أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 5 من 5

العرض المتطور

  1. #1
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    37

    Lightbulb

    لذلك سأطلب منه أن يدعو الله أن يأذن للملائكة أن يروني تسجيلات متصلة على مدى آلاف السنين ، لنزول آدم عليه السلام وحواء إلى الأرض ، وذرياتهم الأولى قابيل وهابيل ، وتوالي الأجيال ، والنبوات الأولى والأقوام ، ونوح والذين معه ، وإبراهيم عليه السلام وهجرته وأولاده، وأنبياء وملوك بني إسرائي لإلى المسيح بن مريم وتصوير معجزاته ، ورفعه ، والكيد الذي تعرّض له ،وبقايا الحنيفية في العرب ، حتى قبيل بعثة النبي مُحمّد صلى الله عليه وسلم ، كل ذلك وخلال ألوف سنين من استطراد الخلود أرى التاريخ القديم وسيرالأنبياء دقيقة بعد دقيقة ، بالأبعاد الثلاثة ، كأني أشاهد المشاهد رأىالعين .
    فكأني وأنا أشكرالله وأشكر النبي صلى الله عليه وسلم على إجابة رغبتي الإيجابية : ألمح الحسن والحسين رضي الله عنهما يخرجان من وراء ظهره الشريف ، فأطير من الفرح ، واُعانق وألثم الأيادي والأكتاف ، ومنعني الحياء من جهر بالسلام على فاطمة الزهراء في داخل البيت ، ومعها نساء النبي وبقية بناته ، رضيالله عنهن ، فأومأت وخفضت الصوت وألجمني الأدب .فلما ذقت طعم وحلاوة رؤية التاريخ الحقيقي غير مزور ولا مبتور الخبر : أغراني الأمر فرجوت النبي صلى الله عليه وسلم أن يشفع لي عند الله تعالى أن يجدد أمره للملائكة الكرام أن يُروني سبع مسلسلات طويلة من الفيديوالمجسم على مدى ألوف السنين :
    الأول : أن يجتمع الطبري وابن خلدون والخطيب البغدادي وابن العديم والجبرتي ، في مائة من المؤرخين الذين أرخوا التاريخ الإسلامي ، وأنا بينهم ، فنرى معاً وبتعليقات منهم كل تاريخنا المشرف ، وأخبار خلفاء بني أمية وبني العباس ،ومن بعدهم من العثمانيـين والغزنويـين ، ونـَمرُ بصلاح الدين الأيوبي ،وألب أرسلان ، وفتح القسطنطينية ، وفتح الهند ، والاندفاع نـحو الصين ،ومحنة الأندلس ، وجهاد الشيخ شامل للروس في القوقاس ، وثورات الجزائر ،وبطولات عمر المختار ، ومأثرة الأفغان ، والصياغة العراقية الجديدة لمذهب نـقـض العولمة .

