يحكى أن دجاجة رقدت على البيض حتى فقس صيصاناً صغيرة و كان من بين هذه البيضات بيضة نسر, و لكن فرخ هذا النسر ترعرع بين أفراخ الدجاج و أصبح يعتقد أن أمه تلك الدجاجة التي رآها عندما فقست عنه البيضة. كبر النسر و كبر جناحاه و لكنه.... لم يفكر يوماً بالطيران وتغير عالمه الذي يعيش فيه لاعتقاده بأنه دجاجة مثل غيره, ذات يوم انتبه الأرنب إلى ذلك النسر و خاطبه: أيها النسر, لماذا لا تطير؟ لماذا لا تحلق؟ أنت نسر ولديك جناحان قويان! أنت لست كباقي الدجاجات, أجاب النسر: بل أنا دجاجة هذه حدودي وهذه إمكانياتي.

وفعلاً بقي النسر يعيش بين الدجاج ولم يفكر يوماً بالتحليق. ذات يوم داهم المزرعة بعض الذئاب وهاجموا الدجاج, وكان نصيب النسر ذئب شرس ركض خلفه وهو يجري أمامه, واقترب منه وأحس النسر بالخطر الشديد فضرب الهواء بجناحيه في محاولة يائسة للخلاص, ولكنه حلق وارتفع في الهواء.. لقد تخلص من الخطر فعلاً...
قال النسر لنفسه.. يا إلهي!! يالي من أحمق كم ضيعت من عمري.. كم ضيعت من فرص لم أستفد منها.. كان لدي جناحان قويان منذ البداية ولم أستخدمهما.. لم أكتشف نفسي حتى اللحظة.. ولكن لا يهم فسأبدأ من اللحظة على أنني نسر ولست دجاجة.








المرجع: قصة من التراث.
الكلمات المفتاحية : اعتقاد - الحرية - القدرة - تحدي العوائق.
أرسل بواسطة: عماد شحاده
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=365