من الممكن أن تتفاني في عملك لوقت طويل على مدار اليوم. وفي الغالب يحقق لك ذلك النجاح المنشود وارتقاء أعلى درجات السلم الوظيفي، لكن في نفس الوقت هناك بعض الممارسات التي يقوم بها البعض والتي تقوض هذا النجاح وتقضي عليه،

هنا سوف نستعرض سويا بعض هذه السلوكيات التي يجب الابتعاد عنها..


يؤكد خبراء التنمية البشرية على حدوث هذه الحالة مع الجميع، ولكن الاختلاف يكون في الفترة التي تستمر بها. فمهما وصل الشخص إلى مراحل متقدمة من النجاح يأتي عليه بعض الأوقات التي يتراجع فيها معدل هذا النجاح في العمل.

البعض يستمر في ذلك لفترة وجيزة لا تكاد تكون ملحوظة ثم يعود بعدها إلى المسار الصحيح في أقرب وقت، البعض الآخر ر يستمر لفترة أطول.

وبناء على ذلك تغير التقارير العملية الخاصة به إلى الأسوأ ويلاحظ الجميع الانخفاض الدرامي والإخفاق غير المتوقع بالأداء.

الظاهرة لفتت نظر العديد من الخبراء سواء المختصون بالتنمية البشرية أو علماء النفس.

وقد وقف هؤلاء على بعض العوامل التي تشوه مسيرتك العملية وتهدد تواصل فرص النجاح لديك.

انتبهي جيدا إلى هذه العوامل كي تستمري في حصد ثمار عملك وتحقيق النجاح الذي تهدفين إليه بعيدا عن أي معوقات.



مطبات النجاح.. لا تتركيها تعيقك


1- ضعف المهارات الاجتماعية


هناك اتفاق شبه تام على تطور المهارات العملية وخبرة الشخص في مجاله كلما أمضى سنوات أكثر في مهنته أو الوظيفة التي يعمل بها. فمع تكرار العمل بنفس الطريقة بصفة يومية يصبح لدى الشخص خبرة وسرعة ودقة متناهية في مجال تخصصه.

وكل ذلك مهم ومطلوب لاستمرار النجاح ولكنه ليس كافيا وحده. فإلى جانب ذلك نحتاج إلى نفس التطور في المهارات الاجتماعية والقدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين.

تلك القدرة التي تجعل من الشخص عضوا مؤثرا ضمن فريق العمل، ومن دون ذلك لن تجدي مطلقا خبرته العملية إذا وقفت وحيدة في مواجهة التحديات.

وفي إحدى الدراسات التي أجريت مؤخرا على رجال الإطفاء وجد أن الخبرة العملية كان لها الدور الأبرز والأهم في ترقية ضابط الإطفاء إلى رتبة كابتن، ولكن ضعف المهارات الاجتماعية يعيق الاستمرار في تحقيق النجاح والوقوف حجر عثرة في الارتقاء إلى مراتب وظيفية أعلى.

ونحن لا نرضى لك الوقوع في هذا المطلب حتى تستمري كشعلة من التفوق والازدهار، احرصي دائما على عدم تغيير طريقتك في التعامل مع من حولك.

ولتكن روح الصداقة والمودة طاغية على هذه التعاملات.. ولكي تنجحي في تحقيق ذلك، لابد وأن تضعي نصب عينيك بداية التحاقك بالعمل ومدى الحرص الشديد على كسب ود وتعاطف جميع الزملاء.

اعلمي أن هذه الطريقة اللينة كانت إحدى الخطوات الهامة التي دفعتك للمضي قدما لتحقيق النجاح وأن تغييرها أو التعامل بعجرفة وكبرياء اعتماد على خبراتك ومهاراتك العملية فقط سوف يؤدي إلى انزلاق قدميك في مهاوي الفشل.



2 – التحكم والاستحواذ


بعد النجاح الذي يحققه أي شخص في مجال عمله يصاب معظمنا بداء التحكم والاستحواذ ويتمثل ذلك في رغبة الشخص الشديدة وحرصه على أن يكون هو وحده مصدر القرار.

كما يرغب وبشدة في الاستئثار بالمهام الجسيمة وعدم مشاركة الآخرين بها.

