عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 24
علم النفس التركيبي - نظرية يونغ او يونج
علم النفس التركيبي - نظرية يونغ او يونج
المقدمة :
هو علم النفس بطريقة كارل جوستاف يونج أو ما يطلق عليه علم النفس التركيبي Analytical psychology.وتقوم نظرية يونج النفسية على نظرية فرويد النفسية إلا أنه أعطاها أبعاد ومفاهيم مختلفة فمثلا ً :
مفهوم اللاشعور : unconscious
الذي تقوم عليه نظريات التحليل النفسي لا يقصد به يونج ما قصده فرويد فقد قسمه إلي ::
1 - لا شعور شخصي Personal unconscious : يضم خبرات الفرد الذاتية
2 - لا شعور جمعي collective unconscious : يضم خبرات المجتمع عامة وكل ميراث السلف.
* الماضي الطفولي عند يونج يضع السلوك الحاضر كواقع ويوجه السلوك في المستقبل كإمكان فيونج يرى فى الخبرات الطفولية المكبوتة في اللاشعور محرك قوي للإبداع عند الفرد ولم يكتف بذلك وحسب بل دعى إلى ضرورة النظر إلى المستقبل، فمستقبل الفرد ومقاصده عند يونج لها أهمية كبيرة في توجيه سلوكه كأهمية الماضي تمامًا ، فالسمة البارزة في نظرية يونج هي جمعه بين الغائية والعليّة وقد عبر يونج بجملة " إن الإنسان تحركه الأهداف بقدر ماتحركه الأسباب " .
أهم المباديء التي تقوم عليها نظرية يونج ::
1- مبدأ القطبية :
* إقتنع يونج أن العالم بأسره قد وجد بسبب التعارض القائم بين الأشياء فهناك دائما تعارض وهذا التعارض يستدعى الصراع والحياة بدون صراع لا تساوي شيئًا فالصراع هو المادة الخام الأساسية للحياة وهو الذي يدفع للأمام ، فالحياة والحركة وتغيير الاوضاع ممكنة فقط تحت ظروف الضغط والرغبة في إزالته عن طريق القوة المضادة وهي التي تجعل الشيء الأصلي يتحرك في صورة عمل . فكل شيء له مقابل "حياة / لاحياة " " شعور / لاشعور " " ضحك / بكاء " .
يقترح يونج أن هذة التعارضات ينتج عنها نهاية سعيدة للقصة بحدوث حالة توازن بين هذه القوى حتى لو كان قصير الأمد ولكنه دليل على حدوث تقدم.
أساليب النفس لحل الصراعات في مبدأ القطبية :
1- التعويض
2- الإتحاد
3- التعارض
التعويض :
• عندما تشعر الشخصية بأنها في حالة صراع نتيجة عجزها عن تحقيق هدف مرغوب فيه فإنها تبحث لنفسها عن أهداف أخرى لها نفس الجاذبية ويترتب على تحقيقها إزالة هذا الصراع
• لا يكون للفعل الرمزي نفس قوة الفعل المادي واهميتة فى عملية التعويض فالحلم مثلا ً بتحقيق شيء ما والسيطرة عليه ورغم أهمية الحلم كظاهرة سلوكية في نظر يونج ليس فعلا ً تعويضيًا حقيقيًا
• يظهر التعويض بين الإتجاهات والوظائف المختلفة للشخصية فقد يظهر التعويض بين الإنطواء والإنبساط فإذا كان الإنطواء هو السائد في الأنا الشعوري فإن اللاشعور يقوم بعملية تعويضية ويقوى الإنبساط المكبوت ، وإذا كان الشخص على المستوى الواعي من النوع الفكري الوجداني فعلى مستوى اللاشعور يكون من النوع الحسي الحدسي
الإتحاد :
• فقد تتحد قوتين مثلاً للبحث عن حل مناسب لكليهما ويعبرعن ذلك بالمثل " أنا وأخي على إبن عمي وأنا وإبن عمي على الغريب " ، أي عندما يسود الإتحاد بين قوتين متعارضتين تستنفذ الطاقة المكبوتة في قوة ثالثة عي سبيل المثال ( اتحاد دولتين متصارعتين لمواجهة دولة أخرى تهدد كلتيهما ) .
التعارض :
• يمثل بمثال التلميذين اللذين يتنافسان مل أجل الحصول على أعلى تقدير في الإمتحان يؤدي الصراع بينهما إلى حفز كل منهما على العمل وأن يصل إلى ما وراء مجرد التنافس على الدرجة ألا وهو التعلم .
