ان المعتقدات من أخطر المواضيع التي طرحتها البرمجة اللغوية العصبية ....

والمعتقدات كما نعلمها بمعناها العام هي الافكار التي تدلنا على صواب الشئ من خطأه ... ولكن لا اظن اننا في مرحلة يكفينا فيها هذا التعريف البسيط .... انما يجب ان نعرف هذه المعتقدات عن قرب ونبحث في امكانية تعزيزها ان كانت صائبة في سياقها او تغييرها ان كانت غير صائبة .....

واسمحوا لي ان اتمرحل ( اتدرج ) في نقل هذه المعلومات المهمة لنا جميعاً وسأبدأ بشرح للمعتقدات وماهي هذه المعتقدات وكيف نفهمها ونفرق بين ما هو معتقد وما هو ليس بمعتقد .... قد وجدت ان من الافضل نقل ما قالته ( كرستينا هول ) وهي عالمة انجليزية من اساطين مدرسة التغيير الاعتقادي... فنحن نتوافق معها فيما لا يخالف شريعتنا ونخالفها فيما يخالفنا ... وقد نقل عنها مدربين كثر في مذكراتهم الخاصة بالممارس المتقدم .. انما احببت ان انقل لكم ما نقلته انا لكم عبر هذا المنتدى الرائع والراقي ....
وقد وضعت افكارها عن المعتقدات بشكل نقاط وساعرضها هنا مع شرحها باذن الله...وساطرح لكم بعض هذه النقاط واكمل الباقي لاحقاً باذن الله...



1ـ ( المعتقد مرتبط بحالة محددة للعقل توصف بخصائص : القصد المركز ، والاستقبالية ، واستجابة متصاعدة لمجموعة من المؤشرات و المعايير و المرشحات ) .

o القصد المركز : ان أي اعتقاد تجده موجه نحو قصد محدد فاعتقادي بأني صادق دليل على ان لدي تصور واضح عن الصدق وكيف ساصبح صادقاً ومن ساصدق معه وبهذا فان اعتقادي يكون مركزاً ومن هنا يتولد شئ جديد وهو التعميم في الاعتقاد, فانا ساعمم اعتقادي على كل من اعرف انه يجب ان يكون صادقاً كي يكون شخصاً جيداً, فالتعميم يكون يتعميم افكاري وسلوكي ورغباتي نتيجة اعتقادي الذي اعتقده.

o الاستقبالية : وهو ان اعتقادي يجعلني استقبل كل ما يوافق معتقدي وارفض ما يخالف ذلك المعتقد, حتى اني ساصحح أي فكرة توافق معتقدي حتى وان كانت غير صحيحة وساهاجم من يخالفني حتى وان كان محقاً.
o الاستجابة المتصاعدة لمجموعة من المؤشرات والمرشحات والمعايير... : وذلك بأنه سيكون لدي القابلية ان اجد ما يزيد من استجابتي لهذا الشئ الذي اعتقد بحسب المؤشرات التي تصدر منه فلو اعتقدت ان هذه الدورة رائعة فأي اضافة او حركة يصدرها المدرب او معلومة جديدة سارى فيها الدورة اكثر روعة وذلك بسبب اعتقادي القوي عن روعة هذه الدورة مع ان هذه المؤشرات من الممكن انها في عين شخص آخر لا يحمل هذا المعتقد لا تضيف للدورة أي جمال او ابداع ولكنه المعتقد الذي زاد من استجابتي للدورة, وهناك امر اهم واخطر وهو اني ساغير معايير وقيمي عن الدورة والدورات نتيجة اعتقادي القوي فسيكون لدي قيمة جديدة مثلاً وهو التحمل لساعات طوال في الدورة مع اني لا استطيع ان اجلس في محاضرة مدتها اقل بكثير من الدورة فمعتقدي قد غير قيمي ومعاييري, وكذلك ستتغير البرامج العقلية فقد أكون اقترابياً في أي ادورة تقام وسانظر لايجابيات الدورات مع اني في السابق كنت افكر ابتداءً في التكلفة والساعات وكل ما يباعدني عنها.

2ـ ( يعمل المعتقد كمرشح تخلص مبدئي أو قبلي يعمل لبعض الحالات وبهذا المسمى يعمل المعتقد كاقتراح بعد التنويم ) :
لقد شرحنا ان المعتقد يعتبر مرشح يستقبل الافكار الموافقة له ويرفض او يتجاهل المخالف له, ولكن هنا توضح كرستينا ان المعتقد الذي هو مرشح لا يعمل الا في السياقات التي يعمل فيها هذا المعتقد فمثلاً في مثالنا السابق تجد اني سافكر في دورات الاسرة بطريقة مخالفة لان معتقدي يعمل في سياقات الدورات النفسية فهو لن يعمل في الدورات الاخرى وتزعم كرستينا ان بامكاننا في حالة ارخاء الوعي (التنويم) نستطيع ان نجعل هذا المعتقد يفقد قدرته على الترشيح فندخل افكار مخالفة لهذا المعتقد , وهنا اود ان اقول ان هذا ليس في اجماله صحيح فهناك معتقدات عميقة ( مثلاً :انا اعتقد اني مسلم ) وهناك معتقدات حياتية بسيطة (مثلاً : انا اعتقد ان التلفزيون مفيد ) فمن الممكن بعد ارادة الله تغيير معتقد حياتي بسيط عبر التنويم وارخاء الوعي أما المعتقدات العميقة فليس صحيحاً ان نغيرها عبر التنويم فهي تحتاج لوعي كامل ولغة ميتا القوية لتغيير هذا المعتقد.

