يعتبر بل هيوليت وديفيد باكارد بحق المؤسسين لوادى السيليكون. فلم يؤسس هذان الرجلان شركة تضم الان اكثر من 100 الف عامل فى انحاء العالم وتعتبر الاب لهذة الصناعة فحسب, بل انهما اسسا شركة ذات قيم – شركة تتعامل مع العاملين لديها بالحق والانصاف, وتهتم اهتماما حقيقا برعايتهم. لقد انشأ الرجلان شركة اصبح اسلوبها فى الادارة النموذج الذى يحتذى فى وادى السيليكون باسره. وبالتالى فى باقى العالم. وحتى بعد ان بلغ من العمر 84 عاما فقد كان من التواضع بحيث لايقبل بمثل هذاالمديح بدون اعتراض. وربما كان ذلك –وليس مجرد الثروة– هو الصفه التى تميزة كاسطورة بحق.

التقى بل هيوليت وباكارد فى خريف 1930 فى السنة الاولى فى جامعة ستانفورد. وبتشجيع وتوجيه مستمرين من الاستاذ فريد تيرمان استطاعا هما واثنان من اصدقائهما ان يؤسسا شركة صغيرة من منازلهم. وفى عام 1937 عقد هيوليت وباكارد اول اجتماع رسمى لهما للاتفاق على وضع "خطط تنظيم مؤقته وبرنامج عمل مؤقت لمشروع الشركة الخاصة المقترحة". وفى عام 1939 كونا شركة تضامن بسيطة واستخدما قرعة وجهى العملة لتحديد ترتيب الاسماء بالنسبة لمشروعهما الوليد. وقد فاز هيوليت فى هذة القرعة.


وبعد فترة من الزمن عثرا على منزل من طابقين فى مدينة بالو التو وقررا استئجاره. وكان لهذا المنزل جراج يتسع لسيارة واحدة. قررا هيوليت وباكارد استخدامه ورشة لهما وقد اصبح هذا الجراج الان علامة تاريخية بارزة فى كاليفورنيا تعرف باسم "مكان ميلاد وادى السيليكون".


ويعتبر المنهج المبدئى الذى سارا عليه فى انشاء شركتهما وفقا لاستراتيجة كلية ادارة الاعمال المعاصرة. منهجا غير استراتيجى الى حد ما: فقد كانا يحرران عقود العمل للمهام المطلوبه, ويصنعان اجهزة حسب الطلب مثل اشارة الخط الذى يحدد منطقة اللعب فى لعبة البولينج او اداة ضبط المحرك فى نقطة مراقبة محلية.

غير انهما سرعان ما ادركا ان الاختراع الذى توصل اليه هيوليت, وهو الهزاز السمعى, به كل المقومات التى تجعله منتجا تجاريا له القدرة على البقاء، وله تطبيقات فى مجالات الطب والدفاع والجغرافيا الطبيعية وكان الهزاز السمعى اول منتج كبير للشركة. واخذت الشركة فى التوسع بسرعة فائقة وفى عام 1957 طرحت الشركة للاكتتاب العام واتاح لهما التزامهما بالتجديد والابتكار التنوع فى درجة انتاجهما بدرجة كبيرة .وفى ايامنال هذة تنتج الشركة الاف المنتجات.

وضعا هيوليت وباكارد مجموعة من القيم اطلق عليها اسم "طريقة هيوليت باكارد" تؤكد الالتزام بالابتكار والتجديد وتركيز الاهتمام على الزبون والعمل فى الوقت نفسه على تعزيز الرفاهيه للعاملين فيها وفى المجتمع الذى تعمل فيه بصفه عامه. لقد اصبحت طريقة هيوليت باكارد نموذجا يحتذى فى كثير من الشركات اليوم, سواء كان ذلك فى وادى السيليكون او فى العالم باسره.

والحقيقة انه لامجال للمبالغة فيما اسهمت به شركة هيوليت باكارد فى ظهور وادى السيليكون رائدا لانشطة تاسيس شركات العالم, وانشاء الوظائف, والابتكار التكنولوجى ويمكن ان يعزى قدر كبير من نجاح الشركة الى بل هيوليت. فهذا الرجل بتواضعه وكرمة واهتمامه بالعاملين. يعتبر بحق اسطورة, ونموذجا يحتذى به العاملين فى المستقبل.

ولقد اجرينا اللقاء مع هيوليت فى منزله فى ولايه كاليفورنيا.


