هل سمعت أن المدرب لا ينبغي له أن يتحدث أكثر من 30% من الوقت فقط ؟؟ ويدع الباقي للمتدربين , وهل يمكن أن تكون هنالك عروض مشتركة بين المدرب والمتدرب , فعلا هذه الأفكار أشغلت فكري وأشعلت مخيلتي ... كيف لي أن أدع المتدربين يقدمون مادتي والتي تعبت في تحضيرها وتنسيقها ؟ وهل هذا ممكن ؟ هل المدربون قادرون على تقديم المادة التدريبية بشكل مناسب ؟
قررت أن أخوض التجربة ... لربما أخسر ... ربما أكسب ... من يدري ؟؟ فقد ُطلب مني تنفيذ دورة تنشيطية Refresher Course لعدد 100 متدرب في مجال عملهم( مقسمة على 4 مجموعات ), المتدربين سيظلون لمدة 8 ساعات يسمعون كيفية تنفيذ الخطوات التي يقومون بها يوميا .... كم هي مملة هذه الدورة ؟ قفزت في مخيلتي فكرة العروض المشتركة ... قررت أن أقوم بالتالي :
· توزيع المتدربين على شكل مجموعات (4 إلى 5 مجموعات ).
· تعين كل مجموعة قائدا ومتحدث رسمي وإسم يعبر سمة من سمات الشركة.
· طلبت من المجموعة اختيار محور من محاور الدورة لتقديمها لباقي المجموعات.
· تحصل المجموعة التي تقدم المحور بشكل متميز على 5 نقاط (يجوز مساندة المتحدث من قبل فريقه ) .
· تحصل المجموعة على 3 نقاط عندما التقديم ناقصا.
· عند حصول على مداخلات سلبية من المجموعات الأخرى تخصم نقطة واحدة من المجموعة المتداخلة.
· عند تقديم المجموعات لمداخلات وتعقيب إيجابي تحصل على نقطتين.
· يشترط أن لا يحتكر الحديث شخص بعينه وإنما ينبغي مشاركة الجميع.
وفعلا بدأت الدورة فكانت دورة رائعة ... وحققت أهداف عديدة :
· كنت أقل المتحدثين, فقد كنت أعقب في نهاية عرض مجموعة لأحد المحاور فقط.
· شاركت مجموعة بأكملها في عرض الموضوع (المجموعة المكلفة بتقديم المحور ).
· حرصت المجموعات الأخرى أن تستمع لكي تعقب بشكل إيجابي وتحصل على نقاط إضافية لمجموعتها.
· حرصت المجموعات على ضبط أعضائها لكي لا تخسر أي نقاط.
· حققنا مبدأ العروض المشتركة بين المدرب والمتدرب بطريقة مبتكرة.
· تم التخلص من جو الكئيب الذي كان يمكن أن يسيطر على المتدربين من جراء تلقينهم لخطوات العمل المكررة والمعروفة لهم.
· إشاعة جو من التنافس والإثارة خلال ساعات الدورة , مما أشعر الجميع أن الوقت مر سريعا .
· أثرت الدورة جانب التعاون والمشاركة الاجتماعية للمجموعات وخلقت جو تعاوني في التعليم.
· كسرت حواجز الحرج الاجتماعي والانعزال الذي يعانيه المتدربون أحيانا خلال الدورات التدريبية.
أيا كان موقعك ... مدربا ... مدرسا ... معلما ... مديرا ...طبق هذه الأفكار أو غيرها مما دارت في خلدك أثناء قراءتك لهذه التجربة .... كن شجاعا في أخذ المبادرة ... وأعدك بأنك لن تندم.

بواسطة: المدرب حسين حبيب السيد
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article.thtml?id=559