يرتبط مبدأ القطبية بمبدأين آخرين هما :
1- مبدأ التعادل
2- مبدأ الإنتقال
أ- مبدأ التعادل :
• مستمد من الطبيعة ويسمى بمبدأ حفظ الطاقة فالطاقة التي تستخدم لتغيير حالة شيء ما لا تختفي ولكن سوف تعود الى الظهور بصورة أخرى في شيء آخر ومن هذا المبدأ يقول يونج أنه إذا ضعفت قيمة معينة أو إختفت فإن مجموع القوى الذي تمثله القيمة لن تفقدها النفس وإنما تعود إلى الظهور مرة أخرى في قيمة جديدة فإنخفاض قيمة ما يعني بالضرورة إرتفاع قيمة أخرى .
• وعندما نكبت الرغبة في التعبير عن القيمة الجديدة تصدر الحياة الرمزية للإنسان والتي من خلالها يحلم الفرد او يوجه أنشطته في الخيال نحو هدف مرغوب فيه ، فالطاقة المحفوظة يعاد توجيهها نحو الشيء المرغوب فيه من خلال عالم الحلم سواء كانت أحلام نوم أو أحلام يقظة لدرجة أنه قال ( أن الإنسان قد يرى بالحلم طريقه الذي يسلكه نحو حل صراعاته ) .
ب- مبدأ الإنتقال :
• هذا المبدأ الثاني المستمد من الطبيعة وهو يقرر أنه عندما يوصل جسمين مختلفين بدرجة حرارتهما ببعضهما البعض فإن الحرارة تنتقل من الجسم الأعلى حرارة إلى الجسم الأقل حرارة ، المهم في ذلك أن يكون الجسمان من نفس النوع أو النمط كالإنسان والإنسان والمعدن والمعدن ، فعندما يتصل الجسمان فإن الجسم الأعلى شحنة يفقد بعض من شحنته إلى أن يتساوى الجسمان بالنسبة للخصائص المتبادلة والحالة التي تنتج من ذلك هي فقد الطاقة عندما يحدث التوازن بين الجسمين
ولكن هذا ينطبق على الأنظمة المغلقة لا على الشخصية لذا لن تصل الشخصية إلى حالة توازن بين شخصين لكن كلما إقترب الانسان لهذا التوازن بالتوافق بينه وبين الآخر في الصفات كلما إقترب للطمأنينة والأمن
• وفي ضوء مبدأ القطبية وبمدأي التعادل والإنتقال يفسر يونج كثير من النظم التي تظهر واضحة في الشخصية فعنده }الشعور ضد اللاشعور ؛ الأنيما ضد الأنيموس ؛ العليّة ضد الغائية ؛ الإعلاء ضد الكبت ؛ التقدم ضد النكوص ؛ الإنبساط ضد الإنطواء { وهكذا .
2- مبدأ تحقيق الذات :
• الهدف الأساسي من نمو شخصية الفرد هي تحقيق ذاته وقد كان يونج من النوع المتفائل ووجد أن مستقبل الإنسان أفضل من الماضي فالإنسان يعمل في مجموع لتحقيق السعادة ولكنة يعمل وينمو بشخصية فردية " مفهوم التفردن عند يونغ "
مكونات الشخصية عند يونج :
* ( الأنا – الذات – الشعورــ اللاشعور بشقيه " فردي وجمعي " ــ القناع ــ الإتجاهات " إنبساط وإنطواء " ــ الظل ــ الأنيما والأنيموس )
الأنــا Ego ::
• الأنا تشمل فقط العقلية الشعورية للإنسان " هي العقل الواعي في صلة الإنسان بالواقع وهو مسؤول عن العمليات الشعورية كالتفكير والإدراك والإحساس والفهم والتوحد
• من خلا الأنا يعرف الإنسان نفسه وهو خير ما يعرفه الإنسان من مكونات شخصيته فهو الذي يوقظه وينبهه ويذكره بالأشياء التي يجب عليه القيام بها وكذلك يتخذ له القرارات الهامة في حياته اليومية .
• الأنا يوجد في مركز العالم الشعوري ولكنه قد يدخل في صراع مع العالم اللاشعوري فمثلا ً الشخص الذي يعيش على مستوى الأنا الشعوري يغضب جدًا لفكرة أنه بداخله لا شعور ويشعر بأن هناك جزء من شخصيته خارج إكار تصرفه فهذا يشعر بالنقص والضعف حيال شخصيته إذ يوجد جزء لا يستطيع هو التصرف فيه.
• كلما إزداد الأنا بإنكار اللاشعور زادت حدة اللاشعور في إثبات وجوده عن طريق الأحلام مثلا ً أو عن طريق صراعات القلق والأعراض السيكوسوماتية ؛ ويظل الإنسان بحالة صراع بين الأنا واللاشعور إلى سن 40 والتي تظهر فيها " الذات " وهي ذروة البناء النفسي وتستخدم كل الحالات اللاشعورية والشعورية عند الفرد ، فالذات هي وريثة دور الأنا القديم ولكن بتصالح مع اللاشعور .