من المنطقى ان نبدأ معك الحديث بالسؤال عن علاقتك باستاذك فريد تيرمان. ماذا كان حافزك عندما اخذت بنصيحته وبدات شركة وحققت تلك القفزة؟

لقد كنا جميعا ندرس منهج هندسة اللاسلكى فى الكلية. وكان صفنا ينقسم الى مجموعتين, احداهما للهواة واخر لغير الهواة وكنا ديف وانا ضمن مجموعة الهواة وسرعان مابدأ ديف فى دراسة مناهج للتخرج فى هذا المجال.

ولا تنس ان ذلك كان فى عام 1939. وهو لم يكن بالوقت المناسب لانشاء شركة. ولكن كان الامر وكاننا لايوجد لدينا مانفعله غير ذلك –واظن ان ذلك كان التفاؤل المفرط للشباب. وكنا قد حصلنا على تدريب جيد, ونعلم اننا بحاجة الى وظائف, ولكننا لم نكن نعرف كنه هذة الوظائف.

يقول كثيرون ان المرء يحتاج الى فكرة مبتكرة تماما حتى يبدا مشروعا خاصا. هل تعتقد ان ذلك صحيح؟ وكيف كنت تحصل على افكارك لصنع منتجات معينة؟

لم يكن لدينا بالقطع فكرة مبتكرة. وكانت فكرتنا المبتكرة هى ان ناخذ ما نستطيع الحصول عليه حسب الطلب. وكانت معظم مهامنا الاولى مهاما محددة بعقد– فى اى شىء. ونفذنا عدد من المشروعات ثم عملت على تصميم الهزاز السمعى وهكذا اتصلنا بعدد من الاشخاص فى انحاء البلاد للحصول على طلبات والمثير للدهشة اننا حصلنا بالفعل على بعض الطلبات وكانت تلك بدايتنا للعمل فى مجال الالكترونيات وكانت تلك فرصة وفرتها لنا دراستنا لمنهج فى الهندسة الكهربائية.

وكانت وظيفة ديف هى التسويق, اما وظيفتى فكانت الانتاج. وهكذا ترى انه هو الذى كان المؤسس للشركة وانا الذى اؤدى العمل.

ما دمت بدات فى انشاء شركة على طريقة اديسون, فهل كنت قلقا ازاء المنافسة عندما اصبحت لك شركتك الخاصة؟

لم يكن هناك الكثير من المنافسة عندما عندما كنا نحررعقود المهام المطلوبة. وظل الحال كذلك الى ان دخلنا فى مشروع الكاشف وايضا الهزاز. كان هناك شركة تسمى جنرال راديو وكان رئيس هذة الشركة رجلا متعاونا الى حد بعيد. قال لنا "شركة جنرال راديو تحتاج الى المنافسة" وقدم لنا التشجيع والمقترحات وهو امر غير عادى بين المتنافسين.

هل كانت الاخطاء التى ارتكبتها من بين الاشياء التى تغفل دائما فى تاريخ هيوليت باكارد نظرا لنجاحها. فاذا كنت تقدم نصيحة عن المخاطر التى يجب اجتنابها لمن هم بصدد تاسيس شركة خاصة, فماذا تقول لهم؟

حسنا. ساقول لك انه عليك دائما ان تتذكر ما حققته من انجازات ولاتتذكر ما اصابك من اخفاق.

لا ادرى. فلم يكن هناك طريق واضح بين الجراج والحاسب –بل كانت قفزة كبرى. ومع ذلك كانت تلك قفزة ميكانيكية قمنا بها خطوة خطوة. لقد فعلنا ما فعلناه لان الزبائن كانوا يريدون ذلك اولا كانوا يريدون ادوات ثم اصبحوا يريدون اجهزة حاسبات وكنا نقدم لهم مايريدون وهكذا ترى انه من المهم حقا ان تكتشف مايريده الزبائن وتقدم لهم مايريدون.
لقد رحلت فترة وخدمت فى الجيش. فكيف كان تاثير ذلك فى دورك بالشركة؟
عندما تركت الشركة كانت تضم 15 شخصا وعندما عدت اليها كان العدد قد اصبح 250 شخصا

اذن فقد كان السيد باكارد يديرها على نحو سليم؟

نعم. ولكن معظم هؤلاء الناس لديهم وظائف اخرى. ولذلك فقد خفضنا بعد الحرب هذا العدد الى 80 شخصا وكان ذلك من القرارات الصعبه.

