أعط الأخرين بسخاء

أعط بسخاء إن السعادة قطعاً أحد أهم الأهداف المنشودة في العالم، ولكنها أيضاً أكثر الأهداف صعوبة في الإدراك، فلماذا رغم أننا نعرف الكثير من مسببات السعادة، لا يستطيع الكثير منا الوصول إليها ؟ والسبب ببساطة هو أننا نبحث في المكان الخطأ !
إن الأشخاص السعداء لا يركزون على الأمور الداخلية، ولكنهم يمضون وقت أطول في التركيز على ما هو خارجي، فبينما يعتنون بأنفسهم، ويحيون حياة صحية، ويقاومون الأفكار السلبية علاوة على تعزيزهم للأفكار الايجابية، تجدهم يشتركون أيضاً وبفاعلية في النشاطات التي ستعود بالنفع على الآخرين، وبدلاً من أن يكونوا أنانيين ومتمركزين حول أنفسهم، تجدهم أسخياء اليد ويؤثرون الآخرين على أنفسهم.

نُقل عن هيلين كيلر ذات الشخصية الملهمة قولها ذات مرة : " يسيء العديد من الأشخاص فهم معنى السعادة الحقيقي، إننا لا نحظى بالسعادة من خلال إشباعنا لذاتنا، ولكن من خلال الإخلاص لغاية مهمة في حياتنا ".
ومن المثير للاهتمام أن التحلي برؤية واضحة لغايتك في الحياة يعد من أهم الاستراتيجيات التي من شأنها أن تزيد من فرص فوزك بالسعادة، وإذا ما تضمنت هذه الغاية ما هو في صالح الآخرين، فستزيد حينها من فرص تمتعك بمشاعر إيجابية حقيقية أكثر عمقاً.

يكشف لنا أحد القوانين الرائعة للطبيعة عن تلك الحقيقة : " هناك ثلاثة أمور نتوق إليها بشدة في حياتنا _ السعادة ، الحرية، راحة البال _ وهي أشياء دائماً ما نحظى بها عندما نقدمها للآخرين"، وهناك سبل عدة يمكنها من خلالنا أن نتمتع بالعطاء، تماماً مثلما أن هناك سبلاً عدة يمكننا من خلالها أن نصبح سعداء.
تبرع بالمال؛ فقط تبرع بما تستطيع التبرع به، فليس مطلوب منك أن تحمل نفسك فوق طاقتها، تبرع بالوقت؛ فهناك عدد لا حصر له من المنظمات التي سترحب بمساعدتك، لا تبخل بما تتمتع به من مهارات وخبرة، إن تمضية بعض الوقت ببساطة في الإصغاء لأحدهم يمكن أن يحدث فارقاً عظيماً. إذا كانت السعادة شيئاً تحب الفوز به والتنعم به أكثر، فعليك أن تحدد الغاية من حياتك وتفكر بإيجابية وتفاؤل، وعليك أن تبني علاقات إيجابية مع الآخرين، وتحيى حياة صحية، ولكن الأهم من ذلك كله هو ألا تنسى أن أحد أقوى مصادر السعادة هو القيام بأعمال الخير، أعط، وليس هناك أدنى شك أن ستتلقى في المقابل !