    والمسلسل الثاني : أرى فيه تاريخ البشرية ، والحضارات ، والمدنيات ، وحوادث بابل ونينوى ، وأثينا وروما ، وأخبار الصين ، والفراعنة ، والإنسان القديم ،ومعيشته وصيده وحياته الأولى في الغابات والجبال ، وفي العصر الجليدي ،وأخبار عاد وثمود ، والعرب البائدة ، وحِمْـيَر وسد مأرب وسيل العرم ،وأجيالَ أخرى نجهل خبرها .
    والثالث : أن اسمع للفلاسفة يتحدثون بصواب وخطأ ، وكيف أن الملائكة تقول للمخلط منهم والملحد : اخسأ فلن تعدو قدْرَك ، وهوميروس ، وهيرودوتس ، وشعراءالأمم ، وخطبائها ، وكـتُـابها ، ومتاهات أفلاطون وأرسطو ، وتميّز سقراط عنهما وقربه من التوحيد ، ونشأة الدول الحديثة ، والخطط والمنهجيات ،والصراع الاستعماري ، والثورات التحررية ، واكتـشاف أميركا ، وتطورها ،والنهضة الصناعية ، والمخترعات ، ونابليون ، والحربين العالميتين ، وقيام إسرائيل ، ودقائق الحياة المعاصرة .
    والرابع : أن تريني الملائكة عجيب خلق الله للحيوان والنبات والجماد ، والأكوان والمجرّات والشموس والكواكب ، وكيف بدأ الخلق، وكيف حصل التطور ، وانتقل معهم إلى الذرة والإلكترونات والبروتونات وتكوين العناصر تصاعدياً وفق الجدول الدوري ، والاتحاد الجزيئي ، والحقيقة الجسيمية والموجية للضوء ،وانطلاق الفوتونات ، والكمّات ، وأشكال الطاقة ، وارتيابات هايزنبرغ ،ونسبية اينشتاين ، فأكون على بيّنة من العلم الحقيقي وتركيبات المواد ، ثم إني اُحب أن تعلمني الملائكة الرياضيات المعقدة المتقدمة ، فإني أهواها ،وحرمتني منها السياسة ومعالجة قضايا الأمة ومشاكلها ، وأن يأذن الله بإرسال ماكس بلانك الألماني إليّ ليعلمني ويشرح لي كيف اكتشف الثابت حين رصد سيل الفوتونات ، وأن يرسل لي بعده ألف عالم أضاف الواحد منهم اكتشافا ًعلمياً إلى الرصيد الإنساني ، فاسمع لشرحهم : كيف فعلوا ذلك ؟

    والخامس : أن يُنـادى في الجنة أن الله أذن لعباده أن يسـتأنفوا سوق عكاظ ، فأرى واسمع أصحاب المعلقات العشر يتغنون بها ، ويشرحون لنا لغتها ، وأريد أن أطيل محاورتي لعنترة ، وان يشرح لي : ويكَ عنترُ: أقْدِمِ !! ثم شعراء الجاهلية جميعاً ، وشعراء صدر الإسلام ، والبحتري ، والمتنبي ، في ألف شاعر منهم حافظ الشيرازي ، وسعدي الشيرازي ، نزولاً إلى البارودي وشوقي وإقبال وطبقات مفتي زادة في روحانياته وآهاته اللواعج .
    والسادسة : خاصة عائـلية ، ولغيري أن يطلب خصوصية مثلها ، وفيها تـريني الملائكة آبائي وأجدادي وجدّاتي ، جيلاً بعد جيل ، إلى يوم البشرية القديم وأولاد آدم ، صورهم ، وأخلاقهم ، وبيوتهم ، وحفلات أعراسهم ، وأين عاشوا ، وفي أيسنة ، ومَن كان لهم من الأبناء والبنات ، فاصعد إلى جدّي العاشر علي بك العِزي المعاصر للسلطان العثماني مراد الرابع ، والذي عاونه في تحرير بغداد من الحكم الصفوي ، وأصعد أكثر لأعرف عز بن يحيى بن مصلح الذي ننتمي له ، وكان عُبادياً ، ثم إلى عامر بن صعصعة جده الأعلى ، ثم إلى مضروعدنان ، وأريد أن أزور كل جدّ وجدة أياماً ، وان تطبخ لي الواحدة تلوالأخرى البامية ، وتخبز لي ، وتـثرد لي ، و الباقلاء والطعام البغدادي
    أما المسلسل السابع : فهو سر أكتمه ولا أبوح به ، فاستعمل فراستك ، إنما هو جدٌ لا هزل ، وتعرفه بالذكاء والإخلاص معاً ، لا الذكاء فقط ، وإذا كنتَ على الدرب فما أقرب أن تميزه .والمشكلة أن الحياة الأخروية خالدة ، وهذه المخالطات والزيارات وجلسات التعلم والدرس ورؤية الفيديو الثلاثي الأبعاد تستغرق عشرات ألوف السنين ،إنما : ماذا بعد ذلك ؟ هل أكرر واُعيد مثل مناهج الاُسر الدعوية ؟ أم أرجع عامياً بعد دهر الاستعلاء العلمي والهِمَمي فأطلب أطايب طعام الجنة ومزيد لذاتٍ وأنزل عن مستوى التحليق السامي ؟بلى : قد يكون استعراض الفن الناجح المملوء بالمعنى أو مسحة الجمال سبباً لاستمتاعٍ منهجيٍ إبداعي آخر لألوفٍ من سنوات الخلود ،
    ولكن ماذا بعد ؟

    .....






