عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 29
كيف تحمي عقلك وتتحرر من التبعية لغيرك ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
ميّز الله الإنسان بالعقل والتفكير , ولكن لا بد للعقل من سياج يحميه , ولذا كان من كرم الله وعنايته بخلقه أن أرسل لهم الرسل وأنزل لهم الكتب لتهدي العقول التائهة وتقودها إلى بر الأمان .
وكم من العقول تاهت وانتهت بأصحابها إلى غياهب الضلال والتخلف حين لم يكن لها ما يقوّمها ويحميها .
والمسلم يُحتم عليه إسلامه أن يستسلم لله بتوحيده وينقاد لطاعته , ويقتفي أثر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
وهذه قواعد وأصول اقتبستها من نور الكتاب والسنة نستضيئ بها , فمن رعاها وعمل بها كانت له نوراً في الطريق الصحيح إن شاء الله لحماية عقله واستقلال فكره من المؤثرات المُهلكة :
1- حُرّيتُك هي في عبودية ربك الذي : خلقك وسواك وعدلك وسقاك وأطعمك , ولم يتركك سدى بل هداك وبيّن لك الطريقين "الخير والشر" وحُريتك تستخدمها في حدود ما أذن الله لك به , فحقيقة الحرية : العمل بأوامر الله وترك نواهيه ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ)) .
2- الكتاب والسنة هما قائداك ودليلاك : فلا تلتفت للمشككين والضالين , فمهما شككوا فإن في الكتاب والسنة من الأصول ما اتفقت كل العقول والشرائع على صحته وسلامته وصدقه ((وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ))
((هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ)) .
3- مواقفك لا تربطها بمشاعرك وعواطفك : بل بالعلم والحكمة والنظر في عواقب الأمور ومآلاتها ((يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ)) وقال صلى الله عليه وسلم ( لا يقضين حاكم بين اثنين وهو غضبان ) متفق عليه .
4- لا تتخذ موقفاً مبنياً على الظن أو الشك : واجتهد في البحث والسؤال وتصوّر الأمور قبل الحكم عليها فإن "الحكم على الشئ فرع عن تصوره" ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)) .
5- إحذر الجدال والمماراة : فكثير من الأوقات تضيع في مماحكات وصراعات جوفاء لا تجدي ولا تنفع وإنما تؤثر على فكرك وتضيّع وقتك .
6- ثق تماماً أن لا أحد معصوم : من الخطأ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا يكن لديك أحد مقدس منزه عن الخطأ فليس أحد إلا ويُخطئ ويصيب .
7- انظر في واقعك وحدد مكانك : فستجد أنك تعيش بين طوائف وفرق وتحزبات لا مجال لإنكار وجودها فهي واقع تعيش في وسطه , فحدد مكانك بالضبط ليكون طريقك واضحاً .
8- حزبك هو حزب محمد صلى الله عليه وسلم : فالزم سنته واتبع هديه واستمسك بغرزه , هذا هو مقتضى شهادة "أن محمداً رسول الله" صلى الله عليه وسلم , فلا تجعل دينك مقلداً للرجال , وتحرر من التبعية لغير الطريقة النبوية .
9- احذر وسائل العصر الإعلامية والتقنية : فهي اليوم سلاح يُستخدم في التأثير على العقول فكن على حذر حتى لا تقع ضحية الخداع الإعلامي والتقني .
10- وطنك وجماعتك كالسفينة : لها رُبان يقودها وله معاونين , ومهما اختلفت معهم فأنتم في سفينة واحدة فاحذر أن تخرق السفينة أو تُحدث فيها ما يسبب غرقها , فالهلاك سيعم الجميع واعلم أن لزوم الجماعة رحمة والفُرقة عذاب .
11- لا تستعجل في تأييد الشعارات البراقة : فليس كل من رفع شعار الإصلاح أو دعوى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون على حق حتى يوزن عمله بالكتاب والسنة .
12- ميزان الجماعات والأحزاب والشعارات : هو الميزان النبوي , فانظر من منها على مثل ما عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والقرون الثلاثة المفضلة فالزم نهجهم وإن كانوا قِلة مستضعفين .
13- جلساؤك وأصدقاؤك اخترهم بعناية : ولا تكن أسيراً بين جلساء وأصدقاء تحكمهم الأهواء ويسيطر عليهم الرأي الواحد .
14- لا تسئ الظن بناصح : حتى تسمع منه وتتحقق من دعواه فربما كان الحق معه , ولا تلتفت لأساليب الترهيب المستخدمة في التنفير من المخالفين فقد استخدموها من قبل ضد أصدق الخلق عليه الصلاة والسلام .
15- ثق تماماً وتأكد أنك : إن فعلت ما أمرك الله به وتجنبت ما نهاك عنه أن العاقبة لك والنصر حليفك مهما تأخر , فلا تلتفت للمستعجلين الذين أعياهم التمسك بشرع الله وسئموا طول الطريق فاتخذوا طرقاً أخرى يبحثون فيها عن المخرج ((فاستقم كما أمرت ولا تتبع أهواءهم)) (( فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)) (( فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون )) .
المفضلات