من أكثر الأشياء التي تجعل الإنسان يشعر بالضعف و الوحده (الانعزاليه) أو العزله ..
وهو أن ينفض من حوله الأصدقاء ..

لاشك انه موقف محبط للغايه و يؤدي الى مشاعر الإنهزامية وقليل منا يعرف الطريق الصحيح لإعادة علاقاته بالأخرين والتي انتهت نتيجه موقف سيء بينهما..

قد تكون مشاعر الإحراج والخوف من أن يصده الآخر إذا قام بالمحاوله وقد تكون مشاعر الكبرياء والتكبر هي السبب،، وعلى كل نحن في أشد الحاجة إلى تسوية خلافاتنا مع الآخرين سواء كان ذلك بطريق مباشر أو بطريق غير مباشر بتدخل طرف ثالث للصلح و تقريب وجهات النظر..
ثق انك أنت و الطرف الآخر على حد سواء في أشد الحاجه لـ إعادة تلك العلاقات من أجل أن يشعر كلاكما بالقوه و ليس بالضعف و الوحده ..

كل منكما في حاجه إلى استعادة ثقة الآخر ولكن الكبرياء تقف حائلاً دون تحقيق ذلك ولا شك انك في حاجه الى أن تتعلم كيف يمكنك تحويل الموقف السيئ الى موقف أفضل ..

لابد أن تعرف يا عزيزي أن أكثر مصادر القوه الذاتيه التي نملكها نحن البشر هي ثقة الآخرين الذين نتفاعل معهم في حياتنا اليوميه و يعتمد نجاحك في إستعادة علاقاتك بالآخرين بعد تدهورها على استعدادك بأن تتصرف بشكل يدل على ذلك .

ويمكن إعتبار تدهور هذه العلاقة فرصه لإستعادة هذه العلاقة بالطريقة التي تجعلها بمرور الوقت أقوى مما كانت عليه قبل التدهور .. و في مصر يصفون هذه الحالة وصفا دقيقا بقولهم

((مافي محبه إلا بعد عداوه))

و القصد هنا ان هؤلاء الذين تدهورت علاقاتهم الى الحد الذي يوصف بالعداوه استطاعوا التغلب على ذلك التدهور و استعادوا علاقاتهم التي اصبحت اكثر قوه لدرجة وصفها بعلاقة المحبه ، ولعل الحقيقة التي يجب أن تكون ماثله أمام أعيننا هي أن الأشياء السيئة التي تؤدي إلى تدهور العلاقات بيننا و بين الآخرين لا حصر لها منها البسيط التافه ومنها الخطأ الجسيم ..منها مجرد انفعال يجعل مشاعر النفور تتسرب الى الطرف الآخر..
و هناك إستراتيجية من أربع خطوات يمكنك يا صديقي القيام بها كي تنجح في أن تعيد علاقاتك بالاخرين دون ان تشعر بالحرج ..


الخطوة الاولى
يلزمك فيها ألا تقوم بأي ‘حتكاك بالطرف الآخر الذي تريد إعادة علاقتك المتدهوره معه ، فالإعتذار الفوري قد يكون غير مجد أحياناً ويلزم أن تترك الطرف الآخر فتره ولو قصيره لأن الأفراد يحتاجون الى وقت ولو قصير للتخلص من المشاعر المؤلمه التي تعرضوا لها كما أنك أنت أيضاً في حاجه الى الوقت اللازم لتحليل الحدث و الخطوات الملموسه التي يجب أن تقوم بها من أجل إستعادة علاقاتك مع الطرف الاخر .
ولابد يا عزيزي في حالة خطئك أن تقر بإرتكاب الخطأ وقبل ان تقوم بالإعتذار عليك إتخاذ الخطوه الثانية.


الخطوه الثانية
قبل القيام بالاعتذار يلزم أن تستوعب السبب الحقيقي لتدهور العلاقه و علاج الموقف ولابد وان تتأكد من أن هذا الأمر لن يحدث مره اخرى ..
و عند الإعتذار لا تقم بتقديم أعذار و تذكر أن هدفك هو الإعتذار عن خطأ ارتكبته و ليس من أجل شرح الأسباب التي جعلتك تقدم على الخطأ . و اجعل إعتذارك رقيقا مراعياً مشاعر الاخرين و أن يتضمن حزنك و ألمك و إحباطك من أجل تدهور العلاقه .


الخطوه الثالثة
أن تخبر الطرف الآخر بأن ثقته شئ مهم بالنسبة لك


الخطوه الرابعة
و فيها التركيز على المستقبل و ما سيكون فيه و أفضل طريقة هي أن تتحدث عما تعلمته من الموقف الذي ادى الى تدهور تلك العلاقات و الخطوات الملموسه التي بدأتها فعلا من أجل عدم تكرار ذلك الموقف المسئ مرة آخرى مستقبلاً .


والآن يا عزيزي يمكنك تطبيق ما قرات فوراً تطبيقاً عملياً :

- عليك أن تقوم بالتفكير في علاقه متدهوره حديثه لك مع شخص ما وكنت انت السبب في ذلك ..
- قم بعد ذلك بتدوين جميع الأسباب التي أدت الى تدهور العلاقه سواء التي قمت بها أنت أو قام بها الطرف الآخر كرد فعل لما فعلته .
- قم بتدوين الوسائل و طرق العلاج التي يمكن من خلالها عدم تكرار السبب مستقبلاً مره آخرى.
- واجه الطرف الآخر بالإعتذار كما أوضحنا أو استخدم طرفاً ثالثاً للتوسط بينكما .
- في حالة نجاحك فأنت فائز بإستعادة تلك العلاقه التي كانت متدهوره بسببك أنت و في حالة فشلك يمكنك أن تعيد المحاولة مره اخرى بعد أن تكون قد تأكدت من أنك فعلت كل ما في استطاعتك لتبرئ نفسك بينك وبينها من جانب و بينك و بين الاخرين من جانب اخر .

يمكنني تشبيه العلاقه المتدهوره مع الآخرين بالعظام المهشمة التي لا يمكن أن نتركها و نتحمل الالآم الفظيعة الناتجة عن ذلك بل يجب أن نقوم بعلاجها بعنايه خاصه جدا كي تلتئم مره اخرى في رابطه اكثر قوه مما كانت عليها.. و كذلك الحال تماما في العلاقات المتدهوره لابد من استعادتها لتصبح بالنسبة لنا أحد مصادر القوه بدلا من وضعها الحالي كمصدر من مصادر الضعف و الشعور بالوحده بالنسبه لنا .