لماذا التعلم السريع؟ هل له نتائج مؤكدة؟ كلما تكلمنا عن التعلم السريع في السنوات الأربعة السابقة كان السؤال الذي يُطرح بقوة وبشكل متكرر: هل هناك أبحاث، أو دراسات أو أي شيء يثبت فعالية التعلم السريع؟ وأعتقد أنك تتفق معي على ضرورة أن نحتاج إلى أدلة واقعية تثبت جدارته، وسنعرض عدة مقالات فيها أدلة من دراسات وتجارب بداية من أبحاث لوزانوف ثم روسيا ثم هنغاريا ثم الولايات المتحدة وأخيراً من دمشق والدوحة وجدة ومراكش والخرطوم.
موسكو: ربما يكون معهد فالديمير لينين في موسكو أرقى أكاديمية لتعليم اللغات الأجنبية في روسيا، وقد تبنت هذه الأكاديمية نظام لوزانوف بعد سلسلة من الإختبارات التي تم التحكم بها جيداً وتم إعداد تقارير بنتائجها من قبل الدكتورة سميرنوفا 1973 (Colin Rose, Accelerated Learning, 2003.).
لقد تم تصميم الإختبار بأربعة طرق:

  • المجموعة الأولى تتعلم الإنجليزية باستخدام التعليم التقليدي.
  • المجموعة الثانية تتعلم الإنجليزية باستخدام التعلم السريع.
  • المجموعة الثالثة تتعلم الفرنسية باستخدام التعليم التقليدي.
  • المجموعة الرابعة تتعلم الفرنسية باستخدام التعلم السريع.



كان هناك 25 طالباً في كل مجموعة وكانت النتائج كما يلي:







تم إعداد تقرير بالنتائج المهمة لهذا الإختبار وبصيغة دقيقة جداً من قبل الدكتورة سميرنوفا, حيث كانت كما يلي:
1. المتعلمون الذين استخدموا التعلم السريع قد تعلموا أساسيات اللغة الجديدة خلال شهر واحد.
2. لم يظهر على المتعلمين أي علامات إرهاق بالرغم من الكم الهائل من المادة، لقد صرحوا بأنه كان لديهم "إحساس بالرضا" وأن معظمهم شعر بأن "عوائق الخجل قد تم إزالتها". العديد منهم أيضاً صرح بأن نومهم بات أفضل وبأن الصداع والإكتئاب لديهم قد اختفى.
3. أساس التقييم كان التذكر الصحيح للكلمات بناءً على الإجراءات القياسية لإختبار اللغة.
4. قواعد الكلمات والتحدث بطلاقة باللهجة العامية كانت أفضل بشكل كبير وجوهري في المجموعات التي تعلمت من خلال التعلم السريع فقد كان طول الجمل التي يتحدثون بها أكبر وكان بناء الجمل لديهم أكثر تعقيداً. في الحقيقة كان أداؤهم بشكل عام أفضل بثلاث مرات على الأقل (ولكن تهجئتهم للمصطلحات هو الشيء الوحيد الذي تساووا به مع مجموعة التعليم التقليدي، وهذه نتيجة حتمية للتركيز على الجانب الشفوي من تعليم اللغة).
وكأن حال التقرير يقول بأن المجموعات التي إستخدمت التعلم السريع أصبح لديها "ميزة عظيمة في فهم النصوص غير المألوفة". هذه النتائج ليست غير متوقعة, ذلك لأنها في الحقيقة هي نفس الطريقة الطبيعية التي تعلمنا بها لغتنا الأم عندما كنا أطفالاً.
النتيجة: لقد أقام مركز دبي للتعلم السريع الكثير من الدورات في التعلم السريع في السنوات الستة الأخيرة وعلى نطاق واسع، في سوريا والإمارات العربية والمملكة المغربية والسودان وقطر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية وسلطنة عمان، ولقد انتشر الكثير من ممارسي التعلم السريع في التطبيق، ولقد تحدثنا مع عدد كبير منهم حول النتائج من التعلم السريع فكانت جميع آرائهم ووجهات نظرهم متشابهة: "التعلم السريع هو طريقة تعليمية ذات قيمة وأهمية عظيمة". يقول يوسف دوارة وهو مدرب بارع في مجاله: "إنه شيء عظيم أن تساعد القسم الأكبر من المتعلمين على تحقيق النتائج التي عادة ما يحققها القسم الأقل من المتعلمين والذين نطلق عليهم لقب العباقرة".
كل شخص تحدثنا إليه اعترف بالدور الرئيسي الذي قام به الدكتور لوزانوف, لكنهم كانوا متفقين بالإجماع أن التعلم السريع قد تطور بشكل أكبر وأبعد من الطرق التي تخص شخصاً واحداً بعينه. التعلم السريع هو الآن حركة، حركة يساهم بها الآن الآلاف من المعلمين المحترفين وعلماء النفس التعليمي حول العالم، وفي عالمنا العربي أيضاً. إنها نمط من التعليم الذي يستمر في التطور ولقد تميزنا في كتاب "التعلم الطبيعي – التعلم السريع" ليس فقط من أجل أن نجعلك تصل إلى "حالة من الفن والإبداع" وإنما لنجعل هذا الفن والإبداع جزءاً من حياتك الشخصية.

الدكتور محمد ابراهيم بدرة
دار إيلاف ترين للنشر، كتاب التعلم الطبيعي، النسخة الأولى، المؤلف الدكتور محمد ابراهيم بدرة، 2012.


موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=946