( الهمة ـ التمني ) :
* ـ قيل : المرء حيث يجعل نفسه، إن رفعها ارتفعت، وإن قصر بها اتضعت .
ـ وقال أبو الطيب المتنبي :
لهم همم لا منتهى لكبارها
وهمته الصغرى أجل من الدهر

ـ وقال أحدهم : "الهمة طريق إلى القمة" .

ـ ولكن الحذر من (التمني) .. فالتمني قاتل للهمة والتطور .. ومن أعظم المغالبات مغالبة النفس، لتصبح ذات طموح عال ورغبة عارمة للتطور .. فالنفس تحتاج لمران ومجاهدة .



ـ رباعية الهمم :
* ـ الناس ـ في العادة ـ يُصنفون في حقل الهمم إلى :
1- متكاسلون عاجزون واتكاليون .. وهؤلاء قليلون، ولله الحمد .
2- يقضون الحوائج ويسعون في الأرض ويؤدون الفرائض، ولكن بقدر استطاعتهم، وقد تكون أكثر قليلاً من استطاعتهم ومقدرتهم .. وأغلب الناس ينتمون لهذه الفئة .
3- يريدون أن يرتقوا بأنفسهم ولا يعرفون السبيل لذلك، فتتخبط عندهم الأمور، فتجدهم ينجزون أمور عظيمة ويستصعبون اليسيرة الممكنة .. وهؤلاء لا يحققون ما يريدون .
4- يتجاوزون المستحيل ولا يخضعون له وهم نادرون يستطيعون أن ينجزوا ما ينجزه فريق متكامل .





ـ أهمية الهمة :
* ـ يقول ابن القيم رحمه الله : "لا بد للسالك من همة تسيره وترقيه، وعلم يبصره ويهديه" .
كما قد قيل : "كن رجلاً رجله في الثرى وهمته في الثريا، ما افترقت الناس إلا في الهمم، من علت همته علت رتبته، ولا يكون أحد إلا فيما رضيت له همته" .
وقال آخر : "همتك فا حفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها صلح له ما وراء ذلك من الأعمال" .

* ـ ومن أمثلة علو الهمة :
1 ـ الصحابي الجليل معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ وهو على فراش الموت كان يخاطب الحي القيوم : "اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا ولا طول المكث فيها لجري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن كنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل، وظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر" .
2 ـ ما قاله أحد السلف : "مكثت ثلاثين سنة أشتهي أن أشارك العامة في أكل هريسة السوق فلا أقدر على ذلك لأجل البكور إلى سماع الحديث" .




منهل الثقافة التربوية