هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا

ركب زيد بن ثابت، فدنا ابن عباس ليأخذ بركابه، فقال له: مَه يابن عمِّ رسول الله. فقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بعلمائنا. فأخذ زيد بن ثابت يد ابن عباس فقبَّلها، وقال: هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل رسول الله r[7].

- قال عروة بن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب t وعلى عاتقه قربة ماء، فقلت: يا أمير المؤمنين، لا ينبغي لك هذا!! فقال: لما أتاني الوفود سامعين مطيعين، دخلتْ في نفسي نخوة، فأحببتُ أن أكسرها. ومضى بالقربة إلى حجرة امرأة من الأنصار فأفرغها في إنائها[8].

- عن عبد الله بن عباس، قال: كان للعباس ميزاب على طريق عمر، فلبس عمر ثيابه يوم الجمعة، وقد ذُبح للعباس فرخان، فلما وافى الميزاب صُبّ ماء بدم الفرخين، فأصاب عمر، فأمر عمر بقلعه، ثم رجع عمر فطرح ثيابه ولبس ثيابًا غير ثيابه، ثم جاء فصلَّى بالناس، فأتاه العباس، فقال: والله، إنه للموضعُ الذي وضعه رسول الله r. فقال عمر للعباس: وأنا أعزم عليك لما صعدت على ظهري حتى تضعه في الموضع الذي وضعه رسول الله r. ففعل ذلك العباس[9].

مقتبس من د.راغب السرجاني