اللاشعور الشخصي Personal unconscious
• يقول يونج أن الخبرات التي يمر بها الشخص لا تنسى ولا تختفي تمامًا إنما تصبح جزء من لاشعوره الشخصي وتلك الخبرات أما أن تكون قد كبتت لا إراديًا أو قمعت إراديًا بإعتبارها ذكرى مؤلمة للأنا أو أنها من الضعف بحيث لم تترك إنطباع شعوري في النفس ( واللاشعور الشخصي في حالة إتصال دائم مع الأنا لتساعده في حياته إلا أن الكبت قد يحول دون ذلك ورغم ذلك فإن تيار الإنتقال حر بين الشعور واللاشعور الشخصي )
اللاشعور الجمعي collective unconscious
• يعتبر هو السمة المميزة لنظرية يونج في الشخصية ففيه تختزن الخبرات المتراكمة عبر الأجيال والتي مرت بالأسلاف القدامى وهو الأساس العنصري الموروث للبناء الكلي للشخصية فعليه يبنى الأنا واللاشعور الشخصي وجميع المكتسبات الفردية الأخرى.
• قد قال يونج بوجود أنماط أولية في اللاشعور الجمعي مثل ( الله ؛ الأم ؛ الأب ؛ الطفل ؛ الشيطان ؛ الميلاد ؛ الموت ) والنمط " هو شكل فكري مشاع وعام يتضمن قدر كبير من الإنفعال به ، وكلما كان التوازن بين النمط الأولي وصورته الفعلية بالواقع كبير كلما كان هناك إستقرار في البناء النفسي ، كصورة الأم مثلا كلما كانت الأم الفعلية مطابقة في حقيقتها للموروث المصاحب لثقافة أو نمط الأم كلما كان الإستقرار في بناء الفرد الواقع تحت سلطة تلك الأم .
العقد COMPLEXES
• هي تجمع لخبرات وتجارب تتمحورحول نقطة معينة يظل الفرد يتحدث عنها مرارًا وتكرارًا في حياته وتكون هي محور كل تفسيراته ومن أمثلتها " عقدة الأم – عقدة الأب – عقدة القوة " ؛ وبرغم أنها تكون خبرات تركت أثرًا في الأنا نتيجة لتكرارها إلا أن لها ميزة تفسير الخبرات التي سبق أن تكونت حول العقدة
وهذا ما يسميه يونج ( قوم تجمع العقد ) .
• في معظم الأحيان توجد العقدة ونواتها في اللاشعور الشخصي والفرد لا يكون على معرفة تامة أنه يفسر أو يستخدم الكثير من الظواهر العرضية الغريبة في خدمة عقدته .
القـــــــــــناع persona
• هو مصطلح يوناني قديم إسمه " برسونا " ومعناه القناع ؛ إتخذه يونج ليصف به الوجه الذي يتقدم به الإنسان للمجتمع ؛ فنحن في حياتنا اليومية قد نجد ضرورة لأن نغلف الذات الحقيقية بغلاف خادع ونلبسها قناع لتبدو مع العالم في مظهر لائق يتفق والجماعة . وأسماه يونج أيضًا قناع العقل الجمعي أو القناع الذي يخفي وراءه الفردية الخاصه بالفرد ذاته .
رد مع اقتباس
قديم November 5, 2011, 01:08 PM رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
وليدالحمداني
وليدالحمداني غير متواجد حالياً
* مشكلة القناع عند يونج تأتي من أن الإنسان أما المجتمع مستترًا وراء قناعه قد يبدو غريبًا تمامًا عن وجداناته ومقاصده الحقيقة ؛ فالإنسان يتحصل على القناع من الدور الذي يطالبه المجتمع بالقيام به ؛ وكلما كان الدور يناسب وجدان الإنسان أكثر كلما كانت حدة القناع في التأثير أقل وكلما كانت الغلبة لتحقيق الذات أكثر . فكلما إنتعد الإنسان عن تحقيق ذاته وراء قناع فقط يخدم صورته بزيف أمام المجتمع كلما أصبح أقرب إلى الحالة المرضية منه إلى السواء .
* والقناع هو جزء من الأنيَّة مُنْدارٌ نحو العالم الخارجي. وهو، باعتباره من مظاهر السلوك النفساني الذي هو عبارة عن الموقف العام للفرد بإزاء محيطه، إنما هو "تسوية بين الفرد والمجتمع من جهة ما يبدو عليه الفرد"؛ أو قل هو "مركَّب وظيفي مكون لأسباب تكيِّف أو راحة، لكنه يفترق عن الفردية. وهذا المركب الوظيفي لا يخص إلا العلاقات مع الأغراض".