  2. #2
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    37

    Lightbulb

    كما علمتكم طريق تطوير الحياة في الجنة ، فعلموني وأفتوني أيها الأخوة !!وكنتُأظن أن هذا التمني الواعي والتميز النوعي في دعاء التنعم الأخروي إنما هوسبق لي ، حتى رأيت خبراً طريفاً لبعض رجال شنقيط ، فعلمت أني مسبوق وأنهحاز الامتياز قبلي ، فقد كان اْمْحمد بن محمد اليعقوبي المعروف بابن الطلبشاعراً مُجيداً على طريقة الأولين ، فصنع قصيدة فيها ذكر الصحراء والبداوةوالصيد والسهام ، فرآها في نفسه أعلى من قصيدة الصحابي الشماخ بن ضرارالغطفاني في ذلك ، وقال يوماً بعدما نظم جيميته وأبرزها للناس : ( أرجو منالله أن أقعد أنا والشمّاخ بن ضرار في نادٍ من أهل الجنة ، وننشد بينأيديهم قصيدتـيـنا ، لنعلم أيهم أحسن !! ) (1) .والشماخ هو صاحب القوس العذراء التي باعها فندم وقال فيها شعراً طوّره محمود محمد شاكر إلى ملحمة شعرية رائعة .ومرةأخرى عارض ابن الطلب قصيدة للصحابي حُميد بن ثور الهلالي فقال : ( أرجو منالله أني أنا وحُميد بن ثور ننشد قصيدتينا في نادٍ من أهل الجنة ، فيحكمونبيننا ) (2) المعاصرين ، والأميري السوري ، ووليد الأعظمي العراقي، وآلخليفة الجزائري، ونبيل إيران أحمد وبذلك سبقني رحمه الله ، لكني علمت منذلك أني على طريقة راشدة في هذا التمني الجاد ،
    وان تلك السابقة إنما هيشهادة تـُنْبــِي عن أصالة رغبتي وطريقتي الإبداعية في تطوير آفاق الحياةفي الجنان .ومُرادنا إيجابكُلّه ، ولكن كسولاً يريد أن ينحرف به إلى سلب ، فيزعم أنه سوف ينـتـظرالجنة ليقرأ العلم الشرعي ويجوب ويطرق مجالس الأئمة ، تماشياً مع هذهالمنهجية الإبداعية وتصديقاً لها ، وقد أخطأ وتوهَّم وكبح به ظنهُ وتأويله، فإن تعلّمه في الدنيا حدود الحلال والحرام ، وصفاء العقيدة له من البدع، هو الذي يعصمه ويُدخله الجنة ، ولا تكفيه هِمّته والنوايا إن لم يعضدها صواب المذهب ، فلا تأجيل للعلم ، بل هو واجب فوري ، وعلوم أيام الجنـّة تحليق ، ومُـتعة ، وغرام ، وشُغل خير ، وجنس من النعيم المعنوي الذي يعلوعلى النعيم المادي . فليحفظ هُمامٌ إيجاب الإبداع ... وليحذر التضيـيع



  3. #3
    مشرف المدربون المعتمدون الصورة الرمزية رنيم أبو الشامات
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    الدولة
    Syria
    المشاركات
    163
    معدل تقييم المستوى
    37

    Lightbulb ردّاً على هذا المقال

    أضع بين أيديكم .. مقالاً ..بإبداع الأخ المدرب إبراهيم جعمات

    قد وصلني منه ردّاً على المقال أعلاه إلى إيميلي .. وها أنا ذا أشارككم به ..