كيف عالجت هذا الموضوع؟


اعتقد ان الشىء الوحيد الذى تستطيع ان تفعله هو ان تفكر فى البدائل فاذا لم تلجا الى تسريح بعض العاملين فان الافلاس هو البديل ولن تستطيع ان تساعد احد مادام ان ذلك يساعد على ان تختار افضل الناس. وان تختار الذين تحتاج اليهم بالفعل. والشىء الاخر الذى يمكن ان تفعله هو ان تتعلم حقيقة كيف تستخلص من العاملين لديك افضل مالديهم –ولايعنى ذلك ان تعتصرهم بل الاحرى ان توفر لهم المكان الذى يستريحون فيه.

دعنا نتحدث عن ثقافة الشركة. فالجميع فى الوادى يشعرون بالاعجاب تجاه الثقافة التى تعمل بمقتضاها الشركة. وياتى جزء من هذا الاعجاب من "طريقة هيوليت باكارد" كيف قررت اختيار الاهداف التى اخذت بها؟ هل كانت تلك عمليه طويله وممتدة؟

لقد كان لدينا فريق للادارة. وذهبنا الى سونوما فى شتاء احدى السنوات وجلسنا معا فى عطله نهاية الاسبوع وتحدثنا عن الشركة. وفى ذلك الوقت كتبنا الاهداف التى تسعى الشركة الى تحقيقها واخذنا نحللها تحليلا دقيقا ولكن معظم حديثنا يعتمد على الفطرة السيلمة. كان الزبون ياتى لنا اولا

لقد ادرت شركة هيوليت باكارد فى حقبتى الستينات والسبعينات. فماهى اوجه القوة التى تعتقد انك تمتلكها لكى تكون مديرا؟

حسنا. لقد كنت اتعلم من ديف, وكان هناك توافق بيننا. كنت فى البداية رجلا فنيا فقط. وكان ديف مديرا عظيما .

"التوافق بينك وبين ديف" ليست هى الاجابه التى نقبل بها.( الجميع يضحكون )
ماهى فى رايك حقيقة اوجه القوة لديك؟

ربما كانت الطريقة التى افهم بها الناس
هل لك ان تدرك ان ماحققناه من نمو فى شركتنا حدث فى اثناء ذروة الكساد؟ ثم اننا كنا نستخدم العاملين ليس لانهم لديهم معرفة بهذة التكنولوجيا وانما لانهم قادرون على العمل. وكان هؤلاء الناس يعملون باجتهاد وكنا نحب ان يشاركونا الارباح التى نحققها كما كانت الشركة من اوائل الشركات التى قدمت نصيب من الارباح للعاملين فيها.

لقد كنا نهتم بالعاملين ليس من اجل المال. وانما ذلك لكى نشعرهم باننا نهتم برعايتهم. ربما يكون ذلك بان نهدى اليهم بطانية عند قدوم طفل جديد. او نقدم لهم يد المساعدة عندما يكونوا فى حاجة ماسة الى ذلك.

فعلى سبيل المثال كنا ننظم الرحلات لحوالى 7 الاف شخص. وكنا ديف وانا لا نتوانى فى خدمتهم اثناء تقديم الطعام. وكان هناك ذلك الرجل دائم الشكوى من ان الطعام ناضج اكثر مما يجب وهكذا قررنا ان نقدم له جلود احذية بدلا من اللحم(ضحك) ثم عاد ليقول لنا ان هذا افضل طعام تذوقته فى حياتى (مزيد من الضحك).

ماهى النصيحة التى يمكن ان تقدمها لامثالنا الذين يريدون بدء مشروع شركة؟

فى الاساس, عليك ان تجعل كل موظف عضوا فى فريق. فاذا عمل كل منهم فى فريق عندئذ يكون للشركة فرصة كبيرة للنجاح. اما اذا لم يكن الامر كذلك فعندئذ تنهار الشركة. وافضل طريقة لتجعلهم ضمن الفريق هو ان تظهر لهم اهتمامك.

وبانتهاء هذة الشخصية يكون قد اكتمل بحمد الله وعونه وتوفقيه تلخيص الكتاب بأكمله وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.







نقلا من موقع:
http://groups.yahoo.com/group/learncomputer
اعداد وتلخيص
محمد عزالدين عبدون
الكلمات المفتاحية: الإصرار، التفكير بالنجاح، المثابرة، الاهتمام بالعاملين، إدارة استراتيجية، القيادة، ثقافة الشركة، استراتيجية الشركة.
أرسل بواسطة: ابراهيم جعمات
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=714