نتائج البحث عن الاستحسان !
ما تجنيه من سلوك البحث عن الاستحسان
من خلا نظرة ثاقبة للأسباب الكامنة وراء هذا السلوك الذي يعبر عن إحباط الذات يمكننا أن نتواصل إلى بعض الطرق الخاصة بالتغلب على الحاجات الملحة للبحث عن استحسان الآخرين. وفيما يلي مجموعة من الأسباب الأكثر شيوعاً – وهي عصابية في أغلبها – تلك الأسباب التي تجعلنا نتشبث بسلوك البحث عن الاستحسان.


  • أن تجعل مشاعرك بين أيدي الآخرين وتحت مسئوليتهم. إنك إن شعرت بالازدراء لنفسك أو بجرح الآخرين لمشاعرك أو بالاكتئاب وما إلى ذلك, حينما لا تحظى باستحسان الآخرين لك فإنهم "هم" ولست أنت, المسئولون عما تشعر به.
  • إذا أصبح الآخرون هم المسئولون عما تشعر به بسبب استمساكك باستحسانهم لك, فستصبح أية فرصة للتغيير بداخلك شيئاً مستحيلاً لأنك سترى أنهم قد أخطئوا في الطريقة التي جعلوك تشعر بها. فهم يمنعونك بذلك من أن تصبح إنساناً مختلفاً. وهكذا فإن البحث عن استحسان الآخرين يحرمك من التغيير.
  • وطالما أن مشاعرك أصبحت رهن إشارتهم, وطالما أنك أصبحت عاجزاً عن التغيير, فلست في حاجة إلى أن تقوم بأية مجازفات, وهكذا فسوف يحرمك التمسك بسلوك البحث عن استحسان الآخرين من أية أنشطة أو أعمال تقوم على المجازفة والمغامرة في الحياة.
  • تترسخ صورة واهية لذاتك في عقلك, وهذا يستثير في داخلك مشاعر الإشفاق على الذات وقلة الحيلة. أما إن تحررت من قيد الحاجة إلى استحسان الآخرين فسوف تتحرر من الإشفاق على الذات والرثاء لها عندما لا تحظى بهذا الاستحسان.
  • ترسخ في عقلك أن لزاماً على الآخرين أن يهتموا بك, وتنكص بذلك إلى الطفل الذي بداخلك راغباً في التدليل والحماية والملاطفة.
  • تلقي باللوم على الآخرين بسبب ما تشعر به, وكأنك تجعل منهم كبش الفداء الذي تجعله مسئولاً عن كل ما لا تحب في حياتك.
  • توهم نفسك بأنك محبوب من أولئك الذين جعلتهم أكثر أهمية منك, وتشعر ظاهرياً بالارتياح حتى وإن كان هناك مرجل من القلق والاضطراب يغلي بداخلك. وطالما أن الآخرين أكثر أهمية منك فإن المظهر أهم في نظرك من الجوهر.
  • تجد عزاءك ولذتك في حقيقة أن الآخرين يهتمون بك, وتجعل ذلك مدعاة للافتخار والتباهي أمام أصدقائك الذين يبحثون عن الاستحسان مثلك.
  • تحبذ الثقافة التي تزكي هذا السلوك وتمنحك استحسان الآخرين.




مكاسب عصابية !!
وهذه المكاسب العصابية التي تجنيها من وراء البحث عن الاستحسان تتشابه بشكل لافت مع المكاسب التي تجنيها من كراهيتك لذاتك.
حقيقة فإن موضوع تجنب المسئولية والتغيير والمجازفة يعد في صميم كل نوع من أنواع التفكير المدمر للذات والسلوكيات التي تعبر عن إحباط الذات. ودونما أنني مبالغة في التعبير فإننا قد نظن أنه من الأيسر والأنسب والأسلم أن نتمسك بالسلوكيات العصابية, وسلوك البحث عن استحسان الآخرين ليس استثناءً من هذا.