    Date: Sun, 9 May 2010 15:12:52 +0000
    From:
    Subject: Re : منهجية إبداعيةفي استثمار الخلود
    To: ranimshaker







    شكرا جزيلا لك يا أخت رنيم على ما تقومين به من مجهودات , و على الالتفاتات الدعوية التي ترسلينها لنا بين الفينة و الأخرى , فجازاك الله عنا خير الجزاء .......


    غير أن مشاعر الثناء و الإعجاب - التي كانت حبيسة النفس - وجدت في مقال الراشد سبيلا للإفصاح عما يجيش في الصدر من لوعة الشوق إلى الجنة, و مرافقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة و السلام.



    لا أكتمك سرا إن قلت لك أن الراشد كان لي أستاذا و مربيا , فمن قرأ المنطلق و العوائق و الرقائق و المسار و صناعة الحياة و منهجية التربية الدعوية , و قرأ العشرات من مقالاته و استمع الى مثلها من محاضراته يدرك تمام الإدراك عن أي نوع من الرجال نتكلم .


    فهو الفقيه و المفكر و الخبير بشؤون الدعوة و أساليبها , و هو المنظر الذي أضافت نظرياته الحركية و لمساته التربوية إضافات جوهرية إلى واقع العمل الإسلامي المعاصر .



    فمقاله الراقي هذا , بأسلوبه البليغ الساحر , و خياله الخصب , جعلني أهيم معه في عالم الفردوس الأعلى , فقد حرك رغبة في الكتابة كانت مخبوءة بين جوانحي و قد آن لها أن تفصح عن نفسها .


    و أستسمحكم عذرا أن أضيف مشهدا جديدا لرحلة الخلود هاته ........




    التقيته على ضفاف نهر جار , في أعالي الفردوس في أجمل صورة و أبهى حلة , و قد بسط أمامه ملايين الكتب و المخطوطات مع كثير من الأقلام و الدفاتر و الأحبار .


    فألقيت عليه السلام , فقام من مكانه و حياني ووجهه مشرق بابتسامة عريضة , ودعاني للجلوس على فراش من حرير فاخر فأحجمت قليلا , فقال لي : اجلس يا بني , لقد لبسنا في الدنيا الخشن من الثياب , و جثونا بالركب على الحصير اليابس أمام الشيوخ , حتى أثر في أجسادنا , و أسهرنا جفوننا في طلب العلم و كتب علينا الحل و الترحال من مكان لمكان , فرارا بديننا , و نشرا لدعوتنا , و تمحيصا لتراث سلفنا , فقد آن لنا الأن أن نجلس على الحرير ونلبس فاخر الثياب , و بعد أن جلست قال لي : من تكون أيها الفتى , عرفني بنفسك فإني أرى آثار النجابة بادية على محياك .


    قلت له أنا إبراهيم , سمّاني أبي على نبي الله إبراهيم الخليل طمعا في أن يراني يوما ما معلما أو حكيما , أو أديبا أريبا أو مصلحا متخلقا بأخلاق النبوة , و أنا من أرض الجزائر , بلد الشهداء و المجاهدين .


    فطلّع الراشد زفرة عميقة تم قال : أيه يا أرض الجزائر .... كادت أن تكون فرنسية , لولا أن قيّض الله لها رجالا من أمثال ابن باديس و الإبراهيمي ردوها إلى حاضرة الإسلام و العروبة , و كادت أن تكون علمانية لولا أن قيّض الله لها شيخ دعاة الجزائر محفوظ نحناح الذي نجح في ترشيد الصحوة و حمايتها من الإنزلقات.


    ثم قال لي الراشد : و لكن كيف تعرفت علي ّ ؟




    فقلت له : كيف لا أعرفك و قد بلغ صيتك الأفاق , فكتبك الكثيرة قد ملأت المكتبات , و مقالاتك الرائدة مزدانة بها المواقع و المجلات , و اجتهاداتك قد صوبت المسارات .



