سأخبرك بشيء يهمك كثيراً أن تتعرف عليه، إذا قررت أن تفعل شيء، وأنا أعني ذلك حرفياً، لا تنظر لأحد غيرك لأن يقوم بهذه المهمة.


لا تنظر لما يمكن أن تُقدمه الدولة لك من تسهيلات.


لا تنظر لوالديك كم سيُساهمان بمساعدتك بالمال الذي تريده.


لا تنظر لأحد إخوتك هل سيدعمك بشيء قليل أو كثير.


لا تنظر لأحد أصدقائك هل سيُخبرك بمدى سعادته بصداقتك!.


لا تنظر لأيِّ شيء، إلا للشيء الذي تُمثله أنت.


ريادة الأعمال تختلف من حيث الفكرة عن المشاريع الصغيرة، لا يمكنك العمل بهذه المشاريع بدون رأس مال تشغيلي، وفكرة يمكن أن تكون مكررة آلاف المرات، بأن تفتح لك سوبر ماركت مثلاً أو حتى صيدلية، لا فرق فالمشاريع في العادة تعتمد على رأس المال أولاً ثم الفكرة، ولا يمكنك التحرك بدونها.


بينما في ريادة الأعمال هناك عالم واسع لا حدود له، ربما تجد العكس تماماً فالفكرة أولاً ثم رأس المال، ولذلك أود منك أن تُدرك بأنّ عليك إثبات أنك موجود على كوكب الأرض إذا ما قررت أن تخوض في ريادة الأعمال، تحلى بروح المنافسة والمغامرة، وحاول أن تفعل شيئاً جديداً مبتكراً، نموذج عمل تجاري خاص بك.


عندما يحين الوقت لاتخاذ قرار الخوض في ريادة الأعمال فإنّ عليك أن تكون واعياً إلى أين هي وجهتك المحدّدة، لا يكفي أن تُحدّدها فقط وإنما ستُتبع ذلك بالكثير من الإجراءات العملية لجعل ريادتك للأعمال واقعاً ملموساً، وليست حُلماً مهووساً في خيالك!.


عليك أن تُدرك أيضاً بأنك ربما تكون قد قررت أهمّ قرارٍ لك في حياتك، وهو أن تنبذ الوسادة الناعمة التي كنت تركن إليها طيلة اليوم لتستمتع بمشاهدة كلّ ما يدور حولك، وتتحوّل إلى شخص يراه الآخرون وينتقدون خطواته الجريئة والجادة نحو صناعة حياته الجديدة،

وسيكون من أهم مسئولياتك هي نبذ كل ما يُقال عنك من عدم قدرتك على النجاح، وعليك تعلم تعطيل خاصية التأثر السلبي بهذه الفئة، والتركيز نحو وجهتك وهدفك الذي حدّدته لحياتك، ستكون المهمة الأهم لك من يوم خروجك لهذا العالم الواسع، وتذكر بأنك إذا لم تُخمد سريعاً الحرائق في طريقك، فإنها ستصل إليك وتلتهمك معها!.



هذه في حدِّ ذاتها متعة، لكنني سأطلعك على الجانب الآخر من الصورة، بالتأكيد هذه المتعة ليست رحلة شواءٍ في مكان رومانسي، تأكد بأنك لن تعرف النوم لفترة طويلة، وستفتقد الكثير مما كنت تفعله سابقاً، وبالتأكيد سيتطلب الأمر فقدان غالبية الأصدقاء إن لم يكن كلهم، وستواجه مشكلات تطرق بابك من حيث لا تدري، وربما تجد نفسك نائماً على الأرض من شدة الإعياء بعد يوم عملٍ طويل!.


بالطبع لن يكون أيُّ شخصٍ رائد أعمال، فلم يُولد الناس كلهم بنفس التفكير، فهم في مجموعهم أناس قليلون بالفعل، لكنهم هم وحدهم من يصنع التغيير في عالمنا الآن، وظني بأنّ قراءتك لهذه السطور تعكس حجم رغبتك الجامحة لخوض هذه المغامرة والإنطلاق نحو عالمك الجديد.


وبغض النظر إذا كان عالمنا العربي الكبير بدأ بالصعود إلى قمة الجبل أو أنه ما زال في القاع، فهذه مسألة هامة لنا جميعاً وعلينا أن نعمل سوية للخروج منها بالجهد الجماعي، وأن نبدأ بأنفسنا أولاً في التسلّق ولا ننتظر أحداً، عليك أن لا تُلقي باللوم على أحد لما لم يفعل ما تفعله، ابدأ وستجد العالم كله يسير بجانبك إذا نجحت،

وإذا فشلت فأنصحك أن لا تستسلم سريعاً إذ أنّ هناك مُتسع للمحاولة ثانية وثالثة وألف مرة، وربما يكون “أديسون” مخترع الكهرباء دليل واضح على أهمية ما تقوم به، وإصرارك لبذل المزيد، تذكر أنّ العالم كله إلى الآن يتمتع بإنجازاته، والسؤال الذي عليك أن تطرحه على نفسك دائماً، ما الذي فعلته لتجعل عالمنا أفضل؟



هذه الدعوة لا تقف عند أحد، هي دعوة للجميع باختلاف أعمارهم بأن يُقدم كلٌّ منا شيئاً ولو بسيطاً في جهدٍ أو فكرة أو عمل صغير، المهم أن تدور عجلة الإنجاز وأن تفعل ما يراه الغالبية العظمى مستحيلاً!.


هذا المستحيل، ليس مستحيلاً إلا في عقول العاجزين فقط، عندما عرض “ستيف جوبز” فكرته الملهمة “IPAD” سخر منه عمالقة التكنولوجيا، ورفضوا فكرته من الأساس لأنهم افتقدوا شيئاً من حماسهم تجاه الأفكار الملهمة وظنوا بأن لا أحد يمكنه إزاحتهم من القمة، لكنّ “ستيف” فعلها بطريقته الخاصة، كان يُفكر بأشياء تجعل عالمنا أفضل، لذلك تمكن من إزاحتهم وصَنع عالماً مختلفاً وأسلوب حياة غيّر العالم بأسره.


فلا تنظر لكلّ ما يمكنك فعله بأنه قليل، فالقليل سيُصبح مع التكرار أكثر مما تتخيّل، الخطوات الصغيرة ستفعلها، لا تعتقد أنك تفتقد لحماسة “ستيف” أو عبقرية “جيتس” أو إبداع “أديسون” فنحن نعيش في عالمٍ سريع النمو ولا يتوقف عن الحركة.


إذا كنت تملك شيئاً فافعله الآن، هذه هي القاعدة الذهبية للنجاح، لا تضعها على الورق بدون حركة على الأرض، هذا السرّ –وهو ليس سراً في الحقيقة- لا يعرفه إلا صانعوا التغيير في العالم، لا يهمّ كم رصيدك في البنك، فالمال وحده لا يصنع شيء، هو وسيلة رائعة تُساعدك على النجاح، لكنه لا يتحرك من تلقاء نفسه إذا لم يجد من يُحركه، فلست بِدْعاً عن الآخرين الذين لم يملكوا إلا عقولهم التي يُفكرون بها وجهدهم المتفاني للعمل، عليك أن تبدأ وتُحرك عجلة إبداعك، وتبتكر نموذجك التجاري الخاص بك.


تذكر بأنّ قوة الآن، لا يمكن لأيّ قوة أخرى أن تقف في طريقها، ستكون مُعرضاً للأخطاء أكثر مما تتصوّر، لا يهم، طالما أنك تعرف ما تريد، فابدأ به الآن.