بدأت اليوم !

جاء في جريدة عكاظ السعودية في عام 2009 خبر كان بدايته التالي :
بدأت اليوم ظاهرة المثلية والمعروفة بالبويات أي السحاق تظهر مؤخرا في مجتمع المراهقات
إلى آخر الخبر ...
ما شدني إلى الخبر ليس الخبر بذاته وإنما طريقة كتابته حينما بدأ الخبر بكلمة " بدأت اليوم " وهذه الكلمة تحديدا هي ما شدتني للخبر ، حيث كيف يمكن لكاتب متعلم ومن المفترض أنه مثقف ويعلم حقيقة المجتمع الذي يكتب عنه لا يعلم أن هذه الظاهرة بدأت مع فجر التاريخ ومنذ أيام نبي الله لوط عليه السلام أو من بعدها ، وفجأة وإذا بكاتب الخبر يقفز بعقول القراء فوق كل هذه العصور الغابرة بتجاهل ويقول أن الظاهرة بدأت في الألفية الثالثة وكأنه بذلك قام باكتشاف صحفي جلل وقام بكشف النقاب عن غموضه وأسراره ، كان من الأحرى أن يستهل الخبر بعنوان لماذا لا نواجه هذه الظاهرة قبل أن تزداد أكثر وأكثر ويطرح عدة أسباب لها بدلا من الإدعاء بأن هذه الظاهرة حصلت اليوم وليس منذ آلاف السنين والواضح أن كاتب الخبر للأسف عبر بدون قصد منه بمدى تفشي الأزمة النفسية التي يعيشها المجتمع العربي والتي تتفاقم بإدعاء أننا مجتمع المدينة الفاضلة والتي قد يخطئ بعض من أفرادها ولكن خطأ ليس دائما يبدأ اليوم وليس منذ القدم ، وربما كان هذا الشعور لذيذ لدى من لا يملك الشجاعة الكافية ليرى الأمور على حقيقتها لا كما يتخيلها ، وطبعا هذا الشعور بالرضاء الدائم مفاده الوحيد الكسل عن مواجه مشاكلنا وحلها بدلا من إدعاء الفضيلة دائما ودائما .

أنمـــار خريـــــص