    فقال لي : و لكن كيف كانت بداياتك ؟



    فقلت له : كانت بداياتي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي مع كتاب العوائق , إذ



    حضرت حلقة دراسية لشرحه , فلم أفهم المقصود لأني كنت حديث عهد بالالتزام , فنصحني أحد المربين بقراءة كتاب المنطلق فقرأته مرات و مرات و فهمته و خبرته و كان كتاب المنطلق بالنسبة لي هو المنطلق الحقيقي , ثم عدت الى العوائق فقرأته و فهمته , ثم شرعت في قراءة كتبك الأخرى المعروفة .




    ثم قلت له : أخبرني عن هذه الآلاف المؤلفة من الكتب المبسوطة أمامك , ألم تقرأها في دنياك السابقة فقال لي : قرأت جلها , و لكن لم يمتد العمر بي حتى أحققها و أنقحها و أعلق عليها و أستخرج ما فيها من فوائد , و أقرأ علوما أخرى لم أكن أعرفها من قبل .



    فقلت له بلهفة و تعجب : هل تستطيع أن تقرأ و تحقق كل هذه الكتب ؟



    فقال لي : أنسيت أنك في جنة الخلود ؟



    أه لقد نسيت , فهذا أول يومي في الجنة , فقبل قليل كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم و قد شفع لي عند رب العزة فعفا عني برحمته التي وسعت كل شيء .



    ثم نظر اليّ الراشد و قال لي : ألا ترغب في مرافقتي ؟ فقلت بلى و لكن لي برنامج أخر أريد أن أطبقه وفق أسلوبك و طريقتك , فقال ما هو , فقلت له أريد أن أحصل علوما و معارفا قصرت همتي عن إدراكها , أو حالت بيني و بينها ظروف و مآرب , و أن أكمل ما بدأته من إنجازات في ميادين شتى .



    أريد أن أضيف الى باقة حفظي للقرآن الكريم ما تبقى من القراءات العشر , و أتتبع المقرئين و رجال السند واحدا واحدا حتى أصل الى أمين الوحي جبريل عليه السلام , ثم أنصرف الى تفسيره و بيان معانيه و بلاغته و إعجازه وإعرابه , حتى أستوفي جميع علوم القرآن الكريم .


    ثم أنصرف الى علوم الحديث النبوي الشريف , فأحفظ المتون و الأسانيد , و كل ما أشكل عليّ أمر , إستأذنت حبيبي و قرة عيني محمد صلى الله عليه و سلم فأكحل عيني بالنظر الى وجهه الكريم و أسأله عمّا أشكل عليّ فهمه .


    ثم أنصرف الى كلام العرب فأتم ما حفظته من المعلقات العشر ودواوين الشعراء , و حفظ أيام العرب و أنسابهم و تاريخهم ووصاياهم , و خطب البلغاء منهم .




    بعد ذلك أدرس تاريخ الأمم و الشعوب من بد ء الخلق الى يوم القيامة , و أدرس لغاتهم و تراثهم و فلسفتهم و أنماط معيشتهم .



    ثم أواصل رحلتي في دراسة فكر التنمية البشرية و ما استجد فيها , و أريد أن أزور أساتذتي و مدربيّ و متدربيّ و زملائي المدربين و أطلع على أحوالهم و أخبارهم و مؤلفاتهم , و مواقعهم , وآثارهم .



    ولكن أخبرني أيها الراشد : ألا يمكنني استعراض ما حدث في الدنيا بعد رحيلنا منها ؟ فقال هذا أمر بسيط , يكفي أن تفكر في الموضوع أو في الأشخاص حتى ترى مسلسل الأحداث يعاد مرة أخرى أمام عينيك , و تستطيع أن تنتقل من مشهد لمشهد , و تستطيع أن تسأل من حولك و تستفسر .




    و في لحظة فكرت في التنمية البشرية , و بدون سابق إنذار, و كأني أمام محرك بحث بأبعاد غير منتتهية نقلني الى مشهد مثير هذه تفاصيله .




