آثار النجاح

النجاح يخلف آثاراً
نقطة الانطلاق نحو تحديد مواهبك الخاصة، وقدراتك الفريدة هي أن تعود بتفكير إلى الماضي. أي نوع من الأنشطة منحتك نتائج وعوائد أعظم قدراُ؟
حينما كنت في المدرسة، أي المواد الدراسية جذبت اهتماك أكثر من غيرها؟ أي المواد كنت تنال فيها أعلى الدرجات؟ سوف تكون الأفضل دائماً في القيام بالشيء الذي يسلب لبك، ويجذب انتباهك، ويستحوذ على اهتمامك، وتجد نفسك منجذباُ نحوه بشكل طبيعي.
أحد الاختبارات التي تحدد ما إذا كان أحد الأمور مناسباً لك أم لا هو رغبتك في تعلم المزيد بشأنه. سوف تستمع بالقراءة بشأنه، والتحدث بشأنه والتعلم فيه. ليس هذا وحسب، بل إنك سوف تعجب إعجاباُ طبيعياُ بالأشخاص الأكثر نجاحاً في المجال الذي يناسبك بشكل مثالي.


عد إلى طفولتك
إحدى الطرق لتحديد مستقبلك هي فحص ماضيك. عد بذاكرتك لما كنت تستمتع بالقيام به أقصى استمتاع عندما كنت ما بين عمر السابعة والرابعة عشرة. ففي ذلك الحين كنت حراُ تماماُ في متابعة أي نشاط يجذبك إليه. ما الذي استمعت بأدائه أكثر من غيره؟ إذا لم تكن تتذكر، اذهب واسأل أحد والديك فغالباُ ما سيتذكران كيف كنت تقضي وقتك، وأنت أصغر سناً.
أخبرني وأحد من المشاركين في منتدياتي التدريبية بأن هذا المبدأ انطبق عليه تمامُا. فعندما كان ما بين عمر السابعة والرابعة عشرة كان يعشق تركيب النماذج المصغرة للطائرات. كان يقضي الشاعات الطوال، م الصباح إلى المساء، وهو يركب المزيد والمزيد من النماذج المعقدة. وسرعان ما بدأ يركب نماذج الطائرات ذات محركات صغيرة، ويدخلها في سباقات. وعندما صار أكبر سناً، قام بتركيب طائرات أكبر ذات جهاز للتحكم عن بعد، وجعلها تتف إلى السوق للتنافس عبر البلاد.
وعندما أنهي مدرسته الثانوية، التحق بالجامعة، ونادر درجة علمية في هندسة علم الطيران. وهو الآن يملك ثلاث شركات. في إحدى شركات يصمم الطائرات الصغيرة بنفسه، وفي شركة ثانية يؤجر ويعطي تراخيص الطائرات، ويمتلك شركة ثالثة لصيانة الطائرات. أخبرني بأن ثروته تقدر بملايين عديدة من الدولارات، لكنه لم يشعر أبداُ أنه اشتغل يومُا واحداُ في حياته. كان لا يزال يعمل ما يقدم له المتعة القصوى منذ أن كان شاباُ في مقتبل العمر. وكان عمره فقط 35 عاماً.


شعورك بالأهمية
كتب "ديل كارنجي" ذات مرة: "قل لي ما الذي يمنح أحد الأشخاص أعظم شعور بالأهمية، وسوف أقول لك ما هي فلسفته الكاملة في الحياة".
فما الذي يمنحك أعظم قدر من الشعور بالأهمية .
ما الذي يمنحك إحساساً عالياُ من تقدير الذات عندما توفق في القيام به ؟ ما الذي تستمع بالقيام به أكثر من سواه، بحيث تعود للعمل به باستمرار ؟

قال "نابليون هيل" ذات مرة إن أحد الأسرار الكبرى للنجاح هو أن تقرر ما الشيء ال1ي يقدم لك أقصى متعة عند القيام به، ثم توجد وسيلة لكسب رزق لا بأس به من خلاله. أغلب الناس يقومون بنقيض هذا. فهم يفعلون ما يشعرون أنه ينبغي عليهم القيام به، لكي يوفروا في النهاية الوقت والمال اللازمين للقيام بما يميلون إليه حقاُ. فيكلن هدفك أن تعكس هذا الترتيب. ينبغي أن تقوم بما تستمتع حقا به منذ البداية. على هذا النحو، سوف تستمر في التحسن، والتحسي في القيام بالمزيد، والمزيد من الأمور التي تمنحك أقصى شعور بالأهمية.