3ـ ( هذا الترشيح القبلي يحكم ماذا سوف يلقي له الشخص اهتماما ليدخله في نموذجه للعالم وما سوف يحذفه ) :
يعتبر المعتقد عامل في تضخيم الخارطة الذهنية فأي فكرة توافق نموذجي وخريطتي الذهنية سأضيفها للخريطة الذهنية لتكبر وتقوى اما الافكار المخالفة لخريطتي فساحذفها واتجاهلها.

4ـ ( ما تعتقده يحكم نوع التغذية الرجعية التي تحصل عليها ، ويحكم أيضا نوع التفريقات ( القيم ) التي ستعمل, والمعتقدات تميل للتعنقد حول هذه التفريقات ) :
ان احكامنا عن انفسنا هو نتاج معتقداتنا فأي نتيجة احصل عليها سأصفها بحسب معتقدي فلو كنت مثلاً اعتقد ان اللاعب الفلاني هو افضل لاعب ثم اخطأ مثلاً فاخطائه ساعلقها على فريقه الذي لم يفهمه وساقول المدرب لم يتعامل جيداً , وايضاً اعتقادك عن نفسك انك خطيب رائع فستلاحظ أي ردة فعل للمستمعين بحسب معتقدك فمثلاً لو ابتسم احدهم لقلت انه معجب بخطبتي والعكس صحيح فلو كنت تعتقد انك خطيب فاشل فان ابتسامة ذلك الرجل ستكون في نظرك انها سخرية. وقول الكاتبة ان المعتقد يحكم نوع التفريقات أي القيم فبناء على اعتقادك انت تحب هذا الشئ او تكرهه وستكون القيمة الخاصة بك نحو هذا الشئ تعتمد على اعتقادك فاختيارك لزوجتك وقيمة الاختيار ستتحد بحسب اعتقادك الخاص بمن اخترتها, وللتوضيح اكثر فالقيم هو ما يدعوني للفعل او الترك ونجد ان هذه القيم تتكون من معتقدات متضادة تكوّن بداخلها قيمة محددة , فقيمة الشجاعة تتمحور حولها معتقدات تقول " اني اعتقد ان الشجاعة هي ما يجعلني اقوى الجميع " ومعتقدات تقول " اني عندما اكون جباناً فساكون شخصاً ضعيفاً مستغلاً " فتجد الشخص الشجاع ينطلق من الصورتين التي يكونها في عقله فهناك صورة نتيجة اقترابه الاعتقادي وصورة نتيجة ابتعاده الاعتقادي, وتقوى هذه القيمة اذا كان فرق الحجم بين الصورتين اكبر, وتضعف اذا كان صغيراً.

5ـ ( المعتقدات يمكن أن يفكر فيها كمُوازِنات أو مُقِرَّاتٍ ، حيث إنها تعطي معنى وسببا للخبرات التي نعرفها في العالم . وبالتالي تخدم كوسائل للتحقق وللمحافظة على التناغم ) :
الانسان بطبيعته يحافظ على التوازن الداخلي, والمعتقدات هي الركن الاساسي في تلك المحافظة, فاعتقادي ان جو البلد الذي احبه جميلاً يجعلني عندما اسمع صوت هواء قوي عبر النافذة سأقول " ان شاء الله امطار وخير ونعمة " ولن انظر على انها ريح قوية وتحمل غباراً , اذن انا شوهت الواقع ليستمر التوازن الداخلي عندي واشعر بالراحة وكل ذلك حصل بسبب معتقدي القوي, والمعتقد ايضاً يجعلني اميل للتناغم مع الواقع والانسجام فتفسيراتي إما مقرّات لما في نموذجي للواقع او تجعلني اصنع التوازن لدي. وهناك امر يجب ان نلاحظه وهو ان عدم وجود معتقد في موقف ما فانني سأبحث عن معتقد احمله حتى وان لم يتوافق مع الموقف وسبب ذلك هو رغبتي في الانسجام مع ذلك الموقف, واذا لم اجد فانني ساضطرب واعيش في جو من الضيق , ومثال ذلك لو اشتريت سيارة جديدة ثم وبعد فترة سمعت صوت في المحرك فستتضايق وتشعر بعدم انسجام مع الواقع وتبحث عن اجابات كثيرة بداخلك حتى تجد أي اجابة تريحك فتقول مثلاً " ممكن صوت في اسفل السيارة لا دخل له بالمحرك " لتشعر بالتوازن الداخلي, وكذلك فالمعتقد يحفظنا بعد قدرة الله من الاخطار ونشعر بعدها بالتوازن والانسجام الذي نبحث عنه فاعتقادنا ان الفقز من 100 دور مميت هو ما يجعلنا لا نقترب من شرفة احد الادوار العالية دون ان نكون في وضع آمن.