لقد ابتليت الطفلة باميلا جاود منذ ولادتها بكارثة أليمة, حيث خرجت من رحم أمها بلا ذراعين, وبساق يمنى قصيرة. ورغم عجزها الجسدي, فالله قد منحها ارادة قوية, وطاقات عظيمة في أعماقها, ورغبة نادرة في التغلب على افتقادها لذراعيهاالاثنتين, وقصور ساقها اليمنى. وبفضل هذه الارادة, فهي تشارك بحيوية في ألعاب ونشاطات مدرستها, وتقوم بواجباتها المدرسية على نحو جيد, بل وتتفوق على زملائها وزميلاتها الأصحاء في المدرسة.

سر هذا التفوق, يكمن في استخدامها قدمها اليسرى لأداء جميع أعمالها المدرسية. وأصبحت تكتب وترسم بمهارة بعد حشر القلم بين أصابع قدمها اليسرى وتستخدم الساق اليمنى في اللهو بعروستها. وتستطيع هذه الطفلة أن تتناول طعامها وتنظف أسنانها بالفرشاة, معتمدة على نفسها, وبواسطة أصابع قدمها اليسرى, التي اكتسبت مهارة تثير الدهشة والاعجاب. وعندما يشاهدها الخبراء وهي ترسم بمهارة أو تسبح معتمدة فقط على قدميها فقط, تزداد الدهشة. وخاصة عند مشاهدتهم للكلمات التي تكتبها بخط جميل, بقلم تحركه بأصابع قدمها اليسرى.

ومثل هذه الفتاة التي ولدت في مدينة كنج وليامز بجنوب افريقيا, تؤكد أن الارادة القوية, تستطيع عمل المعجزات. والتغلب على جميع المعوقات, بما في ذلك فقد الذراعين.








المقال من كتاب قصص من عجائب الدنيا للكاتب الاستاذ منصور بن ناصر العواجي
أرسل بواسطة: سعاد بربور
الكلمات المفتاحية: قوة الإرادة،الاستفادة من المحن، القوة الداخلية، التحدي.