ما الذي يجعلك ناجحاً في حياتك؟


كيف ينظر الناجحون للأشياء حولهم؟


هل تُثيرك مشاهدة الأشخاص الناجحين، وتدفعك للتفكير بالطريقة التي أوصلتهم إلى ما هم عليه؟ (طبعاً لا أنصحك بالحقد عليهم!).


هل جربت من قبل التفكير فيما يجعل الناجحون يفعلون ما لا يفعله غيرهم، لو فعلت ذلك، أظنك ستندهش للطريقة الذكية التي ينظرون بها لكلِّ ما حولهم.


لا يتعلق الأمر بأشخاص وُلدوا وفي أفواههم ملعقة ذهبية، أو تربُوا تربية مختلفة تماماً في كلِّ جوانبها عن حياة غيرهم، بل يمكنك أن تقرأ مآسي أصابتهم في مراحل حياتهم، إذ لم يكن الأمر يسيراً بأن تتقدم للأمام وتحرز مجداً تليداً في عصرٍ يتراجع فيه الجميع!.




نعم، للأسف هذه التكنولوجيا التي جعلت عصرنا مختلفاً تماماً عن أيّ عصرٍ آخر ممن سبقونا، وبالرغم من وفرة المعلومات وسهولة الحصول عليها، فيمكنك أن ترى الهوة الكبيرة في حجم المعلومات المتوفرة خلال العشر السنوات السابقة والتي تعادل آلافاً من السنين!.


إلا أنها جعلت من الكثير منا أكثر تكاسلاً وتراجعاً، وأصبح التفكير السائد مُنصباً على سهولة ما يمكننا تحقيقه طالما أننا قادرون على فعل ذلك، لكن الحقيقة هي أنك تجد من يُمسك يديك الناعمتين ويسير بك في حماسٍ شديد ليضعك على قمة جبل النجاح، بينما أنت لا تستطيع إيقافه، ببساطة لأنك في داخلك لا تؤمن بذلك!.


فإذا كنت لا تُؤمن فلا شك أنك في ورطة، أولاً لأنك لن تجد هذا الشخص الذي يدفعك للقمة، وثانياً وهو الأهم أنك لا تريد أن تصبح ناجحاً!.


النجاح ليس مُتاحاً للجميع، فإما أن تقرر النجاح أو أنك ستبقى حيث وضعت نفسك، إذا استسلمت للمصاعب التي تُواجهك فلن يأتي أحد كي ينتشلك من القاع الذي ارتضيت الركون إليه.


تعرض “ميتشل” لحادث مؤسف نجم عنه حروق في ثُلثي جسده، وبينما هو في العناية المركزة سمع بعض الأطباء والممرضين يتحدثون عن حالته السيئة، وكيف يمكنه أن يعيش بعد كلِّ ما أصابه؟!.


الشيء العجيب الذي ربما لا يُدركه الآخرون هو أنّ “ميتشل” لم يشكو حالة البؤس التي وصل إليها ولم يندب حظه، فهذه المشاعر السلبية تجاه حياته ستقف حاجزاً نحو أي تفكير يمكن أن يُنقذ به نفسه، ولذلك كان يسأل دائماً : “ما الذي يمكنني أن أفعله لأسعد نفسي والآخرين؟!”.


ولم تنته قصته إلى هذا الحدّ، فبعد عدة سنوات تعرض مرة أخرى لتحطم طائرة كان يقودها في رحلة استكشاف، أصابته بشلل نصفي أقعده بقية حياته!.


لكنه مع ذلك، استطاع أن يُحقق ثروة يعجز عنها الأصحاء، كما أنه تزوج الفتاة التي حلم بها وأحبها وهو في المستشفى، واستطاع أيضاً أن يترشح ليكون عمدة لإحدى الولايات الأمريكية!.


هكذا هي الحياة، تُعطيك بقدر ما تكون سخياً مع نفسك، فليس النجاح في الدنيا حكراً لشخصٍ دون آخر، هناك فرص مُتكافئة ستتعرض لها في حياتك، فإما أن تأخذها بحزم أو تتركها بتخاذل!.


حسناً، سأذكر بعض الخطوات التي تمُيّز الناجحون عن سواهم، وأرجو أن تُمعن النظر فيها وتأخذ بأحسنها.


الإدراك بأهمية حياتك


يبدأ الأمر عندما ندرك أهمية الدور الذي علينا القيام به في الحياة، الوعي بوجودنا على كوكب الأرض وبأهميتنا لجعل عالمنا أفضل كفيل بأن يجعلنا مُحاربين من طرازٍ فريد لأجل أحلامنا وهذا ما يفعله الناجحون، فهم يعلمون جيداً أكثر من غيرهم حجم التأثير الذي يمكنهم أن يُحدثوه في حياتهم والعالم المحيط بهم، لا يمكنهم أن يقفوا صامتين عن وضع بصماتهم في الحياة والعمل بجدّ لصنع عالم جديد.


التحسين المستمر


ما الذي يدفعك لأن تنهض من سريرك في الصباح الباكر لتبدأ العمل؟


قد تقول أنّ الإجابة معروفة سلفاً، علينا أن نعمل لنكسب المال!.


حسناً، هل المال وحده كافي لتغيير عالمنا للأفضل؟ للأسف لا أعتقد ذلك.


الغريب في الأمر أنّ الغالبية العظمى يعملون أعمالاً لا يُحبونها، ويستمرون على ذلك، وليس لديهم استعداد لمحاولة البحث عن أشياء أخرى يستمتعون بها، فكيف ستتم عملية التحسين!.


إذا كنت لا تُحبّ عملك فأنا أنصحك بأن تبحث عن عمل تُحبه، ومن ثمّ قدم استقالتك!.


الناجحون يعملون أعمالاً يتحسنون بها دائماً، تُكسبهم خبرات مهنية، ووضع إجتماعي مرموق، وزوجة وأبناء سعداء، وهم لا يتسامحون في كلِّ ما يمكنه أن يُفسد حياتهم، فلو نظرت حولك فستُدرك بأنك إذا أردت التحسين المستمر فلا بد أن تُحافظ على تركيزك تجاه الأشياء التي تعملها وتُحبها بشغفٍ شديد.


الوعي بما تقوله لنفسك


هذه ليست لعبة كلمات!، عليك أن تنتبه لما تقوله لنفسك، لا تتحدث عن حجم المأساة التي أوقعت نفسك بها، وتدّعي بأنّ العالم كلّه تآمر عليك ليجعلك فاشلاً!.


سأخبرك بسرٍّ بسيط، حاول التفكير بالفائدة التي ستحصل عليها من لوم نفسك، لا شيء، سوى مزيد من الألم، “لماذا أنا يا إلهي!” “يا لها من خيبة، أنا فاشل!” “نعم لقد صدق من قال بأنني لن أنجح!”.


في البداية توقف عن لوم نفسك، وحاول أن تُغيّر من تركيزك بأسئلة أكثر جدوى وعملية لحياتك، تحدث مع نفسك باحترام شديد، لا تعتقد بفشلك، فهو في عقلك أنت فقط، بينما أنت لم تُخلق لتكون هذا الفاشل، لقد ولدت ناجحاً وستبقى ما بقيت مُحافظاً على الشخص العظيم بداخلك.


والآن، ما هو الأمر الرائع في حياتك والذي يمكنه أن يُساهم في تغيير حياة الآخرين للأفضل؟


فكر في ذلك، وسترى الفرق!.