فن الفونج شوي تم تطويره منذ حوالي خمسة آلاف سنة في الصين، حيث اعتقد الصينيون القدماء بأنّ طاقة الحياة الغير مرئية (المسماة تشي) chi تتدفّق خلال كلّ شيء في الحياة، وهي نفس الفلسفة المتبعة في الوخز بالإبر أو العلاج بالإبر الصينية.

وذلك بمعنى أنه إذا كانت الطاقة تتدفّق بحرية وبسهولة حول وداخل جسمك، فانك سوف تظل سليما ومعافً وصحيحا، أما إذا أصبحت الطاقة أو مسارات الطاقة في الجسم راكدة أو مسدودة، أو كنت عصبيا وغير منضبط (بسبب مثلا: الحِمية أو أسلوب الحياة أو ضعف في عضو من أعضاء الجسم) فانك غالبا ما ستقع فريسة للأمراض
.

تعمل الإبر الصينية ببساطة بإزالة العوائق والسدد من مسارات الطاقة الموجودة في الجسم أو تُهدّئ تدفق الطاقة، أي تعمل على تنظيم الطاقة
.

وإنّ نفس المبدأ تماما هو الذي يطبق عن طريق الفونج شوي في المنازل
.
فقد اعتقد الصينيون بأنّ المباني التي نسكنها تتطلّب تماما نفس قدر الانتباه الذي نعطيه لأجسامنا، وطوّروا هذا العلم المعقّد جدا المسمى ( شفاء البيئة أو المسكن).
).

وقد أظهرت الملاحظات المستمرة والتي دامت قرونا طويلة بأنَّ المناطق المختلفة من البيت والأجزاء المختلفة لكلّ غرفة تجذب طاقات معيّنة، علاوة على ذلك اكتشفوا بأنّ بعض الترتيب ( تخطيط الغرف أو حتى موقع الأثاث أو المعالم ) أمّا تساعد وتنشط أو تعيق وتمنع التدفّق الهادئ والمتوازن للطاقة.

فإذا تم منع أو السماح للطاقة كي تتدفّق بسرعة شديدة فإنها بالتالي سوف تسبّب عوائق ومشاكل في الحياة بصفة عامة.


وأيضا وجود الفوضى في المكان يمكن أن "تُعطل" سريان الطاقة، وتُوقف توزيعها المتناسق وتحولها إلى طاقة مملّة وراكدة.

ولحسن الحظ أدرك خبراء الفونج شوي أنه بالقيام ببعض التغييرات البسيطة المدروسة والتي تعرف بالحلول أو العلاجات، مثل تعليق بعض الكريستالات، أو أجراس الريح، أو استعمال بعض الألوان، وغيرها من الأساليب المختلفة والمتنوعة

سوف تعمل على تصحيح هذا التعطيل أو الركود في الطاقة والعمل على إعادة حياتنا إلى وضعها السليم والطبيعي مرة أخرى
.

إن رفع وتنشيط طاقة المناطق المعيّنة من المنزل بالألوان والوسائل الأخرى السليمة يمكن أن تخلق وتُوجِد طاقة أفضل وأصح وتحسّن الأوضاع والفرص المختلفة في الحياة
.

والهدف الرئيسي للفونج شوي، هو تعليمنا وتعريفنا بأنه عن طريق عمل بعض التغييرات الصغيرة في بيوتنا، يمكننا أن نؤثّر على كلّ شيء في حياتنا، من أمورنا المالية إلى الصحة، ومن علاقاتنا الاجتماعية إلى حياتنا الروحية
.

وبالرغم من أن فن الفونج شوي يبدو فناً روحانياً إلى حد كبير جدا، لكنه مأخوذ بجديّة كبيرة، ليس فقط في موطنه الصين،ولكن في جميع أنحاء العالم. وستجد معظم الفنانين الغربيين والشخصيات السياسية ورجال الأعمال في الغرب من أشد أنصار الفونج شوي.
من كتاب الفونج شوي(عمرو الدسوقي)