في دراسات عديدة كان السؤال واضحا لماذا يظهر هذا العيب فجأة بعد الحصول على ترقية أو منصب جديد؟ الإجابة أيضا جاءت واضحة ومباشرة، حيث إنه مع الوصول إلى المنصب الجديد يعتقد الشخص أن خبرته تفوق قدرات كل الزملاء، بدليل نجاحه هو في الترقي.

وطالما أنه يتمتع بهذا القدر من الخبرة العملية لا يحق لباقي الزملاء إدعاء المعرفة أو مناقشته في العمل أو حتى تقديم الاقتراحات، بل يكون من وجهة نظره لابد من طلب مشورته واستئذانه في الأمر وتنفيذ ما يطلبه هو دون نقاش، لأنه يرى أن قدراته ومهاراته تحققان له ذلك، لقد نسي هذا الشخص أن هؤلاء الزملاء كان لهم دور بارز في تحقيق ما وصل إليه من نجاح.

ففي داخل أي مؤسسة عملية لا يمكن لفرد أن ينجح دون الاستعانة بمن حوله، لأن أساس العمل يقوم على التعاون والمشاركة.

لذلك فإن داء التحكم والاستحواذ يعتبر بمثابة مطب آخر في طريق نجاحك العملي. ولكي لا تتعثري به ننبهك أنك في يوم من الأيام كنت زميلة مقربة من معظم العاملين معك.

أي أنك على دراية كافية بأولئك الأشخاص الذين يمتلكون مواهب ومهارات عملية يمكن أخذها في الاعتبار.

استعيني بهؤلاء دائما في بناء القرارات المهمة وإنجاز الأعمال المختلفة.



3 – عدم القدرة على التكيف


اعلمي أن التغيير هو الشيء الثابت الوحيد داخل أي مؤسسة عملية. ولهذا السبب فإن مواصلة النجاح ترتبط دائما بالقدرة على التكيف والتأقلم دائما مع المستجدات والظروف الطارئة.

ومن الوقائع الطريفة في هذا الشأن، في إحدى الشركات الهندسية لم يستطع أحد المديرين التعايش ولا حتى فهم الطريقة التي تعمل بها أجهزة الكمبيوتر الحديثة والتي استعانت بها الشركة مؤخرا، وبناء على ذلك رفض رفضا قاطعا استخدام الموظفين التابعين لقسمه لهذه التكنولوجيا.

ومما لاشك فيه أن هذا القسم سوف يقدم أسوأ النتائج وسط جميع أقسام الشركة، أمر طبيعي أن يتعرض أحدنا لمثل هذا الموقف وليس من العيب أن يجهل هذا المدير وغيره من الموظفين نوعا معينا من التكنولوجيا، لأنه لم يستخدمها من قبل.

لكن رد الفعل كان مشينا ولا يمكن أن يحقق أي نوع من النجاح، فالذي نعرفه أن يحرص مثل هؤلاء القائمين على رؤوس الشركات على تطويرها لا أن يرتدوا بها إلى الخلف.

لقد كان لزاما عليه أن يتعلم ولو كلفه ذلك الالتحاق بدورات تدريبية بعد انتهاء أوقات العمل أو القيام بعمل ورش لتدريب جميع العاملين مع الاستعانة بأصحاب الخبرة والاختصاص في هذا الشأن وغيره من الأمور الجديدة.

التأقلم والتعايش مع كل موقف جديد أو متغير ضمانة قوية لمواصلة رحلة النجاح العملي والتطور الوظيفي.



4 – انعدام الشفافية


مهما بلغ المنصب الذي تصلين إليه لا يجب أن تتوقفي أمام هذا المطب كثيرا.

فلكي يستمر قطار النجاح في مساره بنفس القوة والسرعة من الضروري أن تتمسكي بالشفافية والوضوح في كافة القرارات المتعلقة بالموظفين الذين يدخلون في نطاق مسؤوليتك.

وهذا الأمر مطلوب في قراراتك بصفة عامة لكنه يصبح مطلبا ملحا بالنسبة للقرارات الخاصة بترقية أو تمييز موظف معين دون غيره.