* الشخص السويّ من الوجهة النفسية يأخذ بعين الاعتبار ثلاثة عوامل في آنٍ واحد:
أ. الأنيَّة المثالية (الصورة التي يراها الفرد مرغوبة)
ب. الصورة العامة التي يشكلها المحيط عن أذواق الفرد ومُثُله
ج. الطوارىء النفسية والنفسانية التي يمكن أن تحدّ من تحقيق المثل المفترضة أو تعرقل هذا التحقيق
* مصطلح القناع يشير إذن إلى المشخِّص الاجتماعي الذي، وإن كان يتصف بفوائد وخواص الثوب التي لا يُستغنى عنها، فإنه غالباً ما يعرِّضنا لستر طبيعتنا الفردية. فالقناع قد يكون عامل حماية (وتكيُّف) للفرد مثلما قد يكون خطراً عليه: حجب طبيعته الحقيقية، خطر تواحده مع قناعه (بأن يظن أنه قناعه وأن قناعه هو)، الخطر الذي ينطوي عليه في الوقت نفسه الافتتان بالقناع (كأهمية المهنة المبالغ فيها لدى بعضهم) أو خطر تحجُّر القناع إلى حد وخيم.
الأنيما والأنيموس Anima And Animus
• قال يونج بأن الإنسان ثنائي الجنسية فالأنثى تمتلك بداخلها حسًا ذكوريًا يسمى الأنيموس وهو ميل للرجال بصورة تتوافق مع تلك الأنيموس الداخلية بذاتها وكذلك فالرجل يمتلك أنيما ويميل للأنثى التي تحقق له التوازن بين صورتها في نفسه والواقع الملموس له .
• من هنا تنشأ قدرة الرجل والمرأة على فهم كل منهما الآخر بما يملكه في نفسه من جزء منه ؛ والدليل على إمتلاك كل منهما جزء من الآخر على سبيل المثال لا الحصر مثلا ً أنه في الشيخوخة يتخذ الجانب المهمل حيزًا من الظهور على النواحى الجسمية للفرد كإخشوشان الصوت عند المرأه ورقة الملامح عند الرجل
الظل Shadow
• الظل يمثل الغرائز الحيوانية او الأفكار المستهجنة والدوافع الشهوية بشخصية الفرد ؛ فهو يقوم بمقام الهو عند فرويد حيث يمثل السلوك السيء خلقيًا والذي يستحق التأنيب وهو بالأصل موروث من اللاشعور الجمعي عند الإنسان
• الظل مشكلة خلقية تتحدى شخصية الأنا كلها
• تعبِّر الخافية الفردية عن نفسها من بعدُ بمشخِّص الظل الذي يرمز إلى "وجهنا الآخر"، "صِنْونا"، "شقيقنا المظلم" الذي من جنسنا نفسه والذي، على كونه غير مرئي، لا يفارقنا أبداً ويشكِّل جزءاً لا يتجزأ من كلِّيتنا. وهو صورة أحلامية غالباً ما تتميز بخاصيَّة سوداء؛ ففي الأحلام غالباً ما يترافق اللقاء مع الظل.
أو خلعه على بعض معارفنا، مع استيعاء نمط الوظيفة النفسية السائدة ونمط موقف الفاعل. إنه "الطرف المقابل" لأنيَّتنا الواعية: "كلنا متبوع بظل، وكلما قلّ اندماج هذا الظل في الحياة الواعية للفرد كان أشدّ سواداً وقتامة."
• والظل بعامة شأن بدائي، غير متكيِّف، شقيّ، لكنه ليس بالضرورة "شريراً": إنه يمثِّل كل ما نُحِّي عن الوعي باعتباره متنافراً مع الأنا، وقوامه عيوبنا، ونقائصنا، وبعض خصالنا المنبوذة بمقتضى الأحكام المسبقة الاعتباطية، المشدودة بدورها إلى مشكلة القناع (الذي يمكن حينئذٍ أن يحول دون البسيكي والتفتح السوي)، بالإضافة إلى منتجات الوظيفة النفسانية الأقل تمايزاً. واللقاء مع الظل على هيئة حوار بينه وبين الأنا، إبان حلم على سبيل المثال، لحظة مُكرِبة جداً: فالأنا تتعرض لخطر الغرق في النوازع المكبوتة التي تقرّ بنسبتها إليها والتي تتضادد ونوازعَها الواعية.
• على أن للظل معنى أوسع بكثير، ويمكن الإشارة به إلى الخافية في جملتها، من حيث إن كل ما لم يلج بعد عالم نور الوعي يظهر للعيان مفعماً بالظلمة ومنذراً بالشر والخطر
المفضلات