نركز عليه هي المعلومات ( ذات الواقع ) أي حتى تكون المعلومات فكراً لابد أن يكون لها واقع محسوس وملموس أو محسوس غير ملموس فلا يخرج الواقع مما ذكرته بتاتاً البتة ولكل ما ذكرته واقعه وسوف نبينه في أوانه .

و حتى نستطيع أن ندرك واقع المعلومات فلابد أن نتلقي أي معلومة ( تلقياً فكرياً ) والتلقي الفكري معناه أن يتكون لديك ( صورة ذهنية تجاه المعلومة التي تتلقاها ) والفكر هو إما أن يكون لديك معلومة تبحث لها عن واقع أو واقع تبحث له عن معلومة لفهمه بمعنى ( إما ربط معلومة بواقعها أو ربط واقع بمعلومة تتعلق به ) وحتى يفهم الواقع المعني لابد لك من معلومات متعلقة وخاصة بهذا الواقع وعلى مستوى يمكنك من إدراك الواقع إدراكاً يرفع الجهالة .

والصورة الذهنية إما ان يكشف عن ( واقع حقيقي ) وإما أن يدل ( لشيء كناية إو إستعارة وذلك تبعاً للتشبيه المستعمل ) .

هنالك مواضيع تتكرر في المنتديات مثلاً ( تعرّف على شخصيتك من لونك المفضل ) فتجد كثيراً منا يصدق مثل هذا الميزان أو بالأحرى ( التقويم للشخصية تبعاً للون المفضل ) فنجدالتعليقات والمداخلات وتجد أناس يؤكدون صحة هذا ( التقويم للشخصية ) .
ومثال آخر أنواع التفكير ( تفكير إيجابي وتفكير سلبي ) ومواضيع ومعلومات كثيرة لا حصر لها فيكفي ما أوردته لبيان ما أسعى إليه .

فلنبدأ مثلاً بموضوع ( تعرّف على شخصيتك من لونك المفضل ) هذه الجملة لا بد أن نتلقاها فكرياً حتى يتضح لنا هل لها ( واقع أم تخيل ووهم أم خليط والخليط وهم ونوع من المنطق للخروج بنتيجة معينة تعطي الوهم صورة الحقيقة ) فلنبدأ بلفظ ( تعرّّف ) بمعنى أدرك أو أفهم أي أقف على واقعه والمطلوب معرفة واقعه هي ( الشخصية ) هنا لا بد أن أسأل نفسي ما هي الشخصية وما واقعها لأنها ( محسوسة غير ملموسة ) و هيكل الإنسان لا دخل له بتكوين الشخصية حتى نقول عنها واقع ( محسوس ) و لمعرفة ذلك أنظر إختلاف شخصيات الناس وتغايرها من إنسان لآخر ما السبب في ذلك وحتى لا أطيل عليكم أقول أن أي شخصية تتكون من ( عقلية ونفسية ) والتباين الذي نراه إنما نتيجة لإختلاف الناس في مكونات ( الشخصية ) تبعاً لرقي العقلية والنفسية والمفاهيم التي تؤثر في سلوكيات أي شخص أي كان طوله أو قصره أو لونه .

ونواصل إنشاء الله إن كان في العمر بقية