أنت الآن مسؤولة عن مجموعة من الموظفين يتوسمون فيك إقامة العدل والمساواة فيما بينهم، سوف تنهار نظرتهم إليك إذا فوجئوا بسيل من الترقيات والمميزات المبهمة وغير المفهومة.

ومما لاشك فيه أن إنتاجية الموظف وقدرته على العطاء سوف تتأثر بهذه المعاملة الغامضة. اعلمي أن إخفاق هذا الموظف أو فشله أو حتى ضعفه يعد فشلا بالنسبة لك.

لأن مهمتك تتمثل في إدارة شؤون هذه المجموعة، وسواء اعترفت بذلك أم لا، فإن نجاح المجموعة يساعد على نجاحك فأنت لست بمعزل عنهم.

لأجل ذلك كله فالوضوح مطلوب بالنسبة للقرارات التي تميز بعض الموظفين عن غيرهم.

فعندما يعلم الجميع أن ترقية زميل لهم جاءت بناء على تفانيه في العمل وتقديم أسلوب متميز ومبتكر بعيدا عن التقليدية فحتما سيتنافس هؤلاء في إبراز أفضل ما لديهم.



5 – عدم القدرة على التخطيط


من العوائق التي تعطل قطار النجاح من الانطلاق بنفس السرعة التي بدأ منها، هناك الملل والروتين اليومي.

فهذه العادات اليومية تجعلنا نصب تركيزنا فقط على المهام الموجودة أمامنا. نقصد الأعمال والأهداف ذات المدى القصير.

فمنذ الاستيقاظ من النوم يفكر الموظف في الأعمال المتراكمة على مكتبه وكيفية تنفيذها والانتهاء منها، وهو أمر مرغوب، لكن الأهم هو ما نغفل عنه، حيث نحتاج إلى التفكير في الأهداف ذات المدى البعيد

. فمطلوب منا جميعا أن نوجه تفكيرنا إلى طرق تطوير العمل وما يمكن تقديمه بأسلوب فني مبتكر.

إننا نحتاج للنظر إلى الصورة كلها وليس مجرد الاقتصار على جزء واحد فقط. خططي لما يمكن يكون أن يكون عليه عملك بعد عام من الآن.

هل من المنطقي أن يظل الأداء والإنتاج وفرص الترقي كما هي؟ نحن في أشد الحاجة إلى التطور والإنجاز.

تعرفي على الخطط طويلة المدى في المجال الذي تعملين به واحرصي على إتباعها ولا يشغلك عن ذلك الروتين والأعمال اليومية.




6 – عدم الالتزام بالمواعيد


لا ندري إن كانت هي عادة أم يعتبرها البعض من متطلبات المكانة الجديدة التي وصل إليها عبر الترقية والانتقال إلى منصب جديد.

حيث ينتشر سلوك التأخر وعدم الالتزام بالمواعيد المحددة بعد أن يصل الشخص إلى مرحلة معينة من النجاح. وكأنه يريد أن يقول أن الالتزام بالمواعيد يجب أن يكون محصورا فقط بالموظفين الصغار، أما هو فيسمو بنفسه من هذه النقيصة كما يعتقد.

ولا يقتصر الأمر على مجرد مواعيد الوصول والانصراف عن العمل، ولكن يلاحظ أن هذا الشخص لا يلتزم بتسليم الأعمال الموكلة إليه في موعدها، كما كان يفعل بالسابق.

وإذا نظرنا إلى هذا المطب لوجدنا أنه يتضمن بعض الاستعلاء على الطرق ليصل لهذا النجاح إذا كان غير ملتزم بمواعيده، ولذلك يجب أن يظل على هذا الالتزام لتحقيق المزيد من هذا النجاح.

ولابد وأن نضع في أذهاننا أن عامل الوقت على وجه الخصوص يعتبر من الخطوط الحمراء التي لا يجب تجاوزها.

إن تحقيق النجاح يعتبر من الأمور التي نسعى إليها في حياتنا، لكن الأهم هو ضرورة أن يكون لدينا نفس الحرص على الاستمرار في هذا النجاح بل والتقدم نحو مراحل أكثر تطورا وازدهارا ولكي يحدث ذلك لا تتركي هذه المعوقات تعطل مسيرتك وحققي أهدافك بالتغلب عليها والحذر من الوقوع بها.