عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
استمر في التفكير
استمر في التفكير
استمر في التفكير، استمر في التفكير
التحفيز ينبع من التفكير.فأي عمل نقوم بيه تسبقه فكرة توحي بهذا العمل، وعندما نتوقف عن التفكير نفقد الحافز للعمل.، وينتهي بنا الأمر إلى التشاؤم، والتشاؤم بدوره يقود إلى مزيد من قلة التفكير، ويستمر الأمر هكذا عبارة عن دائرة حلزونية تنازلية من السلبية، واللافعالية والتي تتغذى على نفسها كالسرطان.
وإنني أميل إلى استخدام المثال التالي في ندواتي لتوضيح مدى تأثير الاستمرار في التكفير، دعنا نفترض أن شخصاً متشائماً قرر أن ينظف جراچه صباح السبت، ولذلك فهو يستيقظ ويخرج إلي الجراچ ويفتح الباب ليصدم برؤية كم هائل من الفوضى بداخله، فم يكون منه إلا أن يقول في اشمئزاز " انس هذا " فلا يمكن لأحد أن ينظف هذا الجراح في يوم واحد!".
المتشائم و المتفائل !
وفى هذه المرحلة يغلق المتشائم باب الجراچ بشدة ويدخل المنزل ليفعل شيئا آخر، فالمتشائم إما أن يفعل كل شيء أو لا يفعل شيء، فهذا أسلوبه في التفكير ، فهو إما أن يفعل الشيء بشكل متقن، أو لا يفعل مطلقاً.
والآن دعنا نرى كيف يواجه المتفائل نفس هذه المشكلة، فهو يستيقظ في نفس الصباح ويذهب إلى نفس الجراچ ويرى نفس الفوضى بل إنه ينطق بنفس الكلمات التي قالها المتشائم " أنس هذا " فلا يمكن لأحد أن ينظف هذا الجراچ في يوم واحد".
ولكن هنا يظهر الفارق الجوهري بين المتفائل والمتشائم، فالمتفائل يستمر في التفكير بدلاً من أن يعود للمنزل.
حيث يقول " حسناً "، فليس بإمكاني أن أنظف الجراچ كله، فماذا يمكن أن أفعل بحيث يحدث فرقاً؟
ثم يمكن النظر في الجراچ إلي أربعة أقسام وينظف قسماً واحداً اليوم.
ويقول " سأقوم بالتأكيد بتنظيف هذا القسم اليوم وحتى إن قمت بتنظيف قسم كل يوم سبت، فسوف يكون الجراچ على أحسن شكل قبل أن ينتهي الشهر. ويمر الشهر لتجد جراچ المتشائم قذراً بينما جراح المتفائل نظيفاً.
وفي إحدى ندواتي في لاس فيجاس كانت هناك سيدة أخبرتني بأن هذا المفهوم – عادة المتفائل في البحث عن حلول جزئيه – قد أحدث فرقاً رائعاً في حياتها .
حيث قالت لي " كنت أعود من عملي للمنزل وأنظر ألأي مطبخي، ثم أشيح بيدي لا عنة إياه دون أن أفعل شيئاً مطلقاً، وكنت أفكر تماماً كما يفكر المتشائم في قصة الجراچ التي حكيتها. وبعد ذلك قررت أن أتخير جزءً صغيراً من المطبخ وأقوم بتنظيفه فقط، وقد يكون هذا الجزء طاولة معينة، أو مجرد حوض ماء، وعند قيامي بتنظيف جزء صغير من المطبخ كل ليلة لم يحدث لي أي استياء من العم ، حيث إنه لم يعد كثيراً بحيث أعجز عن أدائه، وهكذا أصبح مطبخي دائماً مقبول الشكل.
ويميل المتشائمون إلي إرجاء مشكلهم، فهم يفكرون بشكل سلبي للغاية في " فعل الشيء كله بإتقان" لينتهي بهم الأمر إلي عدم فعل أي شيء.
أما الشخص المتفائل فيفعل شيئاً صغيراً، فهو دائماً يفعل، ودائما ما يشعر بأن هناك تقدماً. وحيث إن المتشائم عادةً ما يرى "أنه لا أمل"، أو "لا يمكننا فعل شيء" لذلك تجده سرعان ما يقلع عن التفكير. والمتفائل قد يكون لديه نفس المشاعر السلبية الأولية تجاه مشروع ما، ولكن يستمر في التفكير إلى أن تظهر له بعض الأشياء التي يمكن أن يفعلها، وهذا هو ما جعل الان لوى ماك جينيس في كتابه "قوة التفاؤل" يشير إلى المتفائل على أنه "عنيد". وفيما يتعلق باستخدام العقل البشري، فإن المتشائم يقلع عن هذا، وتشير الدراسات الحديثة كما يقول ماك جينس إلى أن المتفائل "يتفوق في الدراسة ويكون ذا صحة جيدة ويكسب أكثر وينشئ حياة زوجية طويلة وسعيدة ويبقى مرتبطاً بأنه وربما يعيش أطول. ولكي تشاهد أحد البراهين العميقة على الفاعلية العملية للتفاؤل في التاريخ الأمريكي عليك أن تستأجر شريط الفيديو أبو لو 13، فبالرغم من أن عملية إعادة رجال الفضاء من أقصى القمر بدت ضخمة ومثبطة للهم؛ فإن هذا العمل تم إنجازه بفعل مهمة صغيرة كل مرة، والأشخاص الذين كانوا في غرفة التحكم الأرضي في هوستون والذين أنقذوا حياة رجال الفضاء إنما فعلوا هذا لأنهم حتى في مواجهة الأعطال التكنولوجية المستحيلة ظلوا يفكرون دون استسلام، وكانوا يبحثون عن حلول جزئية وأعلنوا أنهم سوف يجمعون هذه الحلول الجزئية معاً بشكل تدريجي إلى أن يعود الفضاء سالمين.
وفيما كانت حياة رجال الفضاء لا تزال في خطر، كان هناك متشائم واضح في غرفة التحكم الأرضية وعبر هذا الرجل عن خوفه من أن أبولو 13 قد تكون أسوأ كارثة فضائية في تاريخ أمريكا، فاستدر قائد غرفة التحكم نحوه وقال بتفاؤل وغضب "بل على العكس يا سيدي فأنا أرى أبوللو 13 على أنها أعظم فترة في حياتنا، وكشف الوقت صحة كلامه، وهو ما يوضح فاعلية تفكير الحياة، أو الموت عند المتفائل".
المفضلات