للأسئلة قوة تؤثر على قناعاتنا, وبالتالي على ما نعتبره ممكنا أو غير ممكن, فإننا نطرح أسئلة نفاذة قد تضعضع الأرجل المرجعية للقناعات المحبطة التي تسلبنا القوة, وبذا فهي تمكننا من تفكيك هذه المرجعيات واستبدالها بأخرى تمنحنا القوة ولكن هل أدركت بأن الكلمات التي نختارها في حد ذاتها, بل وحتى ترتيب الكلمات التي نستخدمها في السؤال قد يدفعنا على ألا نضع في اعتبارنا أشياء معينة, بينما نأخذ غيرها كتحصيل حاصل؟ يسمى هذا الأمر قوة الافتراض المسبق, وهو أمر عليك أن تنتبه له جيدا قوة الافتراض المسبق تبرمجنا بحيث نتقبل أمورا قد تكون حقيقية وقد لا تكون, وقد تستخدم ضدنا, أو حتى من قبلنا نحن أنفسنا في اللاوعي فإذا سألت سؤالا مثل: لماذا أخرب دائما على نفسي؟ وذلك حين ينتهي أمر ما بصورة مخيبة للآمال فانك انما تطلق بذلك نبوءة ستحقق نفسها بنفسها لماذا؟ لأن دماغك, كما سبق وذكرنا, سيأتي بجواب يطاوعك بهذا الأمر ويعطيك جوابا على أي شيء تسأله فيه اذ ستعتبر أمر التخريب على نفسك أمرا مسلما به وذلك لأنك تركز على السبب في قيامك بذلك وليس على ما إذا كنت تفعل ذلك أحد الأمثلة على ذلك:

هو ما حدث إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية في عام 1988, وذلك بعد أن أعلن جورج بوش عن اختياره دان كويل كمرشح يخوض الانتخابات معه كنائب للرئيس اذ إن إحدى المؤسسات التليفزيونية أجرت استطلاعا للرأي على مستوى الولايات المتحدة برمتها طالبة من الناس الاتصال بالرقم 900 للرد على السؤال: (هل يزعجك بأن دان كويل استخدم نفوذه العائلي للانخراط في صفوف الحرس الوطني لكي يذهب إلى فيتنام؟ الافتراض المسبق المفضوح في هذا السؤال كان بالطبع هو أن دان كويل قد استخدم فعلا نفوذه العائلي لتحقيق منفعة غير عادلة, وهو أمر لم يثبت على الاطلاق غير أن الناس أجابوا على هذا الاستطلاع وكأن هذه القضية حقيقة واقعة, فلم يضعوها موضع التساؤل قط, بل تقبلوها أوتوماتيكيا والأسوأ من ذلك أن الكثيرين اتصلوا ليعلنوا أنهم انزعجوا جدا من هذه الحقيقة, علما بأنها أمر لم يثبت على الاطلاق! غير أن مثل هذه العملية تحدث دائما, ونحن نرتكبها ضد أنفسنا وضد الآخرين باستمرار لذا فان عليك ألا تقع في فخ تقبل الافتراضات المسبقة المحيطة التي تفترضها أنت أو أحد غيرك ابحث عن مرجعيات تساند القناعات الجديدة التي تمنحك القوة.









المرجع: أيقظ قواك الخفية
اسم الكاتب: انتوني روبنز
دار النشر: مكتبة جرير
سنة النشر: 2003
رقم الطبعة: الخامسة
رقم الصفحة: 199
كلمات مفتاحية: الواعي واللاواعي – التواصل مع الداخل – الإفتراضات الجاهزة – التأثير على القناعات – التأثير على المعتقدات
أرسل بواسطة: أحمد الخطيب
رابط القصة: http://trainers.illaftrain.co.uk/ara...l.thtml?id=236