    في قاعة للمؤتمرات في القدس بفلسطين التي أصبحت رائدة للتقدم العلمي و التكنلوجي , بعد أن أبيدت إسرائيل من الخارطة السياسية و تحالف عليها الحجر و الشجر, و سقطت الحضارة الغربية سقوطا حرا نتيجة لصدامها مع الفطرة و مع سنن الكون فأصبحت دول أوربا و أمريكا فقيرة متخلفة عاجزة .



    و في أحد الأجنحة عرضت لافتة كبيرة فيها آثار أقدام و مكتوب عليها هذا البيت من الشعر


    و كن رجلا إن أتوا بعده يقولون مرّ و هذا الأثر




    فقلت يا إلهي هذا شعاري في الحياة الدنيا, و لكن حيرتي زالت عندما رأيت صورتي و مكتوب تحتها : الذكرى المئوية الخامسة لوفاة مجدد التنمية البشرية


    فتجولت في المعرض و الدهشة آخذة بلبي فرأيت بعضا من مؤلفاتي, و بعضا من مؤلفات طلابي, وآثاري وصوري , و مجموعة من رسائل الدكتوراه كتبت عن حياتي و منهجي و آرائي, ثم سألت أحد المشرفين على هذا المعرض: من هذا الرجل ؟ فنظر إلىّ باستغراب و قال لي : هل تهزأ بي ؟ كيف لا تعرف مجدد فكر التنمية البشرية و رائدها في القرون الخمسة الماضية , أم أنك نزلت من كوكب أخر ؟ فقلت له : نعم أنا من عالم آخر و لكن أخبرني بالمزيد عنه : فقال لي : هذا الرجل كان يعيش في القرن العشرين , و كان يطرح أفكارا غريبة , و كان يقال عنه أنه مجنون لأنه كان يعيش في عالم من الخيال .





    لقد قام بمجهودات عظيمة في تنقية علوم التنمية البشرية مما لحق بها من بعض المعتقدات القديمة , و أصل منهجها من القرآن الكريم و السنة النبوية , و إليه يعود الفضل في أن أصبحت مادة أساسية تدرس في كل المعاهد و الجامعات , فاتخذها وسيلة للدعوة الى الإسلام بطرق غير مألوفة في عصره , كما أسس العديد من مدارس الإبداع التي حققت نتائج مذهلة في التحصيل العلمي للطلاب , و طور في مناهج التعليم , حتى أوشكت المدارس الحكومية أن تغلق أبوابها


    ثم ناولني كتابا و أطلعني على مقال عنوانه : مع الراشد في رحلة الخلود ,ثم قال : هذا نموذج من خياله فقلت له باستغراب : و لكن هذا المقال لم ينشره فيما أعلم , فقال لي و الابتسامة تعلو محياه : لقد نشرت هذا المقال باحثة مشهورة كانت معاصرة له اسمها رنيم , ثم أمسك بذراعي و قال لي : هيا أطلعك على جناحها في المعرض , هذه مؤلفاتها و أوسمتها , لقد حازت على جائزة القدس العالمية , التي حلت محل جائزة نوبل قبل 3 قرون , و لها إضافات و بصمات واضحة في مجال التنمية البشرية .


    تم قلت له : هل أطلعك على سر خفي عليكم ؟ فقال و ما هو, فقلت له : إن رنيم هي التي دربت صاحبكم هذا , و إذا أردتم التأكد فما عليكم إلا أن تكلفوا فريقا من الباحثين و يعودوا الى عصر الكمبيوتر ليبحثوا في أرشيف " المدربون المحترفون " و" منتديات النجاح " و موقع " إيلاف ترين ."




    و أنا في قمة السعادة مما يحصل معي , أفيق من غفوتي فأ جد نفسي أمام كمبيوتري لأرد على موضوع أرسلته لي رنيم , و ليتأكد لي أنني فعلا مجنون ........ فقررت أن أستثمر في الجنون




    و حتى يثبت العكس إليكم مني أفضل تحية و أزكى سلام .


    المدرب إبراهيم جعمات

    09/05/ 2010


    ....




الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178