الإدارة الجيدة فاعلة وليست منفعلة

جون ريه



يعتقد الكثير من المدراء أن عملهم هو حل المشكلات الطارئة، وفي حين يبدو هذا صحيحاً، إلا أنه يبقى أبسط الأعمال التي يقومون بها بحكم موقعهم الإداري.

إن الجزء الأهم من عمل المدير هو منع حدوث المشكلات، وهذا هو الفرق بين الإدارة الفاعلة التي تمنع حدوث العديد من المشاكل بالدرجة الأولى

والإدارة المنفعلة التي تكتفي بحل المشاكل بعد وقوعها.



· الإدارة المنفعلة:

تتعامل الإدارة المنفعلة مع المشكلات عند حدوثها، إنها نوع من الإدارة التي تستحق الإعجاب بسبب قدرتها على إعادة الموارد إلى الإنتاج من جديد بسرعة، سواء كانت هذه الموارد موارد بشرية أم موارد إنتاجية من آليات وأدوات.

وإذا كنت نشطاً جيداً في الإدارة الانفعالية فأنت:

· قادر على اتخاذ القرارات ولديك ملكة التصرف السريع.

· قادر على اكتشاف السبب الجذري للحدث.

· مبدع وقادر على تطوير العديد من الحلول.

· مبدع وقادر على إيجاد طرق جديدة لحل المشكلات.

· هادئ منضبط الأعصاب عندما تستحكم المشكلة وتبلغ الذروة.

الإنسان الفعال في الإدارة الانفعالية هو الذي يتصف بقدرته على البقاء هادئاً، سريعاً في تحليل المشكلة، وقادراً على إيجاد جذر المشكلة.

عوضاً عن الاستغراق في توصيف المشكلة ودراسة أعراضها، يتجه الناجحون في هذه الإدارة إلى وضع عدة إمكانيات لحل المشكلة منها ما هو مجرب وناجح، ومنها ما هو جديد، ويختار الأفضل.

كذلك هم سريعون في تطبيق الحل وإنهاء المشكلة، وتعتبر هذه المهارات في الإدارة المنفعلة مطلوب توفرها في المدير، إلا أنها لا تعتبر كافية، بل يتوجب على المدير أن يطور مهاراته في الإدارة الفاعلة.



· الإدارة الفاعلة:

تركز الإدارة الفاعلة على تقليص عدد المشكلات التي تتطلب جهود الإدارة المنفعلة

فكلما زادت المشكلات التي يمكن تفاديها من قبل الإدارة الفاعلة، كلما قلت المشكلات التي تتطلب حلولاً من قبل الإدارة المنفعلة.

وإذا كنت ماهراً في الإدارة الفاعلة فأنت:

· مفكّر ومحلل.

· لا تنجرف مع الوضع المتوتر.

· مدرك للمواضيع الهامة أكثر من المواضيع الطارئة.

· قادر على تحديد نماذج من المعلومات، ونماذج من حالات الفشل والتعامل معها.

· أكثر تركيزاً على "لماذا" تسير الأمور على النحو الخاطئ، منك على "ماذا" يمكننا فعله لإصلاح ما فسد.

· قادر على الإبقاء على الصورة الكبيرة في ذهنك أثناء تعاملك مع التفاصيل.

الماهرون في الإدارة الفاعلة هم أشخاص مستقلون تماماً بحيث يستطيعون تحديد الظروف التي تقود أو تؤدي إلى المشكلات ويستطيعون تطبيق الإجراءات المناسبة للتخفيف من احتمالات حدوث المشكلة أو حتى إلغاؤها تماماً؛ وعوضاً عن الاهتمام بالمشكلة الحالية، يتوجه هؤلاء إلى ربط الظروف الوضعية بالمعلومات السابقة ويتنبؤون بالوقت الذي ربما تنشأ فيه المشكلة.

يعتبر أسلوب الإدارة الفاعلة أو التنبؤ ية مهارة مطلوبة لدى المدير بشكل عام، فكلما ازداد عدد المشكلات التي يمكن تفاديها، كلما قلّت الموارد المهدرة في المشكلة وحلولها

فالإدارة التنبؤية لا تحل محل الإدارة المنفعلة، وإنما تقلص من الحاجة إليها.



· كيف تطور مهاراتك في الإدارة التنبؤية ؟

كيف يمكن أن يبلي المدير بلاء حسناً في الإدارة المنفعلة أو التنبؤية ؟


ببساطة الجواب هو الممارسة، الممارسة هي الطريقة الأفضل.

كرّس بعض الوقت، يومياً، للتركيز على الإدارة التنبؤية وتدرب على المهارات التي ذكرناها سابقاً


وفيما يلي مثال على ممارسة سلوكيات الإدارة الفاعلة تفيدك في تعاملك معها بشكل أفضل:


- ضع جدولا لعقد اجتماع مع نفسك بحيث يمكنك أن تخصص لنفسك نصف ساعة من الوقت بعيداً عن جميع المقاطعات: أغلق الباب، افصل الهاتف، اقطع اتصال الشبكة الإلكترونية ...

- تناول المشكلة الكبرى التي تعتبر الأكثر إرباكاً للشركة، واسمح لنفسك أن تفكر فيها بعمق وبشكل منفرد، أي أن تكون هي فقط موضع البحث.

· متى حدثت آخر مرة ؟

· ما هو السبب في حدوثها.

· ما هي الإنذارات والمؤشرات التي سبقت وقوعها ؟

· ماذا فعلنا لحلها ؟

· ماذا كان بمقدورنا فعله لتفاديها ؟

· ماذا أستطيع أن أفعل للتقليص من فرص حدوثها مرة أخرى ؟

· ابدأ بمراقبة المؤشرات الإنذارات التي لاحظتها.

- عندما تظهر هذه الإنذارات أو العلامات مرة أخرى، طبّق الحل السابق قبل أن تستفحل المشكلة.

- كلما مارست الإدارة الفاعلة أو التنبؤية أكثر، كلما ازدادت مهاراتك في تطبيقها، صحيح أنك تبقى بحاجة إلى مهاراتك في الإدارة المنفعلة ولكن بحدود ضيقة لأنك ستوفر مواردك التي تستنزفها حلول المشكلات، في أعمال جديدة منتجة ومثمرة.