التعرف على البشر فن من فنون الحياه



التعرف على البشر يعتبر من فن الحياه
فمن تريد ان تقربه منك لابد ان تعرفه اولا
ونحن حينما نقابل بنى الانسان يقيناً سنجد العديد من السواتر
التى يضعها ذلك الانسان لنفسه
احيانا يريد غيره ان يقتحمها ولكن من منظوره هو
واحيانا كثيرة يحب صومعته وتلك السواتر ولا يريد احد ان يخترقها
لذا برز بين الحكماء وضع سينفونية خاصة لمحاولة القرب من بنى البشر
حتى نفهم طباعهم وخريطة وتفصيلات كيانهم
لذا حاولوا وضع العديد من النظريات التى احيانا تصدق وتصل الى مرادها
او يعاد النظر فيها مرة ثانية
لذا قالوا
ان التعامل مع البشر يأخد شكل الدوائر
فتلك الدوائر لها انصاف اقطار
ومحيط ومركز
فكان المحيط هو من يمر على الدائرة من الخارج
فأن اراد احد ان يدخل الدائرة فلابد ان يحاول ان يقلل نصف قطر الدائرة
لكى يصل الى المركز
كلما قل نصف القطر بيننا وبين من يجاورنا كلما اقتربوا من المعرفة بنا
وبدأت السواتر فى الاختراق والتهاوى
وبرز السؤال ؟
كيف يقل نصف قطر ؟
فجاء الحكماء بالعديد من الاجابات
قالوا ان
النظر فى عيون بنى الانسان يقلل من انصاف اقطارهم

قالوا ان
الاستماع فى انصات بلا استهانه يقلل من انصاف اقطارهم

قالوا ان
تقدير افعالهم واقوالهم وعدم تسفيهها يقلل من انصاف قطارهم

قالوا ان
الصدق يقلل من انصاف اقطارهم

قالوا ان
مشاركة الاحزان و الالام تقلل من انصاف اقطارهم

قالوا ان
النصح فى حكمة ومودة قرب فى غير علياء تقلل انصاف اقطارهم

قالوا ان
نقل العلم لهم يسمو بهم ويقربهم ويقلل من انصاف اقطارهم

قالوا ان
مدوامة السؤال عنهم مهما كانت المسافات تقلل من انصاف الاقطار

قالوا ان
البسمة تقرب وتقلل انصاف الاقطار

قالوا ان
الهدايا فى غير كلفة تقلل انصاف الاقطار

قالوا ان
تقدير مشاعرهم حتى وان كانت تافهة تقلل انصاف الاقطار

قالوا ان
معرفة ماذا يحفزهم فى الحياه يقلل نصف القطر

قالوا ان
تطبيقك لما تقول يقلل من انصاف القطر


وهنا

تدخل احد الحكماء وقال

هناك من بنى البشر من تجتمع ارواحهم
ويريد الله ان يقربنا منهم فى الحال

فكانت الارواح جنود مجندة اذا تلاقت تلاحمت فى الفة
فهناك من بعض بنى البشر من اذا تحدثت معه كلمات بسيطة
فانك تصل الى مركز دائرته فى الحال فيحبك ويراك من منظور اخر
يراك انك قرينه فى الحياه ومبعث للامان والاحتواء
وهولاء البشر هم هدايا الله لبعضنا
فأن رايتهم ووقعوا بين يدك ورايت الصفاء والنقاء شيمة لهم
فحاول ان ترتحق من عبيرهم ولا تتركهم يرحلوا عنك
فأن رحلوا فتذكر ذكرياتهم ابحث فيها عن الجميل من المعنى
وافعل ما كانوا يحبون فهولاء كانوا رسالة لك لتكون مثلهم


مهما كانت النظريات واقوال الحكماء
وانبساط الحروف والكلمات لتكتب

لابد ان نعيد فتح قلوبنا لمن حولنا
نعاملهم بما نريد ان نعامل نحن

فيقينا ستقترب يوما انصاف الاقطار من الانحسار
ولكن تبقى تلك البقاع السحرية
التى لا يشغلها الا من اردنا ان يستوطن فيها
ومهما فعلوا فهم الاحباء
ترى الاب ترى الام ترى الاخ ترى الاخت
ترى الجليس الصالح ترى العالم الواثق
ترى الحكيم الفاهم ترى نور الحق ترى اضواء العلم
ترى اليقين ترى السماء ترى الدعاء ترى الامل
ترى الروح ترى السمو ترى الحب


ان محاولة فهمنا لبعض هو بصيرة لانفسنا
وبشرى اننا على الطريق الايجابى فى الحياه
فمن استكثر فى نفسه فهم غيره
شعر بوحدة الحياه يوما ما
و هبت عليه عواصف من داخله
تعصف بمفرداته
ويفقد نور خاص المعنى
لن يفهمه الا من شعر بذلك فعلاً