العقل يفكر بالصور

العقل يفكر بالصور، والصور هي الأبجدية الخاصة به، ويفهمها بأفضل طريقة، فهو مثل آلة ذات التصوير الفوري؛ صوراً سريعة وتعيد ترتيبها بكل أنواع الترابطات.


قد تتساءل- مثل الكثير من المشاركين في ورش العمل الخاصة بي: "هل أنت متأكد يا "كيفين"؟ هل أنت واثق من أننا لا نفكر بالكلمات؟ ألا نفكر بواسطة الخواطر والمفاهيم المجردة؟". كلا بل نفكر بالصور.


دعني أعطك مثالاً، بينما تقرأ السطور التالية فلا تفكر- أكرر، لا تفكر - في أي فيل. ما أول شيء طرأ على ذهنك؟ صورة الفيل الضخم الرمادي ذي الخرطوم الطويل، أليس كذلك؟ وليس كلمة "فيل" ذلك لأنك عندما تقرأ كلمة "فيل" فإن ذهنك يخلق صورة لها بالفعل.
دعني أعطك مثالا آخر. إن طلبت منك أن تصف لي الأريكة التي تجلس عليها الآن فربما أجبتني قائلاً: "إنها زرقاء مخططة وبها تمزق في الركن الأيسر"، وبينما تصف لي تلك الأريكة فهل تظهر الكلمات "زرقاء وبها تمزق"؟ بالطبع الصورة هي التي تظهر.


فكر فيما يلى: إن شركة "آبل" التي تصنع أجهزة كمبيوتر "ماكنتوش" كانت تستخدم تقنية الأيقونات، وقد بدأت شركة "آي. بي. إم" تحذو حذوها. إذن ما هي تقنية الأيقونات؟ إنها صور على الشاشة تساعد المستخدم على اختيار المهام المتنوعة. على سبيل المثال هناك صورة سلة مهملات تظهر على الشاشة، وهي تجعلك تعرف أن هذا مكان إلغاء الملفات (والملفات يكون شكلها على صورة مجلد ملفات) وهذا يعني أنك ألقيت الملفات الملغاة في سلة المهملات، أليس كذلك؟ وهذه الطريقة سهلة الاستخدام لأن الناس تفهم الصور، وكان هذا ذكاء وعبقرية من شركة "آبل" التي كانت أول من أدرك هذه الحقيقة.


في طفولتنا كنا نتعلم بالصور، حيث يمسك الأب أو الأم بالكوب مثلاً أمام وجوهنا ويقول: " كوب" فننظر للشيء ونكرر اسمه ونربطه بالصورة. صوت الاسم يبرز الصورة ذهنيًا. تخيل كيف سيكون الحال إن حاول آباؤنا تعليمنا الكلمة بوصفها دون رؤية الكوب نفسه؟
لهذا نجحت طريقة "homes" (منازل) للتذكر مع أطفال المدارس لأنهم يعلمون منازلهم وربط الكلمة بالبحيرات العظمى يجعلهم يتذكرون المنازل أيضًا، فهي صورة من السهل تذكرها وكل حرف بها هو أول حرف من اسم كل بحيرة من البحيرات العظمى.


دعني أسألك: هل تحلم ليلًا بالكلمات؟ بالطبع ستضحك وتقول: "بالطبع لا أحلم بالكلمات يا "كيفين", بل بالصور". هذا ما يحدث بالضبط، نحن نعلم بالصور، وهي أسلوب تواصل عقلك الباطن معك. وتستخدم أساليب الترابط الأساسي الصور الموجودة في العقل الباطن، ولكنها تحقق أقصى استفادة من الطاقة الكامنة بتلك الصور.